تبذل الادارة الاميركية مااعتبرته quot;جهود اللحظات الاخيرةquot; لانقاذ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة، تحسباً لصدور قرارات عن القمة العربية ضد اسرائيل، قد تحول دون استئناف العملية التفاوضية.

تجري الادارة الاميركية جهوداً حثيثة لانقاذ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من الفشل، ووفقاً لتقرير نشرته مجلة التايم الاميركية، وزادت وتيرة الجهود الاميركية في هذا الصدد تحسباً لقرارات قد تطلقها القمة العربية المرتقبة غداً الجمعة ضد اسرائيل، الأمر الذي يحول دون عودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مجدداً الى طاولة المفاوضات.

ووصفت الـ quot;تايمquot; الجهود الاميركية الحالية بأنها quot;جهود اللحظات الأخيرةquot;، قبيل انعقاد القمة العربية، مشيرة في هذا الصدد الى ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، باتت على قناعة مؤخراً بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، يميل الى الموافقة على الصيغة الاميركية، الرامية الى مواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.

وعلى حد ما نقلته quot;التايمquot; عن دوائر وصفت نفسها بالمقربة من سير المفاوضات، يأبى نتانياهو ان يكون سبباً في فشل المفاوضات، بينما تشير دوائر فلسطينية في هذا الصدد الى ان الادارة الاميركية، تعتزم خلال الاسبوعين المقبلين طرح مبادرة جديدة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، بهدف العودة الى المحادثات المباشرة مجدداً.

ويشير تقرير المجلة الاميركية الى ان المبعوثين الاميركيين لا يعتزمون في المبادرة الأميركية عرض اقتراحات جديدة على نتانياهو في بداية المفاوضات ndash; حال استئنافها ndash; تحسباً لامكانية ان يقدم الاخير مطالباً جديدة، يصعب التعاطي معها خلال الفترة المقبلة.

في الوقت نفسه نقلت الـ quot;تايمquot; عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمسؤولة قولها quot;:إننا نطالب بشكل رسمي وقف فوري لكافة صور الاستيطان في المناطق غير المدرجة في الكتل الاستيطانية الكبيرة الثلاثة، خاصة انه تُجرى حالياً مباحثات لزيادة عدد النقاط الاستيطانية في الضفة الغربيةquot;.

على الرغم من ذلك أعربت دوائر سياسية في واشنطن عن تقديراتها بأن الفلسطيين باتوا على قناعة بأنهم سيضطرون الى التعاطي مع بناء المستوطنات في مناطق معينة من الضفة الغربية، سيما في مناطق التكتلات الاستيطانية الكبيرة، وفي المقابل يأمل الفلسطينيون في إجراء مباحثات حول قضية الحدود خلال شهرين من الان.

ويواصل المبعوثين الاميركيين لمنطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتهم جورج ميتشل، ودنيس روس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ممارسة الضغوط في كل اتجاه، فضلاً عن تقديم عدد ليس بالقليل من الاقتراحات والتعهدات للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي قبل انعقاد القمة العربية المقررة غداً الخميس.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية قد التقت امس مع المبعوث الخاص للرباعية الدولية quot;توني بليرquot;، في محاولة للبحث عن آليات، يمكن عن طريقها احياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة. كما التقت كلينتون الثلاثاء الماضي مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية في اعقاب اللقاء quot;:اننا في مرحلة حرجة اذا دار الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيلquot;. وجدد المسؤول الاميركي موقف بلاده، الرامي الى ضرورة مواصلة تجميد المستوطنات. ويسود القلق في الولايات المتحدة من عدم وضوح موقف حكومة نتانياهو من قضية مواصلة تجميد المستوطنات.

وقال مصدر مسؤول في الادارة الاميركية السابقة، وصفته الـ quot;تايمquot; بالضلوع في صياغة حزمة الحوافز التي منحتها واشنطن للحكومة الاسرائيلية، من اجل التراجع عن مواصلة بناء المستوطنات، ان الموقف الاسرائيلي من مواصلة بناء المستوطنات quot;لا يزال ضبابياًquot;، واضاف quot;:هناك العديد من القضايا التي لا يزال الخلاف حولها كبيراً، سيما التواجد الامني الذي مُنح لاسرائيل في وادي الاردن، وان يتم ادراج هذا التواجد في اية تسوية بين الفلسطينيين واسرائيلquot;.

وقال المصدر quot;:ان الولايات المتحدة اقترحت على الفلسطينيين الاعتراف بقلق اسرائيل على امنها، ومتطلباتها الامنية في المنطقةquot;. وكان المصدر الاميركي أكثر تحديداً في تصريحاته عندما اشار الى ان الحديث لا يدور على الرغبة في الاتفاق على تواجد الجيش الاسرائيلي في وادي الاردن، وانما كان المقصود الحصول على موافقة الولايات المتحدة لوضع قوات سلام دولية، وربما يكون ذلك بالتعاون مع اسرائيل.

وبروح مختلفة، اشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركية في مقالها الافتتاحي اليوم الى ان حزمة الحوافز الاميركية لاسرائيل، تأتي في اطار رغبة الادارة الاميركية في التوصل الى اتفاق سلام، وابدت الصحيفة دهشتها عندما تسائلت quot;:لماذا يرفض نتانياهو قطف ثمار هذه الحوافزquot;.

ووفقاً لمقال quot;نيويورك تايمزquot;، تتضمن حزمة الحوافز الاميركية لاسرائيل مساعدات عسكرية عبارة عن طائرات حربية، وصواريخ دفاعية، وعدد من الاقمار الاصطناعية، وذلك في مقابل موافقة نتنياهو على تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة 60 يوماً فقط، والا يطالب خلال هذه الفترة بتجديد البناء فيها.

بالاضافة الى ذلك زعمت دوائر سياسية في واشنطن ان الادارة الاميركية تعهدت ايضا لحكومة الليكود باستخدام quot;حق الفيتوquot; في مجلس الامن الدولي ضد اي قرار قد يتخذه المجلس ضد تل ابيب، وذلك خلال فترة التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين.