يعتبر الناخبون السود قوة غير محسوب ثقلها، حتى تصبح المنافسة ضيقة بين الحزبين السائدين في الولايات المتحدة، لكن مشاركة الأميركيين الأفارقة ستصبح هذه المرة مفتاح الفوز والخسارة بالنسبة للرئيس باراك أوباما.



ظلت الحملات الخاصة بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية غير مغطاة تماما بواسطة الإعلام، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما بذل جهودا مضنية لإقناع الأميركيين الأفارقة للخروج مرة أخرى والتصويت لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي يوم 2 نوفمبر المقبل.

وترى صحيفة الغارديان أنه إذا اعتمد الاقتصاد عاملا غالبا وحيدا لنتائج الانتخابات النصفية فإن الديمقراطيين سيكونون في أزمة أكبر مما هم فيها الآن. فالشريحة التي تعاني اليوم من الأوضاع الاقتصادية أكثر من غيرها تتشكل من السود بالدرجة الأولى.

فحينما انتخب باراك أوباما كانت البطالة بين السود تصل إلى 11.1% لكنها الآن وصلت إلى 16.1%، وهي أكثر بمرتين تقريبا من البطالة بين أوساط البيض. لكن قد يضيف المرء أيضا أن أزمة إغلاق أبواب العمل تمس السود أكثر من غيرهم وهذا ما يجعلهم أقل حرصا للتوجه إلى صناديق الاقتراع.

وهذا الشعور بالضيق الذي يعاني منه السود قد تجسد في سبتمبر الماضي عندما تحدت أوباما امرأة سوداء تدعى فيلما هارت حين قالت:quot;أنا مرهقة. أنا مرهقة في الدفاع عنك والدفاع عن إدراتك، والدفاع عن رمز التغيير الذي صوت لصالحه لكنني أشعر بخيبة أمل عميقة لما وصلنا إليه الآنquot;.

لكن الأميركيين السود لا ينظرون إلى الأمور بهذا الشكل فـ 97% منهم قد صوتوا لصالح أوباما عام 2008، وعلى الرغم من كل ما قيل عن تحول الكثير منهم إلى ما عرف بحركة quot;حزب الشايquot; المعارضة لأوباما فإن الأغلبية الواسعة من السود تظل موالية للديمقراطيين ومعظم أفرادها يدعمون أوباما اكثر من أي مجموعة عرقية أخرى في الولايات المتحدة.

وفي استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة الواشنطن بوست الأميركية اتضح أن 80% من السود الديمقراطيين مهتمين بانتخابات هذه السنة مثلما هو الحال في عام 2008. والأكثر من ذلك أن تقريرا لـ quot;المركز المشترك للدراسات السياسية والاقتصاديةquot; أشار إلى وجود تماثل ما بين المشاركة الكبيرة للسود في انتخابات هذه السنة مع انتخابات سابقة كالتي حدثت عام 1986 بعد مرور عامين على ترشيح الأسود جيسي جاكسون لنفسه في الانتخابات الرئاسية. آنذاك كانت الفجوة بين مشاركة البيض والسود قد تقلصت كثيرا، وهذا الشيء حدث أيضا عام 1998 حين خرجت الجماهير الأميركية السوداء لتصوت لصالح بيل كلينتون الذي كان محاصرا آنذاك.

في مجلس الشيوخ هناك ثلاث ولايات هي بنسلفانيا والينويس ونيفادا يشكل السود 10% من الناخبين فيها وكان أوباما قد حصل في هذه الولايات الثلاث على التوالي أصواتا سوداء بنسب 95% و96% و94%، وفي الانتخابات النصفية القادمة يمكن لهذه الأصوات أن تجعل النتائج مختلفة عما هو متوقع.
لذلك يمكن لتصويت الأميركيين السود أن يكون الفارق ما بين الفوز بفارق ضئيل أو الفوز بفارق كبير لصالح الديمقراطيين، في حين ستكون النتيجة بالنسبة لمجلس النواب بفضل الأصوات السوداء خسارة معتدلة للديمقراطيين أكثر منها هزيمة شنيعة على يد الجمهوريين.