دعا الملك محمد السادس المجموعة الدولية إلى تحديد بشكل واضح المسؤولين عن عرقلة المسار التفاوضي حول الصحراء المغربية.


الدار البيضاء: قال ملك المغرب محمد السادس إن مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية التي أطلقها المغرب أصبحت محط تجاوب واسع، مضيفا أن موقف المغرب يتسم بالوضوح متهما الأطراف الأخرى التي لم يسمها بـquot;التملص عن واجباتهمquot; والإصرار على quot;التعنتquot;. ودعا الملك في خطاب، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء التي حررت المحافظات الصحراوية، المجموعة الدولية إلى تحديد المسؤولين عن تعثر المسار التفاوضي.

وأضاف الملك محمد السادس quot;لقد ولى زمن التملص ودقت ساعة الحقيقةquot; مشددا على أن المغرب لن ييتخلى عن من سماهم quot;رعايانا الأوفياء بتندوفquot;، وأكد أن المغرب سيواصل كشف ما يتعرض له هؤلاء من قمع وتهديد. وقال quot;لن نتخلى عن رعايانا الأوفياء بتندوف ولن ندخر جهدا بالسماح لهم في التعبير عن آرائهمquot;.

واستنكر العاهل المغربي ما تتعرض له المناطق الخاضعة للمراقبة الأممية من تحرشات من قبل البوليساريو التي أعلنتها أكثر من مرة quot;مناطق محررةquot;، وأكد أن الرباط لن quot;تسمح بأي تشكيك أو تغيير للوضع القائمquot;.

كما أعلن العاهل المغربي عن الاستمرار في مواصلة الاستراتيجية المندمجة التي أطلقها السنة الماضية. وفي هذا السياق أعلن أن الصحراء ستكون في طليعة المناطق المغربية المستفيدة من مشروع الجهوية المتقدمة التي سترى النور قريبا، كما أعلن إعادة هيكلة المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، مؤكدا أنه سينصبه قريبا وان هذا التنصيب سيراعي تمثيلية الصحراويين من خلال إدماج النخب الجديدة والمجتمع المدني الصحراوي وممثلين عن العائدين. وأكد ان هذا التعديل الذي شمل توسيع الصلاحيات توخى اعتماد حكامة جديدة.

كما تحدث الملك عن إحداث تغيير كبير في وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وذلك من خلال تخصيص وكالة مكلفة فقط بجهة الساقية الحمراء وادي الذهب. وأعلن أن هذا القرار سيجعل الوكالة تركز على تنمية هذه المنطقة على جميع الأصعدة.

وأبرز الملك أن المغاربة يحتفون اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، في التزام راسخ بإضفاء دينامية متجددة عليها ، وذلك من خلال مبادرات تشاركية مقدامة، تجسدها مسيرات تنموية وديمقراطية وحدوية متواصلة، quot;وفي طليعتها مبادرة الحكم الذاتي، التي حققت تحولا حاسما، حيث تجاوزت مرحلة الإجماع الوطني، والدعم الأممي والدولي، لتصبح محط تجاوب واسع وشعلة أمل في قلب مخيمات تندوفquot;، علاوة على كونها أحدثت قطيعة مع المقاربات، التي أكدت الأمم المتحدة عدم قابليتها للتطبيق، وأطلقت مسارا إيجابيا وواقعيا للتفاوض الأممي.

وخلص الملك إلى أن المغرب، التزاما منه بالشرعية الوطنية والدولية، سيواصل التعاون الصادق مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، من أجل إيجاد حل سياسي ونهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي.