تجمع الولايات المتحدة بين تقديم المساعدات العسكرية لليمن وبرامج إعادة الاعمار التي تستهدف شبان ومناطق الريف

واشنطن: قال مسؤولون ان ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تعتزم ان تجمع بين الدعم العسكري الموسع لليمن في حربه ضد القاعدة وبرنامج للمساعدات الاقتصادية يهدف الى الحد من قدرة الاسلاميين على جذب مجندين.
والى جانب التعاون العسكري الذي يشمل التدريب ومساعدات اخرى للقوات اليمنية التي تحارب الارهاب تعمل وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مع وزارة الخارجية الاميركية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية على برنامج للتنمية واعادة الاعمار يستهدف الشبان ومن يعيشون في الريف والمناطق القبلية.

وتأمل واشنطن ان تؤدي التنمية الاقتصادية طويلة المدى الى القضاء على شعبية القاعدة بين 50 في المئة من سكان اليمن ممن تقل اعمارهم عن 15 عاما.
ويصف مسؤولون اميركيون حكومة اليمن المركزية بانها quot;غير كفءquot; ولا تتمتع بنفوذ كبير خارج المراكز السكانية الكبيرة تاركة أراض مفتوحة امام القاعدة وجماعات أخرى.

وبعد محاولة مزعومة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية متجهة الى ديترويت يوم عيد الميلاد أعلن المسؤولية عنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب زاد في واشنطن التأييد لاتخاذ اجراءات أقوى لمحاربة الارهاب في اليمن.
وقال مسؤولون اميركيون ان الشاب النيجيري المتهم بمحاولة نسف طائرة الركاب الاميركية في 25 ديسمبر كانون الاول تلقى تدريبا في معسكر للقاعدة في اليمن.

وتقدر المخابرات الاميركية عدد الكوادر النشطة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ببضع مئات.
وقال مسؤول اميركي في وزارة الدفاع quot;تنظيم القاعدة في جزيرة العرب...لا يشكل تهديدا لليمن فحسب بل للامن الاقليمي والدولي أيضا.quot;

وحرص البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي. اي.ايه) على عدم تسليط الضوء على دورهما المتنامي في اليمن خوفا من أن يأتي ذلك بأثر سلبي على الحكومة اليمنية التي تواجه الى جانب القاعدة تمردا شيعيا في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب.
وطلبت واشنطن من اليمن التوصل الى حل عن طريق التفاوض مع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يقاتلون القوات اليمنية في الشمال ويشتكون من التمييز ضدهم اجتماعيا ودينيا واقتصاديا.

وقال مسؤول دفاعي اميركي quot;الحل العسكري للمشكلة يبدو غير مرجح أكثر من اي وقت. وحتى تتم معالجة الموقف الانساني المتفاقم والحد من التوسع الاقليمي للصراع ندعو الى تقليص فوري للصراع.quot;
ويقول مسؤولون اميركيون انهم لا يرون دليلا على تدخل ايراني مباشر في الصراع الحوثي لكنهم حذروا من ان ذلك قد يتغير اذا استمر الصراع طويلا.

وفي الصيف الماضي استكملت ادارة أوباما مراجعة استراتيجية للسياسة الاميركية في اليمن وخلصت الى ان quot;محاربة الارهاب او التعامل عسكريا فقط مع اليمن غير مناسب للتعامل مع مجموعة التحديات الحادة لاستقرار البلاد.quot;

وصرح المسؤول بأنه حتى يتحقق استقرار طويل المدى يجب ان يكون الهدف هو quot;هزيمةquot; القاعدة في جزيرة العرب وتحسين مستوى قوات اليمن التي تحارب الارهاب على المدى القصير وفي الوقت نفسه quot;بناء القدرة وزيادة الفرصة الاقتصادية امام مواطني اليمن في مسعى لخفض جاذبية الايديولوجية المتشددة وتغيير مسارها.quot;
وتعهدت الولايات المتحدة واليمن يوم الخميس بتكثيف العمل على صعيد التنمية لدعم جهود مكافحة الارهاب في بلد ينظر اليه على انه يتعرض لتهديد متزايد من متشددي القاعدة.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات مع نظيرها اليمني أبوبكر القربي ان اجتماعا مهما سيعقده مانحو المعونات لليمن في 27 يناير كانون الثاني في لندن سيركز على تحسين اداء الحكومة اليمنية لوظائفها والتنمية الاقتصادية.

واضافت كلينتون quot;اننا نرى نتائج في جهود مكافحة الارهاب ونريد ان نرى نتائج مماثلة فيما يتعلق بالتنمية.quot;
وجاء اجتماعهما في واشنطن وسط قلق متزايد في الولايات المتحدة ودول اخرى بشان انشطة القاعدة في اليمن. واثار عدم الاستقرار في اليمن مخاوف من ان القاعدة ربما تستغل الفوضى لتعزيز موطيء قدمها في أفقر بلد عربي والتخطيط لهجمات ضد اهداف اميركية واهداف اخرى.

وتخشى السعودية ودول غربية من أن يستغل تنظيم القاعدة الفوضى في اليمن لتحويله الى منصة ينطلق منها لشن مزيد من الهجمات.
وأبلغ القربي الصحفيين انه أكد لكلينتون ان اليمن ملتزم بمواصلة محاربة الارهاب والتطرف لكنه يحتاج الي مزيد من الموارد للتنمية.

واضاف ان اليمن اتخذ في السنوات القليلة الماضية quot;قرارات شجاعةquot; بشان اجراءات للاصلاح لكنه لم يحقق تقدما على صعيد تنفيذها.
وقال القربي quot;عدم الانجاز يرجع الى حقيقة ان اليمن ليس لديه الموارد لتنفيذ هذه الاصلاحات.quot;

واشارت كلينتون الى ان الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وقعت مؤخرا اتفاقية مدتها ثلاث سنوات مع اليمن من المتوقع ان تقدم بمقتضاها معونات للتنمية قيمتها 121 مليون دولار.

وقالت quot;نجاح هذا المسعى يعتمد على قدرة اليمن على اتخاذ الخيارات الصعبة الضرورية لتحسين فعالية الحكم واصلاح اقتصاده وحماية حقوق الانسان ومكافحة الفساد وايجاد مناخ أفضل للاعمال والاستثمار.quot;
وأوصى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الاميركية بمضاعفة المساعدات العسكرية لليمن في العام الحالي الى نحو 150 مليون دولار بالاضافة الى مساعدات للتنمية تقدر بحوالي 63 مليون دولار يذهب بعضها الى قوات الامن اليمنية.