شهدت الجامعات الايرانيّة اليوم احتجاجات واسعة ردّد خلالها طلبة ومواطنون غاضبون هتافات quot;الموت للديكتاتورquot; وسط حصار فرضته حولها قوّات مكافحة الشّغب، والتي اعتقلت عددًا من الطلاب واحالتهم الى المحاكمة. بينما وجّه الرّئيس الايرانيّ السّابق محمد خاتمي نداءً الى الطلاب دعاهم فيه إلى الصمود ومواصلة الاحتجاج على ما اسماه الظّلم والاستبداد والديكتاتوريّة.


احتشد مئات من طلبة جامعة rdquo;شريفrdquo; التكنولوجيّة في طهران،أضف إلىالمواطنين الذين تجمعوا ليعبّروا عن تضامنهم معهم، أمام مبنى الجامعة، مردّدين هتاف rdquo;الموت للدّيكتاتورrdquo;. وظلت جامعة طهران في حصار أحكمته قوّات مكافحة الشّغب والعناصر القمعيّة الأخرى التابعة للنظام . ومنذ صباح اليوم احتشد الآلاف من أهالي طهران في الشّوارع المحيطة بمنطقة الجامعة من اجل التّضامن مع الطلبة. وقد منعت قوّات القمع، وهي مزوّدة بالهراوات الكهربائية والسترات الواقية للرّصاص، من الدخول إلى الجامعة او الخروج منها. وقامت باعتقال عدد من الشبان الذين كانوا يعبرون من أمام الجامعة عن غضبهم، فيما تجمّع مئات اخرين من طلبة جامعة rdquo;العلوم والصناعاتrdquo; للاحتجاج ايضًا .

وعند ظهر اليوم، ومع تصاعد الاحتجاجات، فقد ازداد انتشار قوات الحرس الثوري المتنكرين بالزّي المدني ومعهم عناصر المخابرات والامن في الشوارع الذين تمركزوا منذ ايام في الشوارع المحيطة بالجامعات. وقد توسع اليوم بشكل أوسع انتشار اعداد كبيرة من قوات الحرس في مختلف احياء العاصمة خصوصًا في محطات قطارات الأنفاق الواقعة في النقاط المركزية للمدينة، ومنها محطة مترو ساحات rdquo;توبخانهrdquo; وrdquo;إمام حسينrdquo; وrdquo;انقلابrdquo; وrdquo;جمهوريrdquo; وrdquo;فردوسيrdquo; وكذلك في ساحة 7 تير (ساحة رضائيها الشهداء ndash; سابقًا) ومحطة جامعة rdquo;العلوم والصناعاتrdquo;. وقامت قوات البسيج المتنكرين بالزي المدني بتسيير دوريات آلية (بالدرجات النارية) وراجلة في الأحياء المحيطة بالجامعات، وخصوصًا جامعة طهران و ساحة rdquo;انقلابrdquo; الرئيسة .

كما نظم طلبة جامعة التكنولوجيا وجامعة طهران وجامعة الفنون مظاهرة رددوا خلالها هتاف rdquo;الموت للدكتاتورrdquo;. وخلال هذه الاحتجاجات تم اعتقال عدد من طلاب الجامعة التكنولوجية وجامعة الفنون فيما قامت القوات بغلق بوابات الدخول الرئيسة الى الجامعات وتطويق الطلبة فيها للحيلولة دون التحاق الموطنين بهم كما ابلغ مصدر في المجلس الوطني للمقاومة الايراني quot;ايلافquot;.
وتحتفل إيران بيوم الطالب الجامعي لإحياء ذكرى ثلاثة طلاب جامعيين قتلتهم قوات الشاه السابق في السابع من كانون الاول (ديسمبر) عام 1953 عندما كانوا يحتجون على زيارة نائب الرئيس الأميركي آنذاك رتشارد نيكسون لطهران لكن الطلبة استغلوا هذه المناسبة اليوم للتعبير عن معارضتهم للسلطات الايرانية .

وتزامنًا مع هذه الاحتجاجات في يوم الطالب، فقد اطلق مواطنون وشبان في مختلف مناطق العاصمة ومنها القسم الداخلي لجامعة rdquo;شريفrdquo; وحي rdquo;نيروهواييrdquo; وrdquo;طهران نوrdquo; وشوارع rdquo;نوابrdquo; وrdquo;هاشميrdquo; وrdquo;فردوسيrdquo; و rdquo;سلسبيلrdquo; وrdquo;مصدقrdquo; وساحة rdquo;ولي عصرrdquo; وrdquo;راه آهنrdquo; وrdquo;جواديةrdquo; وrdquo;آذريrdquo; هتافات rdquo;الله اكبرrdquo; وquot;الموت للدكتاتورquot;. كما قام الشبان بكتابة الشعارات على الجدران في كل من مدن طهران وشيراز و همدان و قزوين واهواز واردبيل والصاق المنشورات المناهضة للنظام، حيث تم تكليف مجموعات كبيرة من عناصر البسيج من قبل السلطات لمسح الجدران في هذه المدن . وكتب المواطنون وفي نطاق واسع على الأوراق النقدية شعار laquo;انت الجرثومةraquo; وذلك ردًّا على تصريح اطلقه المرشد الاعلى علي خامنئي قبل ايام ووصف فيه المعارضين بـlaquo;الجراثيمraquo;.

