يطالب العراق الولايات المتحدة بإعادة quot;أرشيف يعود لليهودquot; عثر عليه الجنود الأميركيون أسفل مبنى المخابرات العراقية أثناء بحثهم عن أسلحة الدمار الشامل إبان الغزو عام 2003، ونقلوه إلى الولايات المتحدة quot;لصيانته وإنقاذهquot; مبدين استعدادهم لإعادته عند الطلب.

بغداد: يتكون الأرشيف من آلاف الكتب والوثائق المالية وطلبات الالتحاق بالجامعات وعقود الزواج والمخطوطات الدينية والصور وغير ذلك من الوثائق القيمة القديمة التي يعود بعضها إلى قرون ماضية وقد طالها البلل بعد أن غمرتها المياه في أحد أقبية مبنى تابع للمخابرات إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الأرشيف يعود لليهود العراقيين الذين تركوا البلاد quot;إثر ما لاقوه من اضطهاد حيث جرت مصادرة ممتلكاتهم وما احتوته منازلهم التي هجروهاquot;. وتساءلت واشنطن بوست عمن يملك الحق في المطالبة بالمواد الأرشيفية التي تحتفظ بها واشنطن، في ظل مطالبة الحكومة العراقية باستعادة الأرشيف بوصفه من ممتلكات الشعب العراقي.

ونسبت الصحيفة إلى السفير العراقي لدى واشنطن سمير الصميدعي قوله إن المواد الأرشيفية quot;تعتبر جزءا من تاريخنا، حيث أقامت جالية يهودية في العراق 2500 عامquot;، مضيفا أنه quot;حان وقت استعادة ممتلكاتناquot;. والتقى وفد رفيع المستوى برئاسة وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر الحمود البارحة بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأميركية للضغط من أجل استعادة الأرشيف، وسط ادعاءات البعض ومن بينهم من يقومون بصيانة المواد والعمل على حفظها بكونها تعود لليهود الذين فروا من العراق أو لأحفادهم الذين يعيش العديد منهم في إسرائيل.

ومضت الصحيفة إلى أن الأميركيين نقلوا الأرشيف اليهودي الذي تم العثور عليه في حالة سيئة، إلى الولايات المتحدة بهدف صيانته وإنقاذه من التلف بمساعدة من مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وبينما تم نقل المواد الأرشيفية إلى تكساس للعمل على ترميمها عبر تجميدها ومن ثم تجفيفها بهدف تخليصها من العفن الذي يغطيها، تقول وزارة الخارجية الأميركية إنه تم الاتفاق في يونيو/ حزيران 2004 مع وزارة الثقافة العراقية على أن للأخيرة الحق في استعادة المواد عبر تقديم طلب رسمي كتابي.

وأشارت واشنطن بوست إلى قيام من وصفته بالناشط المغترب أحمد الجلبي بتقديم يد العون لنقل الأرشيف بعد العثور عليه في العراق عبر تقديمه مضخة وأدوات أخرى لاستخراج المواد الأرشيفية المبللة من القبو وتعريضها لأشعة الشمس قبل شحنها إلى الولايات المتحدة.

وبينما يعارض دوف ساخيم أحد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في عهد إدارة بوش إعادة الأرشيف إلى العراق، بدعوى أن الحكومة العراقية quot;سرقتquot; المواد من ملاكها الأصليين، قال الصميدعي إن بلاده ستدرس إمكانية الاستجابة لطلبات الأفراد.

وفي حين رفض السفير العراقي فكرة إعادة المواد إلى أحفاد اليهود، قال إن بلاده ستعمل على جعلها متوفرة وفي متناول أيدي الباحثين، مشيرا إلى عمليات السلب والنهب التي طالت الكثير من مقتنيات العراق التاريخية نتيجة لما سماه quot;التدخل الأميركيquot; في البلاد. وأضاف أن التمحيص في شأن quot;من يملك ماذاquot; هو أمر لن يحبذه أو يسعى إليه quot;أصدقاؤنا الأميركيونquot;.

وكان قد التقى وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الثقافة العراقي طاهر ناصر الحمود مسؤولين أميركيين كبار في وزارة الخارجية للضغط عليهم من أجل إعادة الأرشيف اليهودي للعراق. ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية عن السفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي ان هذا الأرشيف quot;يمثل جزءاً من تاريخنا وهويتنا.. كان هناك يهود في العراق لـ2500 عام.. حان الوقت لاستعادة ممتلكاتناquot;.

ولفتت الصحيفة إلى ان وزارة الخارجية الأميركية لا تجادل العراق في حقه باسترداد الوثائق إلاّ انها تخشى على وضع هذه الوثائق التي يبلغ عددها 3500 خصوصاً انه عثر عليها تطفو على سطح مياه المجارير تحت مقر المخابرات لأن القنابل الأميركية فجّرت تمديدات الصرف الصحي في المبنى.

وقالت سوزان كوبر، الناطقة باسم الأرشيف الوطني ودائرة السجلات quot;ناراquot;، ان وكالتها تعتقد ان هذه المواد تحتاج إلى الصيانة والحفظ لأنها ما زالت quot;هشة وعليها عفنquot;. ولفتت إلى ان quot;ناراquot; أنفقت أكثر من مليون دولار على الوثائق حتى الآن، وقد استكمل فريق العمل تقييم الوثائق كل على حدة وهم الآن في المرحلة النهائية من تقييم كلفة صيانتها وحفظها بالكامل بينها تحويل الصور الموجودة إلى صور رقمية.