باراك أوباما يجمع بنيامين نتنياهو ومحمود عباس في جولة مفاوضات مباشرة

في ظل تعثر مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تبحث السلطة الفلسطينية الآن عن الخيارات القادمة التي يمكن تنفيذها للخروج من الوقت الراهن، ويبدو خيار التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية هو الأرجح.

أكدت مصادر مطلعة بأن القيادة الفلسطينية تدرس حاليا العديد من الخيارات المهمة إذا ما أعلن رسميا فشل المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي.
وبحسب هذه المصادر، يعد قرار التوجه إلى مجلس الأمن الدولي والعمل على حشد أكبر تأييد دولي للاعتراف بحدود دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، الخيار القادم للقيادة الفلسطينية للخروج من المأزق الراهن والمتعلق باستمرار تعثر المفاوضات المباشرة وعدم الوصول إلى تسوية دائمة.

الشكعة: لا مفاوضات في ظل الاستيطان

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشكعة
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المحامي غسان الشكعة قال لـquot;إيلافquot;: quot;طالما هناك استيطان لن يكون هناك مفاوضات وهذا قرار الرئيس محمود عباس وهو قرار إجماع وطني وقرار كل القوى الفلسطينية والفعاليات الرسمية والشعبيةquot;.

وأكد أن العالم كله ابتداء من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين واليابان ودول العالم بات يؤيد حل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بخلاصه من الاحتلال وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد أن الإسرائيليين يمارسون الاستيطان لذلك فإن القيادة الفلسطينية قررت وقف المفاوضات، والجميع يعلم أن الأراضي الفلسطينية محتلة منذ عام 1967 ولغاية هذه اللحظة، وبالتالي لن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي بل سيلجأ لكل وسائل النضال المشروعة في القانون الدولي للتخلص من هذا الاحتلال.

وأضاف quot;هناك العديد من الطرق أبسطها التفاوض، ونحن قمنا بمد يدنا للتفاوض وكان المطلب الوحيد لإنجاح المفاوضات هو وقف الاستيطان حتى يكون هناك ما يمكن التفاوض عليه وأن نبحث في ملف الحدود والأمن حتى نستطيع أن نتبين أمورنا عن حدود الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67quot;.

وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي وكعادته ظل يماطل ويناور ولا يلتزم لا بالعهود ولا بالمواثيق، والآن هناك موقف إسرائيلي رافض لتمديد تجميد الاستيطان، وبالمقابل هناك قرار فلسطيني مدعوم ومؤيد من لجنة المتابعة العربية والجامعة العربية بوقف المفاوضات إذا لم يتم تمديد تجميد الاستيطان.
وقال إن القيادة الفلسطينية تبحث في عدة خيارات وبدائل وطرق تسلكها بديلة إذا ما فشلت المفاوضات المباشرة بين الجانبين.

ولفت إلى أن القرار التعجيزي الذي أقرته السلطات الإسرائيلية مؤخرا في ما يتعلق بقانون الولاء والمواطنة للدولة الإسرائيلية بالنسبة إلى السكان الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر، يضع عائقا جديدا أمام القضية السياسية بحيث إنه يشكل خطرا على الأهل في الداخل، ويقضي على أي تفاهم حول موضوع اللاجئين، منوها بأن الجانب الفلسطيني سيتابع هذا الموضوع على أعلى المستويات.

خالدة جرار: دعوة لمراجعة الرهان على الإدارة الأميركية

النائب عن الجبهة الشعبية في المجلس التشريعي، خالدة جرار
بدورها، أكدت خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، لـquot;إيلافquot; تمسك الجبهة بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني رغم أن الجبهة الشعبية كانت قد أكدت في وقت سابق أنها ستعلق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب إطار المنهج التفاوضي وأوضاع المنظمة.
وطالبت جرار بوجود مراجعة سياسية لوقف كل هذا المنهج في الرهان على الإدارة الأميركية في إطار المفاوضات الثنائية.

ولفتت إلى ضرورة أن يكون هناك سياسة استراتيجية ترتكز على المطالبة بعقد مؤتمر دولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية واستمرار الجهود وحركة التضامن التي تؤكد مقاطعة الاحتلال ومحاكمته وملاحقته واستمرار المقاومة الشعبية على الأرض.
ودعت إلى ضرورة احترام قرارات المؤسسة الفلسطينية وإعطاء الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها وتفعيلها وفق إعلان القاهرة عام 2005، ووثيقة الوفاق الوطني لعام 2006، لحماية المنظمة كممثل وحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والتمسك بالإجماع الوطني.


