وصفت قوى عراقية مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله في دعوة الفرقاء العراقيين للاجتماع في الرياض في مسعى لحل الأزمة السياسية في بلادها بأنها الإطار الصحيح لبناء قواعد ثابتة للمصالحة الوطنية في البلاد. فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي القوات المسلحة إلى الالتزام بأعلى درجات اليقظة وتأمين الحماية الكافية للمساجد والكنائس ودور العبادة كافة.


حذر قادة عراقيون من فتنة مسيحية إسلامية، داعين إلى سد الثغرات الأمنية التي يتسلل منها الإرهابيون ومحاسبة المقصرين في حادث سيطرة مسلحين على كنيسة في بغداد.

فقد رحبت رئاسة إقليم كردستان بالمبادرة التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعوة الأطراف السياسية العراقية إلى الاجتماع في الرياض من أجل التشاور وإنهاء الأزمة التي تعترض سبيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وقال رئيس ديوان الرئاسة فؤاد حسين quot;إن إقليم كردستان يقدر ويحترم مبادرة خادم الحرمين الشريفين وأية محاولة أخرى تدعم العراق وشعبه للخروج من الأزمة الراهنة، كما نشكر الحكومة السعودية على دعمها لمبادرة الرئيس مسعود بارزاني، التي هي مبادرة عراقية ووطنية حظيت بترحيب كبير من لدن القوى والأطراف العراقية نظرًا إلى انطباقها مع حاجة العراق، حيث إنها انطلقت وتخطو الآن خطوات مهمة باتجاه تشكيل الحكومة العراقية المقبلةquot;.

وأكد أن مبادرة العاهل السعودي لها أهميتها الخاصة quot;وأنها في تصورنا تشكل الإطار الصحيح للعمل من أجل بناء قواعد ثابتة للمصالحة الوطنية في البلادquot;. وقال في تصريح صحافي وزعته رئاسة الإقليم اليوم quot;إن إقليم كردستان يبدي شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين لاتخاذها خطوات بهذا الاتجاه في السابق، ومن الممكن أن تكون هذه الخطوة تكملة لجهودها السابقة.

أما التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر فقد أشاد بالمبادرة السعودية. وقال محمد البهادلي مدير المكتب الإعلامي للهيئة السياسية للتيار الصدري في تصريح رسمي quot;إننا نثمن هذه المبادرة التي تؤكد حرص الملك على وحدة وسيادة العراق ومن خلال إشراك الجامعة العربية، لكننا ننتظر تفاصيل أوفى عن هذه المبادرةquot;.

بدورها، عضو القائمة العراقية النائبة فائزة ألعبيدي أشارت إلى أنه في حال فشلت طاولة الحوار التي ستعقد في أربيل في حل هذه الأزمة السياسية، ولم تتوصل الكتل إلى حل في أربيل فلا ضير أن تذهب الكتل العراقية إلى السعودية للتفاوض، وخاصة أنها تكون تحت مظلة الجامعة العربية وبمشاركة الجميع. وأكدت أهمية عدم تفضيل الكتل السياسية لمصلحتها الحزبية على مصلحة الشعب العراقي الذي انتظر طويلاً وقدم ماعليه.

من جانبه شدد تحالف الوسط الذي يضم جبهة التوافق العراقي برئاسة أسامة التكريتي وائتلاف وحدة العراق الذي يرأسه وزير الداخلية جواد البولاني على ضرورة تعامل القوى السياسية العراقية مع مبادرة العاهل السعودي بإيجابية كاملة.

وقال في بيان صحافي quot;إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تحمل بارقة أمل للجميع في الوصول إلى حل في ظل حالة الشلل السياسي الذي يمر به العراق وعجز القوى السياسية عن الوصول إلى تشكيل الحكومة العراقيةquot;. وأضاف quot;إن هذه المبادرة الكريمة انما هي تعبير عن مدى الاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية للعراق وأهله وتعبير عن مدى ترابط العراق مع محيطه العربي لكونه جزءاً منهquot;.

وطالب القوى السياسية العراقية كافة بالتعامل مع هذه المبادرة بإيجابية كاملة quot;لا سيما انها لا تتقاطع مع المراحل التي تم انجازها حتى الآن، ونرى التعجيل بها وعدم تأجيلها إلى ما بعد موسم الحج لحساسية الوضع العراقي وحراجته، كما نأمل أن نرى مبعوثاً للملك في بغداد لتفعيل هذه المبادرةquot;.

في وقت سابق اليوم وصف نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي دعوة العاهل السعودي بأنها رسالة مسؤولية لتحقيق الوحدة والعزة والامن والازدهار للشعب العراقي وللامتين العربية والاسلامية. واضاف ان الدعوة السعودية quot;رسالة اخاء ومحبة وحرص ومسؤولية لتحقيق الوحدة والعزة والامن والازدهار للشعب العراقي وللامتين العربية والاسلامية باطلاق مبادرة لالتقاء القوى العراقية في الرياض بعد موسم الحج المباركquot;.

وأوضح في تصريح صحافي وزعه مكتبه quot;لقد اوضحنا باننا نجهد انفسنا مع بقية الشركاء العراقيين من اجل انجاح مبادرة الرئيس برزاني. ووضعنا لهذا الغرض برنامجاً زمنياً لتحقيق النتائج من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية تشارك فيها جميع القوائم الفائزة من دون تهميش او تضعيف تستطيع مواجهة التحديات وتنجح في تحقيق مطامحنا التي قدم شعبنا كثيراً للوصول اليها. فاذا وفقنا في ذلك وكلنا تفاؤل اننا سنصل الى النتائج المرجوة فنكون قد انجزنا المهمة وابعدنا عن البلاد الازمة الخانقة التي نمر بها والتي يحذر منها جلالته.

وتابع quot;وبخلافه فسنقف موقفا مسؤولا وايجابيا من اية خطوة او مبادرة داخلية او خارجية كمبادرة الرئيس برزاني او العاهل السعودي بما من شأنه ان يعزز سيادة العراق ويمنع اي تدخل في شؤونه ويؤسس لتعاون جدي بين القوى العراقية المختلفة من جهة، ومن جهة اخرى بين العراق ودول الجوار كافة والجامعة العربية بما يحقق الامن والاستقرار، وان لا يكون العراق ساحة صراع داخلي او اقليمي، بل ساحة اخوة وصداقة وتعاون وبناء، على الصعد كافة.

في الختام ثمّن مبادرة quot;خادم الحرمين الملك عبد الله واهتمامه وحرصه ومحبته لما فيه مصلحة المسلمين والعرب والشعب العراقي بكل قومياته ودياناته ومذاهبهquot;. وكان العاهل السعودي وجه السبت رسالة الى الرئيس جلال الطالباني والقوى السياسية العراقية للالتقاء في الرياض بعد موسم الحج لبحث ازمة تشكيل الحكومة العراقية.

المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم بدوره اكد انه يتفاعل مع أية مبادرة داخلية او خارجية لحل ازمة تشكيل الحكومة موضحا انه لم يتلق بعد اية دعوة رسمية للمشاركة في أي اجتماع للقوى السياسية الوطنية العراقية في المملكة العربية السعودية وهو بانتظار الاطلاع على تفاصيلها بصورة دقيقة.

وقال ناطق باسم مكتب الثقافة والاعلام في المجلس ان المجلس الاعلى سيتعاطى بإيجابية مع اية مبادرة للحوار، سواء كانت داخلية او خارجية، تنطلق من الثوابت الوطنية المتمثلة اساسا بالحفاظ على سيادة العراق واستقلالية قراره الداخلي إلى حين اكتمال واتضاح تفاصيل ما يطرح من مبادرات.

واشار الى ان المشروع الحالي المطروح في الساحة العراقية هو مشروع الطاولة المستديرة التي دعا اليها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والمجلس الاعلى حريص اشد الحرص على المشاركة بإيجابية في كل اجتماعاتها من اجل الخروج بأفضل النتائج التي يتطلع اليها ابناء الشعب العراقي الغيور.

كما رحبت جماعة علماء ومثقفي العراق بمبادرة الملك عبد الله، وقالت انها quot;تنم عن رغبة العاهل السعودي في لم شمل العراقيين وعن حرصه في ان يرى العراق مستقرا ينعم شعبه بالامن والرخاء، وهي فرصة توفرها القيادة السعودية الحكيمة لقادة الكتل السياسية العراقية من اجل الوصول الى حل حقيقي لازمة الانتخابات وتشكيل حكومة قوية تمثل فيها مكونات الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا وعمليا وليس شكلياquot;.

ودعت السياسيين العراقيين وقادة الكتل الى التعامل بموضوعية وحكمة مع هذه المبادرة لما يعول عليها في وقف المهاترات والانحدار الفظيع في مستويات الامن والاستقرار والحالة المعيشية والخدمية وايجاد الحلول الناجعة للازمة السياسية المتفاقمة منذ اذار/مارس الماضي.

وقالت quot;ان فرصة كهذه يتيحها العاهل السعودي ينبغي ان يتم التعامل معها بروية وحكمة وان يتم الاستجابة لها بصدق واخلاص ولا ينبغي التصرف معها بأحكام مسبقة او بردود فعل سلبية متسرعة، لاسيما ان الدولة صاحبة المبادرة اعلنت ضمانات لانجاح الحوار بين الفرقاء السياسيين عندما اكد وزير خارجية المملكة بأن (التركيز سيكون بشكل دقيق ومرهف الحساسية لاستقلالية العمل والجهد العراقي في هذه الاجتماعات، ولن يكون هناك رائحة لاي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية)quot;.

واضافت في ختام بيانها الصحافي quot;تود الجماعة في هذه المناسبة ان تتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية على مبادرته التي تعبر عن مدى الحب والاحترام الذي يكنه جلالته للعراق وشعبه الابي، وان يراه سليما معافى بعد الويلات والنكبات التي لحقت به خلال سنوات الاحتلال السابقةquot;.

المالكي يحذر من فتنة إسلامية مسيحية
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء العراقي كامل المالكي القوات المسلحة الى الالتزام باعلى درجات اليقظة وبذل اقصى جهد لتأمين الحماية الكافية للمساجد والكنائس ودور العبادة كافة في البلاد، فيما حذر قادة عراقيون من فتنة مسيحية اسلامية داعين لسد الثغرات الأمنية.

وقال المالكي اليوم بعد ساعات من اقتحام مسلحين لتنظيم القاعدة كنيسة في بغداد واخذهم اكثر من 50 رهينة بداخلها، وادى تحريرهم الى مقتل واصابة 115 فردا منهم ومن القوات الامنية والمسلحين، ان العراق يحظى بتنوع فريد وبخير وفير وتنوع ديني وقومي ومذهبي، حيث ان هذا التنوع الذي يلتئم شمله تحت خيمة الوطن الواحد هو المستهدف اليوم، وكذلك quot;نموذج التعايش السلمي والامن والاستقرار كان ولايزال هدفا للعمليات الارهابية الجبانة التي تستهدف مساجد المسلمين مرة وكنائس المسيحيين في المرة الاخرى كما كانت تستهدف السنة والشيعة من ابناء الدين الواحد ايام الفتنة الطائفية التي قضينا عليها بوحدة كلمتنا وبالارادة الوطنية المخلصةquot;.

مؤكدًا أنquot;الجريمة الارهابية التي طالت كنيسة النجاة في بغداد يوم امس هزت مشاعرنا ومشاعر كل العراقيين والشرفاء في العالم فقد استهدف اصحاب الافكار المنحرفة من القاعدة وحلفائهم من ازلام النظام المباد اخوتنا المسيحيين في جريمة ارهابية يراد منها زعزعة الامن والاستقرار واثارة الفتنة والفوضى وابعاد العراقيين عن وطنهمquot;.

ودعا القوات الامنية الى الالتزام باعلى درجات اليقظة وبذل اقصى جهد لتأمين الحماية الكافية للمساجد والكنائس وكل دور العبادة quot;من اجل تفويت الفرصة على الارهابيين ومن يقف وراءهم من اصحاب المخططات المشبوهة الذين يريدون النيل من العراق ووحدة شعبه وسلامته مستغلين تهديدات البعض باعادة العنفquot;.

من جانبه قال الرئيس جلال طالباني quot;إن الإرهاب الغاشم الذي يتستر بالدين، والدين منه براء، بلغ به الأمر حد التطاول على بيوت الله ودور العبادة وحد إزهاق أرواح متعبدين يرفعون صلواتهم إلى الباري ليحل السلام على الأرضquot;.

واضاف طالباني في بيان رئاسي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه quot;إن هذا الإستهتار بالقيم الدينية السامية وبالأعراف الإنسانية والأخلاقية يجب أن يواجه بالردع الحازم وبإدانة شاملة واضحة من الجميع، وإنني لأناشد علماءنا أن يرفعوا اصواتهم للتنديد بهذه الجريمة وتأكيد براءة الدين الإسلامي الحنيف من مرتكبيها المتسترين بستار الدين، وفي الوقت عينه أدعو الأجهزة الأمنية إلى تشديد الحماية على الكنائس وسائر دور العبادةquot;.

وشدد بالقول quot;إن المسيحيين أشقاء لنا في الوطن وأي ضيم يلحق بهم إنما هو ضيم لكل العراقيين فهم أبناء البلد الأصلاء الذين تعايشوا طوال قرون مع أخوتهم في الوطن الواحد الذي يتفانون في خدمتهquot;. من جهته اكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على ضرورة السعي الجاد إلى سد الثغرات التي يتسلل منها الارهابيون والاعتماد على الجهد الاستخباراتي المنظم والدقيق الذي يساعد على اكتشاف الجريمة قبل وقوعها.

وقال في بيان صحافي اليوم quot;اننا في الوقت الذي نعلن حزننا وألمنا الشديدين لهذا العدوان السافر وما اسفر عنه من ضحايا والذي يستهدف ارباك الاوضاع العامة في البلاد، وخلق الفتنة بين ابناء الوطن الواحد نؤكد وقفتنا الكاملة مع اهلنا من عوائل الضحايا الذين سقطوا جراء هذه العملية الوحشية التي تؤشر إلى وجود خلل كبير في الجهد الاستخباراتي والتنسيق الجيد بين مختلف الاجهزة الامنية، وهو الامر الذي نبهنا له مرات عديدة وفي مناسبات مختلفةquot;. مطالبًابضرورة السعي الجاد لسد الثغرات التي يتسلل منها الارهابيون والاعتماد على الجهد الاستخباراتي المنظم والدقيق الذي يساعد على اكتشاف الجريمة قبل وقوعها.

ولفت الى ان هذا الخرق الامني في قلب العاصمة بغداد وقبله بايام معدودة في منطقة بلدروز في محافظة ديالى، حيث سقط العشرات من الشهداء والجرحى، يستدعي من الجميع تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة والخطرة وحث الخطى من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تأخذ على عاتقها مسؤولية ترسيخ الامن وتعزيز الاستقرار وتقديم افضل الخدمات وتطوير الاقتصاد وتوفير فرص الاستثمار والقضاء على البطالة.

وحذر من ان استهداف quot;اخواننا المسيحيينquot; يتم بخطة منظمة في طول البلاد وعرضها وان اهدافها واضحة وهي افراغ البلاد من مكون رئيس من مكونات الشعب العراقي وجزء من شخصيته التاريخية والثقافية والوطنية. كما يستهدف زرع الخوف وافراغ البلاد من الاخوة المسيحيين. وهذا عدا المعاني الانسانية والوطنية سيعني فقدان احد عناصر الشخصية العراقية بشكل لا يمكن تعويضه.

ورأى أن هذه الخطة المنظمة للارهاب يجب ان تقابلها خطة منظمة من الدولة لحماية المسيحيين وكنائسهم ومدارسهم واحيائهم بما يدخل الطمأنينة والاستقرار الى نفوسهم القلقة ويجعل التلاحم بين ابناء الشعب الواحد حقيقة ماثلة تستطيع فهم الارهاب والقتل الذي ينال كل الاديان والمذاهب والقوميات.

اما نائب رئيس الوزراء القيادي الكردي روز نوري شاويس فقد تعهد quot;بتحمل مسؤوليتنا الكاملة في كشف خيوط الجريمة النكراء والاقتصاص العادل من مدبريها والمخططين لهاquot;. وقال في بيان صحافي quot;ان عصابات القتل والجريمة من فلول الارهاب الخائب هي التي اقترفت الجريمة النكراء الجديدة بحق الاخوة المسيحيين في بغدادquot;.

من جانبه قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم quot;إن ما يدمي القلب ويستفزّ الضمير الانساني ان يتعرض الابرياء في العراق، ومنهم اخوتنا المسيحيون، الى القتل بدم بارد من قبل هذه العصابات الاجرامية التي نشرت الخراب والدمار في العراق منذ سبع سنوات وحتى الآن، كما إن ما يدمي القلب ايضاً ان تتم هذه الجرائم من قبل تنظيمات تدّعي زوراً وكذبا انتماءها الى الاسلام، والاسلام منها براءquot;.

واضاف quot;لقد عاش الاخوة المسيحيون في العراق طوال قرون عديدة وكانوا وما زالوا يمثلون جزءاً مهماً من بناة هذا الوطن وشاركوا اهله في السرّاء والضرّاء، ولم يتعرضوا للاضطهاد والقتل والتشريد الا على يد هذه العصابات الهمجية التي لا تقيم أي حرمة لدم الانسانquot;.

وأدان الحكيم quot;بشدة هذه الجريمة البشعة ونوّجه انظار الحكومة وأجهزتها الامنية ان تضع في أولوياتها حماية أرواح المواطنين العراقيين من الاستهداف الدموي، كما ندعوها الى التحقيق في هذه الجريمة النكراء ومحاسبة المقصرينquot;.

