سيطرت القوات اليمنية على مناطق واسعة بشمال البلاد وتمكنت من طرد متمردين حوثيين، بعد معارك طاحنة.

إيلاف من لندن: اعلنت القوات اليمنية ان قواتها بالاشتراك مع الجموع الشعبية تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة بشمال البلاد وطرد المتمردين الحوثيين خلال معارك طاحنة على مدى 72 ساعة الماضية اسفرت عن قتل ثلاثة من قادتهم وتدمير عدد من الآليات والسيارات ومخازن الاسلحة. فيما ادت قذيفة هاون وجهها المتمردون ضد مركز لمحو الامية بصعدة يأوي عدداً كبيراً من النازحين إلى مصرع أربعة أطفال وإصابة 11 آخرين بعضهم في حالة خطيرة. في حين جدد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي من واشنطن التزام بلاده بمواصلة مكافحة الإرهاب وتعزيز جهود التنمية في البلد.


وقال مصدر عسكري يمني مسؤول في المنطقة الشمالية الغربية ان القوات المسلحة والجموع الشعبية تمكنت في محور الملاحيظ وعلى مدار 72 ساعة الماضية من خوض معارك طاحنة تكللت بالنصر حيث تم استكمال تطهير جبل ظهر الحمار وقرية المعرسة والتبة السوداء والتباب الشرقية وكذلك تطهير قرية خفينة وقرية سيلان ووادي اللحي ووادي الموقد وأم الجنبة والمشدة من العناصر المسلحة المتمردة. واضاف ان القوات دمرت ايضا عددا من الآليات والسيارات التي كانت بحوزة المتمردين اضافة الى تدمير مخازن أسلحة وذخائر وألغام والاستيلاء على عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في أعمالهم المسلحة لاستهداف المواطنين من أبناء محافظة صعدة وأفراد الجيش والأمن.

وأكد المصدر مقتل العديد من العناصر المتمردة بينهم اثنين من قياداتهم هما quot;مقبل دوكمquot; الملقب بـquot;أبو عليquot; وكذلك quot;الهطفيquot; وأصيب آخرون وتم القبض على عدد آخر منهم ولاذ البقية بالفرار مخلفين وراءهم جثث قتلاهم. وفي محور صعدة قال المصدر أن القوات المسلحة الشجعان تمكنت من السيطرة على جبلي الطيرة وناقم quot;وطرد عناصر الإرهاب والتخريب منهما وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتدمير مخزن للأسلحة والمتفجرات والذخائر في بيت القعيصي حيث ظلت النيران مشتعلة فيه ودوي الانفجارات يسمع منه ساعات عدة quot; كما نقل عنه موقع وزارة الدفاع اليمنية الالكتروني اليوم.

ومن ناحيتها أفادت مصادر محلية في صعدة أن جميل زلعة أحد قادة الحوثيين قد لقي مصرعه في مواجهات مع قوات الجيش خلال اليومين الماضيين بمحور صعدة. وفي محور سفيان تصدت وحدات عسكرية وأمنية لمحاولة تسلل فاشلة للمسلحين إلى مزرعة جمينة ومواقع في تبة النصروالقشلة والمحكمة وتمكنت من قنص أحد العناصر وضرب أهداف تخريبية في تبة المنصة وتدمير أوكار تخريبية في بيت كزمة وضرب تجمعات لهم في بيت الجثام واسكات نيرانهم التي كانت تستهدف مواقع عسكرية في تبة الفتح وتبة 26 سبتمبر وتبة البركة.

وعلى الصعيد نفسه أقدمت عناصر مسلحة على إطلاق قذيفة هاون سقطت بجانب مبنى محو الأمية بمدينة صعدة والذي يوجد فيه عدد كبير من النازحين مما أدى إلى مصرع أربعة أطفال وإصابة 11 آخرين بعضهم في حالة خطيرة.

ومن جهته جدد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي التزام بلاده بمواصلة مكافحة الإرهاب وتعزيز جهود التنمية في البلد.
وعبر في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن الليلة الماضية عن ارتياح بلاده لتفهم الادارة الاميركية الحالية التحديات التي تواجهها اليمن ودعمها جهود اليمنيين لتحقيق اهدافهم المتمثلة في يمن قوي ومستق. وقال quot;نحن سعداء بالدعم الذي نحصل عليه من الولايات المتحدة وسيسهل علينا المهمة لان نمضي للأمامquot; آملاً في أن يعزز مؤتمر لندن الذي سيعقد اواخر الشهر الحالي من قدرة اليمن في إرساء الكثير من الإصلاحات وتحقيق النمو الاقتصادي.

وأوضح القربي بأن اليمن تؤمن بان المانحين الذين تعهدوا بملايين الدولارات في 2006 في مؤتمر لندن للمانحين يدركون بان التأخر في ارسال هذه الأموال ناتج ليس عن فشل اليمن وانما عائد للآليات التي تستخدمها هذه الدول. معتبراً أن هذه المشكلة البيروقراطية جعلت اليمن في الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الآن. وأعرب عن أمله في أن يكون مؤتمر لندن القادم فرصة لمعالجة هذه القضايا وتجنب ارتكاب الاخطاء التي حدثت في الماضي وقالquot;نحن نشعر بان المانحين يدركون اهمية استقرار اليمن ووحدته وهذا ما سيتم التركيز عليه في مؤتمر لندنquot;.

واشار الى ان هذا الامر يعتبر من أولويات المرحلة الحالية أما ما يتعلق بالارهابيين في اليمن فهم تحت سيطرة السلطة وقد تم القاء القبض عليهم وبعضهم فارين تتعقبهم القوات الامنية.
وعن الوجود الأميركي في اليمن وما يسببه من حساسية قال وزير الخارجية quot;اعتقد ان هذه الحساسية ليست فقط في اليمن وانما في اميركا وهناك اشخاص فيها يؤمنون بان مكافحة الارهابيين يجب ان تقوم بها الدول نفسها وليس الجنود الاميركيينquot; واعتقد ان هذه الحساسية مناسبة اذا نظرت اليها من خلال تجارب الماضي.

واضاف: ما نحتاج اليه من الولايات المتحدة الأميركية quot;هو بناء قدرات وحدات بلادنا لمكافحة الارهاب وتدريبهم وتقديم المعدات لهم وسيقومون بالعمليات وهذا سيكون لمصلحة البلدين في تحقيق كلفة اقل ومشاكل اقلquot;.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن الولايات المتحدة تعمل على بناء علاقات ايجابية وبنّاءة مع اليمن وقالت quot; رأينا من حكومة اليمن التزام نوعي وفعال في مكافحة المتطرفين وبالاخص القاعدة في شبة الجزيرة العربية خلال الشهر الماضي. واعتبرت ذلك مؤشراً إيجابياً مشيرة إلى إدراك الولايات المتحدة بان العلاقة لا يمكن ان ترتكز فقط على الارهابيين quot;بالرغم من اهمية ذلك الامر لامننا ومستقبلنا ولاستقرار ووحدة اليمن وانما سنهتم بالمشاكل من خلال إستراتيجية ناجعة للتنمية. وأضافت quot; نحن نقوم بتقديم المساعدة لاننا نريد ان يكون ذلك لمصلحة اليمن ونريد ان نرى نتائج على الواقع فقد رأينا نتائج وجهود محاربة الارهاب ونريد ان نرى نتائج ايجابية عندما يتعلق الامر بالتنميةquot;.