أمين مقبول: لا مفاجآت من تعثر المفاوضات

أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح
من ناحيته، أكد أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني quot;فتحquot; لـquot;إيلافquot; أن القيادة الفلسطينية لم تفاجأ بفشل وتعثر المفاوضات المباشرة كونها تدرك طبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية من حيث التعنت والغرور والغطرسة والنية في الاستمرار في التوسع الاستيطاني.
وقال إن الخيارات البديلة تدرس منذ فترة وليست حديثة وهي قيد المتابعة، لافتا إلى أن الرئيس محمود عباس خلال قمة سرت عرض على القادة العرب أفكارا للعديد من المقترحات كبدائل وخيارات للدراسة والتقييم بهدف انتظار الدعم والتأييد.

وأوضح مقبول، أنه إذا ما انقضى الشهر الذي تم تحديده من قبل القادة العرب، لتواصل الإدارة الأميركية جهودها وتمارس ضغطها على الجانب الإسرائيلي لتمديد فترة تجميد الاستيطان دون نتيجة، فإن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارها وسيكون مدعوما من كل مؤسسات القيادة الفلسطينية والعرب.
ولفت إلى أن دراسة الخيارات البديلة مستمرة وهناك نقاش دائم لها وسيكون هناك تقييم ودراسة معمقة في الأوساط الفلسطينية والعربية لمعرفة أي الخيارات التي سيتم اللجوء إليها.

وذكر مقبول بأن هناك العديد من الخيارات المطروحة على الساحة الفلسطينية التي تطرح كأفكار ولم يقر أي منها حتى الآن، وقال إنها ليست خيارات تؤخذ جملة وإنما هي خيارات متسلسلة ومن بينها مطالبة الإدارة الأميركية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران لعام 1967وعاصمتها القدس وإذا لم يتم ذلك فإن الذهاب إلى مجلس الأمن هو الخيار القادم وإذا لم يحصل فسيكون الذهاب إلى الجمعية العمومية.
ولفت إلى أن هناك العديد من الخيارات التي تأتي بشكل متسلسل وتصل إلى أكثر من سبعة أو ثمانية خيارات وعلى رأسها دور الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وهذا أمر يمارس يوميا وليس مجرد خيار فحسب.
وأشار إلى أن الخيارات السياسية والدبلوماسية المطروحة تأتي بشكل متتالٍ ففي حال نجاح الخيار الأول تنتهي الخيارات الأخرى وفي حال فشله يتم الانتقال إلى الخيار الثاني وهكذا.
وقال بالتأكيد الخيار الفلسطيني والعربي الأخير هو خيار الحرب وهو خيار يحتاج إلى قرار عربي رسمي على مستوى القادة العرب لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الخيارات تأتي بشكل متسلسل.

وأضاف مقبول هناك قرارات متخذة على المستوى الدولي بخصوص القضية الفلسطينية وقرارات أممية تعلن بشكل مستمر أن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني وتدعو إسرائيل إلى أن توقف نشاطها الاستيطاني.
وتابع، المشكلة تكمن بأن إسرائيل لا تستجيب لهذه المطالب وتمارس نشاطها الاستيطاني وهذا سيجعلنا نختار الذهاب إلى مجلس الأمن والجمعية العمومية للبدء بسلسلة من الخطوات لمعاقبة إسرائيل وفي مقدمتها العودة إلى الجمعية العمومية لمساواة الصهيونية بالعنصرية والعمل على قرارات المقاطعة وقطع العلاقات وإغلاق المكاتب خاصة في الدول العربية وهناك العديد من التوجهات التي يجب أن تفعل إذا استمرت إسرائيل بهذا التعنت الذي تمارسه الآن والمتعلق بالاستيطان وتهويد القدس.

وشدد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والتفاف الشعب الفلسطيني حول قيادته التي أثبتت رغم كل التشكيك الذي تتعرض له أنها متمسكة بالثوابت الوطنية التي أقرت في المجلس المركزي، ولا يمكن أن تتنازل عن أي منها، إضافة إلى ضرورة استنهاض الهمم والقوى الشعبية الكامنة لتصعيد المقاومة ضد الاحتلال والاستيطان والعدوان المستمر ضد الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى مصالحة فلسطينية حقيقية بين فتح وحماس وأن تعود اللحمة إلى شطري الوطن، منوها بأن الكل يدرك الآن أن موقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس موقف ثابت وواضح ويمثل الموقف المعلن من كل فصائل العمل الوطني والمطلوب أيضا تمتين الوحدة واستنهاض القوى الشعبية والفاعلة في الشعب الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات الخطرة.

الصالحي: المفاوضات تعاني خللا عضويا

أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي
من ناحيته، أكد أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، لـquot;إيلافquot; أن الأمر الأساسي هو الخروج من دائرة أو مأزق أن هذه المفاوضات تعاني خللا عضويا لا يسمح بأن تنجح أصلا.

وقال: quot;إن البديل هو إجراء مفاوضات من خلال الأمم المتحدة والتوقف عن بناء أي تجاوب مع استمرار المفاوضات الثنائية في الطريقة التي جرت عليها لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من هدر الوقت ومزيد من المكاسب لصالح إسرائيلquot;.
وأضاف نحن من طرفنا نعتقد أن هناك حاجة إلى مجموعة من الخطوات التي يمكن المباشرة بها وهي أن يتم إعادة النظر بشكل كامل بالتزامات السلطة تجاه إسرائيل خاصة وان إسرائيل عمليا تنصلت من كل التزاماتها التي تضمنتها الاتفاقات السابقة وفي مقدمة ذلك الملف الأمنيquot;.
وأوضح أن الخطوة الثانية تتمثل بضرورة quot;أن التمسك بأي مفاوضات جديدة يجب أن تتم من خلال الأمم المتحدة وبالتالي نحن لسنا على استعداد لاستمرار هذا النوع من التفاوضquot;.
وذكر أن الخطوة الثالثة تتضمن ضرورة حشد الدعم الدولي من أجل إعلان حدود دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وبالتالي التحرك مع المجتمع الدولي على هذا الأساس.

وقال: quot;بالإضافة إلى ذلك فإنه من الضروري متابعة القضايا السابقة التي تمثل سلاحا مهما للعمل الفلسطيني مثل قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتقرير جولدستون وغيره من أجل مطالبة المؤسسات الدولية باتخاذ مواقف من إسرائيل وفي مقدمة ذلك انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية باعتبارها أراضي محتلة.
وأضاف الصالحي، هناك مساحة للتحرك في إطار هذه القضايا بحيث يمكن أن نغلق هذه الدائرة المفرغة ما يسمى مفاوضات أزمة ثم عودة للمفاوضات بسقف أقل وهكذا كما دأبت على ذلك إسرائيل.
وشدد على ضرورة أن يتم إنهاء ملف الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس فورا، وأن يتم بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز صمود المواطنين على أرضهم.

ويبقى الحال على ما هو عليه كما أكد عدد من المسؤولين في القيادة الفلسطينية حتى انقضاء فترة الشهر الذي تم منحه من قبل القادة العرب في اجتماعهم الذي عقد في مدينة سرت الليبية للإدارة الأميركية لتمارس ضغوطا على إسرائيل بغية تمديد فترة تجميد الاستيطان ومنح المفاوضات فرصة إضافية قبل أن يصار إلى اتخاذ أي من الخيارات العديدة المطروحة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية.

عبد المجيد السويلم: موقف دولي quot;كالبطة العرجاءquot;
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المجيد السويلم، أكد لـquot;إيلافquot; صعوبة الأوضاع السياسية في الوقت الراهن نظرا لتعثر المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ونتيجة للظروف الفلسطينية الداخلية المتمثلة بالانقسام السياسي والخلاف ما بين حركتي فتح وحماس، ونظرا لضعف الموقف العربي.

وقال تزداد الأمور صعوبة مع وجود موقف دولي يهيمن عليه موقف الإدارة الأميركية الذي يسير quot;كالبطة العرجاءquot; حتى نهاية الانتخابات النصفية في ظل الضغوطات الإسرائيلية الهائلة في واقع المجتمع الأميركي، إضافة إلى رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتقد أنه حان الوقت لفرض سلام من وجهة النظر الإسرائيلية على العرب بالكامل.

وأكد السويلم وجود صعوبات حقيقية ليست مفتعلة وغير متخيلة، منوها في الوقت ذاته بأن العالم يقف حاليا نوعا ما مع مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه ومع الشرعية الدولية في حين نرى أن إسرائيل تجد نفسها يوميا في تعارض تام مع الإرادة الدولية الأمر الذي يتطلب وجود خيارات سياسية حكيمة من القيادة الفلسطينية تدار بحنكة لضمان النجاح في المعركة السياسية القادمة.

وقال quot;إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع القادة العرب بصورة الأوضاع السياسية والخيارات القادمة وذلك خلال مشاركته في قمة سرت الليبية وتحدث بصراحة مطلقة حول التوجهات القادمة والظروف الراهنة.

وحول البدائل والخيارات القادمة التي طرحها الرئيس محمود عباس، قال سويلم إنها تتمثل بالذهاب إلى مجلس الأمن، أو التوجه نحو الاعتراف الأميركي بأن أراضي عام 1967 بما فيها القدس الشرقية هي أراض فلسطينية محتلة، أو العمل على ملاحقة إسرائيل بكل الوسائل وعلى كل المنابر بمعنى خوض المعركة الدبلوماسية والبحث عن البدائل الممكنة بالتنسيق العربي والدولي بما يؤمن حصانة دولية وإقليمية للموقف الفلسطيني.

وأشار إلى أن الرئيس عباس في خطابه إلى زعماء قمة سرت والذي لم يبث على الفضائيات بأعذار تقنية، قد تحدث بجانب الهجوم السياسي والدبلوماسي ولم يتحدث عن الجانب الآخر المتمثل بخيارات الشعب الفلسطيني العديدة التي ستحدد في الوقت المناسب إذا ما فشلت المفاوضات.