اما رئيس قائمة الرافدين المسيحية يونادم كنا فقد اكد وجود تواطؤ داخلي، مشيرا إلى أن تأخير تشكيل الحكومة يقف وراء الخروق الأمنية، فيما لفت خبير أمني إلى أن العملية هدفت إلى كشف استراتيجية القوات الأمنية في التعامل مع هكذا حوادث نوعية.

وابدى كنا استغرابه من quot;حدوث هكذا حادث في منطقة الكرادة وهي من المناطق المحصنة جدا، والتي انسحبت منها بعض القوات وسلمت إلى أخرىquot;، معتبرا أن quot;الإرهابيين لم يستطيعوا تنفيذ هكذا عملية لو لم يكن هناك تواطؤ داخلياquot;. وأشار كنا إلى أن quot;عدم تشكيل الحكومة يعد الثغرة الأمنية الحالية التي تستغل من قبل أعداء العراق وأعداء الإنسانية، كما إن هناك أجندات خارجية تستهدف كل العراق والعملية الديمقراطيةquot;.

معربًا عن أسفه من أن quot;تكون المصلحة الحزبية في مقدمة الأولويات لدى الجهات المسؤولةquot;. وطالب كنا القيادات والكتل السياسية إلى أن quot;تراجع سياستها لتسرع في تشكيل الحكومة، وتنقذ البلد من هذه المأساةquot;. واشار في تصريح نقلته وكالة quot;السومرية نيوزquot; الى أن quot;الحراسات أمام الكنائس ودور العبادة والجوامع ليست كافية، وليست لها قدرة ولا التسليح الكافي لمواجهة الإرهابquot;، داعيًا الحكومة إلى quot;تحمل مسؤوليتها في هذا الملف، وأن تهتم بأمر المواطنين العراقيينquot;.

من جانبه قال الشيخ خالد العطية القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ان عملية اقتحام كينسة سيدة النجاة quot;يدل على بشاعة تنظيم القاعدة الارهابي الذي يهدف الى خلق فتنة بين الديانتين المسيحية والمسلمةquot;. ودعا العراقيين بجميع أطيافهم الى رص الصفوف والوقوف بحزم امام الزمر الارهابية التي تحاول النيل من العراق.

كذلك أدان البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم quot;العنف العبثي والوحشيquot; ضد quot;اشخاص عزلquot; في العراق. وقال البابا خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان quot;اصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف من الوحشية لدرجة انه يستهدف اشخاصا عزلا مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامحquot;. واضاف quot;اعبّر عن تضامني الحار مع الطائفة المسيحية (العراق) التي ضربت مجدداquot;. وقال quot;امام دوامة العنف المروعة التي لا تزال تمزق شعوب الشرق الاوسط اود ان اجدد ندائي من اجل السلامquot;.

السيستاني يستنكر التعرض للمسيحيين
في المقابل دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الجهات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها في حفظ أمن المواطنين، مستنكرًا الاعتداء الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في وسط بغداد. وقال مصدر مقرب من المرجع في بيان quot;إن السيستاني يستنكر العمل الإجرامي الذي تعرض له إخواننا المسيحيون، ويدعو الجهات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها في حفظ أمن المواطنينquot;.

واليوم اعلنت قيادة عمليات بغداد احتجاز اثنين من منتسبي قناة البغدادية وفق المادة 4/1/2 ارهاب. وقال بيان لقيادة عمليات بغداد ان هؤلاء المنتسبين قاموا بالاتصال هاتفيا بالمجموعة الارهابية اثناء قيامهم باحتجاز الرهائن في كنيسة سيدة النجاة مساء امس.

وكانت الحصيلة النهائية لعملية تحرير الرهائن الذين احتجزتهم مجموعة مسلحة داخل كنيسة سيدة النجاة قد بلغت 45 قتيلاً و70 جريحاً بينهم عدد من عناصر القوات الأمنية بعدما انتهت العملية عند الساعة الثالثة من فجر اليوم. وقد فجر المسلحون الثمانية الذين نفذوا العملية أنفسهم بأحزمة ناسفة أثناء محاولة القوات الأمنية اقتحام الكنيسة.

ويعتبر حادث كنيسة سيدة النجاة هو الأول من نوعه الذي يسجل في العراق، فلم يسبق لمجموعة مسلحة أن اتخذت رهائن وطالبت بالإفراج عن معتقلين من تنظيم القاعدة في العراق وبعض البلدان العربية مقابل إطلاق سراحهم.