دعا عمارالحكيم إلى إيجاد استراتيجية أمنية واستخباريةتكون قادرة على منع وقوع عمليات إرهابية.

تتفاعل تداعيات التفجيرات الاخيرة التي تعرضت لها العاصمة العراقية والهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد غضبا ودعوات الى مواجهة جدية لهذه العمليات من خلال الدعوة الى استراتيجيات امنية واستخبارية قادرة على ردع المسلحين ومنعهم من تنفيذ عملياتهم قبل وقوعها خاصة بعد التطور الخطير في وسائلهم وخططهم واليات تنفيذهم لعملياتهم هذه التي حذر من جدية خطورتها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم .

وقال الحكيم في كلمة خلال الملتقى الاسبوعي الثقافي للمجلس الاعلى في بغداد ان التفجيرات الاخيرة في العاصمة ومدن اخرى والاعتداء على كنيسة سيدة النجاة احدثت جرحا أضافياً في ضمير العراقيين ولايمكن ان يسمح بها تحت أي غطاء وبأي مبرر لانها تعبر عن ظاهرة خطيرة وعن فكر هدام ولابد من وضع الحلول والمعالجات الحقيقية لها لأنها تجاوزت كل الحدود وأصبحت تخاطر بالحياة الانسانية في منطقتنا وفي كل بقاع العالم وكذلك التحقيق العاجل والفاعل للوصول الى نتائج حاسمة quot;لتشخيص هؤلاء المجرمين والتعرف على نواياهم ودوافعهم وعن الاسباب التي تدفعهم لأرتكاب هذه المجازر وعلى القوى التي تقف وراءهم وتساندهم في هذا الاجرام الكبير ومحاسبتهم ووضع حد لنزيف الدم العراقي الذي لازال مستمراً مع مضي كل هذه السنواتquot; .

واشار الى ان القطعات العسكرية والفرق المدججة بالسلاح لن تستطيع توفير الامن الكامل للمدن العراقية quot;لذلك نحتاج الى تطوير حقيقي في منظوماتنا الاستخبارية والوقائية لكي تصل الى المعلومة وتكتشف الشبكات الاجرامية وتعمل على تفكيكها ومنع الجريمة من الوقوع والى مضاعفة الجهد الاستخباري وتطوير هذه المنظومات بالشكل الذي يجعلنا قادرين على التعرق على المجرمين قبل وقوع الجريمةquot;

واضاف ان العمليات الاخيرة جاءت لتعبر عن تطور نوعي خطير في خطط ووسائل وآليات وتنفيذ المسلحين لعملياتهم quot;الامر الذي يتطلب دراسة مستفيضة ومراجعة للخطط والسياسات الامنية المعتمدة بما يواكب ويتناسب مع تطور الخطط للمجاميع الارهابية ولا بد من مسك زمام المبادرة والتحول من ردود الفعل والترقب الى حالة الفعل والاقدام والتشويش على هؤلاء وارباك خططهم وأفساد مشاريعهم الدنيئةquot; . وشددد بالقول quot;نحن بحاجة الى رسم سياسات وستراتيجيات جديدة في التعاطي مع الواقع الامني لان اعتماد الوسائل التقليدية والاجراءات الاعتيادية ما باتت كافية لمواجهة هذا التطور النوعي الخطير في اداء الارهابيين والحاق الضرر بأبناء شعبناquot; .
وحذر من ان الوسائل التقليدية المتاحة اليوم والاجراءات المتخدة لن تمكن الاجهزة الامنية من التفوق على الارهاب ووضع حد لنزيف الدم وشدد بالقول quot;يجب التفكير بأجراءات وستراتيجيات جديدة للتعاطي مع الواقع الامني كما ان علينا ان نأخذ الاختراقات الامنية على محمل الجد و
تشخيص الثغرات الامنية ومعالجتها والتدقيق في السياقات والاجراءات المعتمدة وتشخيص الثغرات التي تسمح لهؤلاء الارهابيين واستخدامها والوصول الى الناس الابرياء في كل مكان وإلحاق الضرر بهمquot; .

واوضح الحكيم قائلا ان المواطن اصبح يتسائل اليوم عن الجدوى من وجود السيطرات الكثيرة والتي يقضي المواطن وقتا طويلا خلفها وهي غير قادرة على تشخيص المسيئين والمجرمين والامساك بهم قبل إلحاق الضرر والاذى بالموطنين ولذلك quot;علينا أشراك المواطنين في عملية تحقيق الامن وكلما اوجدنا ثقافة شعبية بين اوساط المجتمع للبحث عن المجرم وتشخيص الثغرات والاخبار عن أي معلومة يظن انها تسيء الى العراقيين سنساعد الاجهزة الامنية الى حد كبير في السيطرة على الامن ولذلك ادعو ابناء شعبنا الى الاهتمام الكبير وفتح عيونهم وان يرصدوا ويراقبوا ما يحيط بمنازلهم واماكن عملهم واتخاذ الاجراءات السريعة بأبلاغ الاجهزة المعنية للحد من نزيف الدم ووقوع الجريمةquot; .

ودعا المسؤولين الى الشفافية في الادلاء بالمعلومات وعدم السعي للتقليل من حجم الخسائر من خلال تفاصيل غير صحيحة عن ضحايا اعمال االعنف ملاحظا ان وسائل الاعلام التي تمتلك الكثير من الادوات للوصول الى المعلومة الصحيحة تتحدث عن ارقام مختلفة وسرعان ما تظهر الحقيقية متفقة مع ما تداولته وسائل الاعلام وتبدأ الجهات الرسمية بالتراجع عن معلوماتها مشيرا الى ان هذا المنهج يسيء الى الجهات الرسمية أكثر مما يخفي الحقيقة ومن هنا تتاكد ضرورة اعتماد المزيد من الشفافية .

وحول الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد قال الحكيم ان استهداف المسيحيين سبب الما كبيراً في لقلوب العراقيين جميعاً quot;لأن ابناء الديانة المسيحية في بلدنا تعرضوا للكثير من الاستهدافات والتفجيرات من قبل قوى الظلام بالرغم من قلة عددهم حيث ان الكثير منهم قد تركوا العراق لأسباب وخلفيات مختلفة لكننا نرى ان المسيحيين شركاء في هذا البيت الكريم وهم مواطنون اصلاء أصليين كانوا وعاشوا معنا منذ القدم ولذلك فأننا نحرص على حضورهم وعلى تواجدهم وعلى تشبثهم بالأرض وتمسكهم بهذا الوطن وعدم مغادرته وتركه وسنعمل جاهدين من جل حمايتهم الدفاع عنهم سندافع عنهم كما ندافع عن انفسنا وسنحميهم كما نحمي أنفسنا وسنطالب بحقوقهم وحقوق ابناء الديانات جميعاً كما نطالب بحقوقناquot;.

وعن مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لحل الازمة السياسية الناتجة عن تعثر الاتفاق على الحكومة المقبلة قال الحكيم ان هذه المبادرة تدعو الى عقد طاولة مستديرة للقادة السياسيين من اجل تحديد المشتركات وتوسيع رقعة اسس الاتفاق بين القوى والاطراف ولفرز نقاط الاختلاف التي سترحّل الى اجتماع القادة للبت فيها وحسمها . واوضح ان الطاولة المستديرة تمثل مدخلا مهما لتوحيد الرؤية والوصول الى ضمانات حقيقية في تعزيز الشراكة بين العراقيين وستساعد على وضع برنامج حكومي تتوحد عليه الرؤى ويشترك فيه العراقيون مما سيسهل مهمة تشكيل الحكومة المقبلة .

واكد ان تأخر تشكيل الحكومة كل هذه الاشهر الثمانية يمثل مثلبة كبيرة يجب تجاوزها وجعل الطاولة المستديرة قادرة على حل الاشكاليات عبر تطمين الاطراف جميعاً وتوزيع الادوار بين القوى والاطراف المشتركة . واشار الى ان المجلس الاعلى يشارك بقوة وعزم في هذه الاجتماعات المكثفة وعبر عن رؤية واضحة ويحاول ان يساعد في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية quot;وكلنا امل في امكانية نجاح هذه المبادرة لا سيما وانها برعاية شخصية وطنية كانت ولا يزال لها الاثر الكبير في توحيد الموقف السياسية العامة وفي الدفاع عن العملية السياسية وحرصاً واسعاً على الوطن وعلى لحمة العراقيينquot;

وكانت بغداد شهدت الاحد الماضي هجوما نفذه ثمانية مسلحين انتحاريين لجماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة على كنيسة سيدة النجاة في بغداد وقاموا بأحتجاز حوالي 50 مصليا مسيحيا بداخلها الامر الذي دفع القوات الامنية الى اقتحامها ومقتل 52 شخصا من الرهائن وعناصر الامن والمسلحين واصابة اكثر من 75 اخرين .. فيما شهدت العاصمة العراقية الثلاثاء تفجير 13 سيارة مفخخة و3 عبوات ناسفة في مناطق شعبية شيعية بضواحي بغداد مما اسفر عن مصرع 64 شخصا واصابة 360 اخرين بجروع في عمليات عنف وصفها رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها سياسية بأمتياز وتهدف الى اعاقة تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة .