لم تكد تهدأ الأزمة التي أثارها رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب، حتى أطلت برأسها ملامح أزمة جديدة تتعلق بفضائية كويتية يديرها رجل دين سني، قامت بتكفير الشيعة، ويتردد في الداخل الكويتي بأن وزارة الإعلام قد بدأت بإجراء حصر لملاك ونشطاء القنوات الفضائية الدينية، وذلك في مسعى يهدف الى ملاحقتهم قضائيا.

وجه عضو مجلس الأمة الكويتي حسين القلاف سؤالا برلمانيا الى وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح ndash; يشغل حقيبة النفط أيضا- يستعلم فيه quot;عن الإجراءات الحكومية التي أتخذت عبر وزارة الإعلام في التصدي لما بثته قناة (صفا) الفضائية من برامج حملت تطاولا على الطائفة الشيعية وأتباعهاquot;، وعلى رموز معتقداتهم الدينية، إضافة الى quot;ظهور رجل دين مصري في أحد برامج الفضائية التي يتردد بأن رجل الدين السني عثمان الخميس هو من يديرها، وقد كفر الشيعة، وسبهم ونعتهم بأوصاف سيئةquot;.

وطلب النائب الكويتي القلاف الذي يحظى بمكانة مرموقة لدى الطائفة الشيعية في الكويت، تزويده بأي إجراءات قامت وزارة الإعلام بإتخاذها ضد قناة الصفا، وسط إنطباعات بأن أزمة طائفية جديدة قد بدأت تتشكل في الكويت، بعد أن هدأت العاصفة التي أثارها رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب قبل نحو شهر من الآن، وإنتهت بسحب جنسيته الكويتية، ومنع عقد أي ندوات في الداخل الكويتي، في ظل مخاوف كبيرة من الإنتقال الى أوضاع أكثر سوءا، بعد أن قال الشيخ جابر المبارك الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي- وزير الدفاع أن السكين قد وصلت الى العظم في بلاده، وأن الكويت أكبر من الطائفة والقبيلة.

ويأتي تحرك القلاف بالتزامن مع إستياء واسع النطاق من قبل الطائفة الشيعية الكويتية، يعبر عنه كتاب أعمدة ومدونين ومشاركين في المنتديات السياسية النقاشية، ضد ما تبثه القنوات التلفزيونية المحسوبة على الطائفة السنية، إذ طالب الشيعة في الكويت بأن تتخذ إجراءات مماثلة كتلك التي أتخذت ضد الحبيب، بحق كل من يسيئ الى رموز ومعتقدات الطائفة الشيعية، وملاحقة الفضائيات التي باتت تكفر الشيعة، في إستغلال لتصريحات ياسر الحبيب التي أدينت حتى من أقطاب الطائفة الشيعية في الكويت، في ظل تأكيدات بأن الحكومة الكويتية وعبر توجيهات عليا ستتحرك بقوة خلال المرحلة المقبلة ضد أي إساءات طائفية، وأنها ستتشدد في إجراءاتها العقابية.

ويتردد في الداخل الكويتي بأن وزارة الإعلام الكويتية وعبر توجيهات حكومية قد بدأت بإجراء حصر لملاك ونشطاء القنوات الفضائية الدينية، وذلك في مسعى يهدف الى ملاحقتهم قضائيا بعد تثبيت المخالفات التي تقوم بها فضائياتهم في المرحلة المقبلة، خصوصا وأن العديد من الفضائيات الدينية الممولة من قبل كويتيين، تستعد لتصوير حلقات تلفزيونية لشيوخ دين، يردون فيها على البرامج التي سيطلقها ياسر الحبيب على فضائيته الجديدة (فدك).