ومن جهته، وجه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي نداء الى الطلاب دعاهم فيه إلى الصمود ومواصلة الاحتجاج على الظلم والاستبداد والدكتاتورية. وخاطب خاتمي الطلاب قائلاً quot;اليوم يجب أن يكون اعتراضكم هو الأسرع في إيصال رسالة الاحتجاج والالتزام بنهج الإصلاحات وتجنب العنف ونبذه من أي جهة كانquot;.

وأكد خاتمي أن الحركة الإصلاحية ملتزمة بالمعارضة السلمية والاعتراض المدني ولن تحيد عن هذا الخط، وقال للطلاب quot;لاتخافوا ولا تيأسوا واستمروا في الاحتجاجات السلميّة والتقيد بمعايير الحركة الإصلاحية السلمية والاعتراضات المدنيةquot;. وانتقد خاتمي سياسات الحكومة الإيرانية الداخلية والخارجية وشدد بشكل خاص على تدهور سجل حقوق الإنسان والعقوبات الاقتصادية التي ربط بينها وبين سياسات الحكومة الخاطئة .

ومنذ ايّام، تشن السلطات الايرانية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الطلاب تحسّبًا لانطلاق حملة احتجاتهم من اجل احتواء انتفاضتهم . وقد اعتقل في العاصمة طهران، 7 من الطلاب المنتمين للتنظيم الطلابي و6 من طلاب جامعة laquo;علامةraquo; كما اعتقل laquo;عباس حكيم زادهraquo; وهو من طلاب جامعة laquo;أمير كبيرraquo; للمرة الثانية خلال اقتحام منزله من قبل عناصر وزارة المخابرات .
وكان عدد من نشطاء الحركة الطلابية قد اعتقلوا في يوم الطالب العام الماضي وبعد ان قضوا أشهرًا تحت التعذيب والسّجن، وتم إطلاق سراحهم بفضل جهود المنظمات الدولية ولكن اعتقلوا مجدداً وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين سنة و6 سنوات. كما حكمت محكمة عامة في مدينة بابولسر (شمالي ايران) على 8 من طلاب جامعة laquo;مازندرانraquo; المعتقلين بالحبس التأديبي لمدة 6 أشهر والجلد 74 جلدة. ويأتي ذلك بعد ان شارك هؤلاء الطلاب في تجمعين طلابيين في يومي 15 و16حزيران (يونيو) الماضي فاتهمت المحكمة الطلاب بإثارة أحداث شغب واضطرابات في الجامعة وتمزيق صور الرئيس الايراني أحمدي نجاد والإخلال في النظام بالجامعة.

كما اعتقلت طالبتان في كليتي العلوم السياسية والزراعة الشهر الماضي في مدينة شيراز (وسط ايران) وتم نقلهما الى مكان مجهول. وامتنعت السلطات وللمرة الثانية عن إقامة محكمة لـ 20 من الطلاب السجناء في المعتقلات التابعة لوزارة المخابرات وقوات الحرس في مدينة شيراز (جنوبي إيران). وفي مدينة تبريز (مركز محافظة أذربيجان الشرقية ndash; شمال غربي إيران) تم نقل اثنين من الطلاب إلى معتقل وزارة المخابرات بعد أن اختطفا من قبل عناصر المخابرات تزامنًا مع زيارة أحمدي نجاد لهذه المدينة. كما اعتقل آخرون من الطلاب بحجة مشاركتهم في انتفاضة يوم الرابع من الشهر الماضي، وتم إصدار الحكم على عدد آخر منهم بالفصل مؤقتًا عن الدراسة وكذلك تم استدعاء أكثر من 170 من الطلاب إلى لجنة الانضباط ثم حكم عليهم بعقوبات مثل الفصل عن الدراسة والحرمان من استخدام القسم الداخلي ومنع دخولهم الجامعة فيما تم ايضا استدعاء مجموعة أخرى من الطلاب إلى دائرة المخابرات وتم تهديدهم عبر الهاتف.

وفي مدينة أورميه (مركز محافظة أذربيجان الغربية ndash; شمال غربي إيران) وضعت المخابرات أسماء 90 من الطلاب المحتجين في جامعة المدينة في القائمة السوداء الصادرة عن دائرة الحراسة التي هي فرع وزارة المخابرات في الجامعات. في وقت لا يزال فيه الطلاب المعتقلون في جامعة laquo;شريفraquo; التكنولوجية والجامعة التكنولوجية وجامعة laquo;خواجه نصير طوسيraquo; وجامعة العلم والصناعة والجامعة الحرة في طهران والجامعة التكنولوجية في إصفهان (وسط إيران) والجامعة التكنولوجية في تفرش (المحافظة المركزية بالقرب من العاصمة طهران)، أضف إلى الطلاب المعتقلين في جامعات كل من محافظات كيلان والأهواز وقزوين وسمنان وزنجان الإيرانية .

ودعت المقاومة الإيرانية جميع الهيئات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان خصوصًا المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والمقرر الخاص للاعتقالات العشوائية وكذلك الاتحادات والنقابات الطلابية الدولية إلى quot;ممارسة ضغوط متزايدة من اجل اطلاق الطلاب المعتقلين ودعم المنتفضين منهم وتأييد حقوقهم ومطالبهم بالعادلةquot;، كما قالت.