اجرت اسبانيا تعديلاً وزارياً على حكومتها ليخرج ميغيل موراتينوس من رئاسة الحقل الدبلوماسي، وتخلفه وزيرة الصحة.

مدريد: بمرور الاسبوع الماضي يكون وزير الخارجية الاسباني السابق ميغيل انخيل موراتينوس قد طوى اخر ايامه برئاسة الدبلوماسية الخارجية لاسبانيا بعد نحو ست سنوات ونصف السنة امضاها في ذلك المنصب تمكن خلالها من اداء دور اقليمي وعالمي متميز.

وبخروج موراتينوس من الحكومة الاسبانية اثر التعديل الذي اجراه رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو الاربعاء الماضي تكون الدول العربية قد خسرت اكبر المناصرين لقضاياها في الحكومة الاسبانية وأحد المساهمين الرئيسيين في دفع عملية السلام في الشرق الاوسط وتعزيز العلاقات العربية مع الاتحاد الاوروبي.

وكان بعيد توليه منصبه في نيسان/ ابريل عام 2004 المحرك الرئيس لتحالف الحضارات، وهي المبادرة التي اطلقها ثاباتيرو في ايلول سبتمبر من ذلك العام وتبنتها الامم المتحدة بعد ذلك بهدف تعزيز الحوار بين الحضارات المختلفة وتعزيز التقارب بين الامم والشعوب لا سيما بين العالمين الغربي والاسلامي.

وبذل من خلال منصبه جهودا مضنية لدفع عملية السلام بين اسرائيل والدول العربية، الا ان محاولاته لم يكتب لها النجاح الكامل بينما استطاع على الضفة الاخرى من الوطن العربي لعب دور مهم في تعزيز العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، رغم التوتر الذي كان يشوبها احيانا بسبب قضية مدينتي (سبتة) و(مليلة).

ويعتبر موراتينوس ايضا مدافعا كبيرا عن سياسة انفتاح بلاده على كوبا التي استطاع تطبيع العلاقات بينهما في الزيارة التاريخية التي قام بها الى العاصمة هافانا في نيسان/ ابريل عام 2007.

بالاضافة الى انتهاجه سياسة الانفتاح مع فنزويلا الامر الذي اثار موجة غضب ضده من بعض الدول المناوئة لهذين البلدين ومن بعض القوى السياسية الداخلية.

وقال رئيس الوزراء ثاباتيرو في تصريح له عقب اجراء التعديل الحكومي quot;ان ذلك التعديل الواسع يرمي الى المساهمة في استكمال المهام الكبرى، التي بدأتها الحكومة خلال السنة التشريعية الحالية وبخاصة في ما يتعلق بالانتعاش الاقتصاديquot; مضيفا quot;ان لدى الوزراء الجدد تجربة سياسية مهمة ما سيعطي الحكومة نفسا جديداquot;.

وعلى الرغم من تلك الخسارة الكبيرة للعالمين العربي والاسلامي بخروج موراتينوس من منصبه المهم فان هناك نظرة متفائلة لتعيين وزيرة الصحة السابقة ترينيداد خيمينيث في منصب وزير الخارجية الجديد.

خيمينيث اكدت في اول تصريح لها بعد تسلمها منصبها انها ستسعى الى المحافظة على علاقات quot;متميزةquot; مع المملكة المغربية والدول المطلة على البحر الابيض المتوسط مضيفة انها ستنتهج مبدأ quot;الاحترام والحوار في السياسة الخارجيةquot; في خطوة تمثل استمرارا للنهج الذي سار عليه سلفها خلال السنوات الماضية.

وقالت الوزيرة التي يعرف عنها قضاء معظم اجازاتها في السنوات الماضية في المغرب انها ستكثف من quot;الدبلوماسية الاقتصاديةquot; من اجل المساهمة في التغلب على الازمة الاقتصادية التي تواجهها بلادها مشيدة بالدور الذي قام به موراتينوس على رأس وزارة الخارجية.

ويحمل موراتينوس البالغ من العمر 59 عاما درجة بكالوريوس في الحقوق والعلوم السياسية من جامعة مدريد ويتحدث الفرنسية والانكليزية وتولى منصب المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي ما بين عامي 1996 و2003 قبل توليه منصب وزير خارجية بلاده.