بحسب الرواية فان نجماً سطع في سماء بيت لحم بمولد المسيح هادياً المجوس الثلاثة إلى الاسطبل الذي رأى فيه النور.


يدور نقاش منذ فترة حول ما إذا كان لظهور نجم سطع في سماء بيت لحم بمولد المسيح تفسير فلكي خارج إطار الإعجاز وما إذا كان هناك حقا نجم ذو بريق استثنائي سطع في تلك الليلة.

وتقول صحيفة quot;التلغرافquot; إن من التفسيرات الممكنة اقتراب المشتري من الزهرة بحيث يبدوان وكأنهما نجم ساطع واحد. وكانت هذه الظاهرة ستحدث في السنة الثانية قبل الميلاد. والتفسير الثاني نجم متفجر رصده فلكيون صينيون في العام الخامس قبل الميلاد.

ولو كانت فرضية اقتراب المشتري والزهرة صحيحة، يكون يوم ميلاد المسيح 17 حزيران/يونيو سنة 2 قبل الميلاد. وبما ان الملك هيرود الذي يُفترض ان يكون المسيح ولد في عهده، توفي في ربيع العام الرابع قبل الميلاد فان نظرية اقتراب الكوكبين لم تعد صالحة.

وبالتالي فان نجم بيت لحم كان على الأرجح نجما متفجرا (سوبرنوفا). وفي هذه الحالة يكون المسيح قد ولد في آذار/مارس أو نيسان/ابريل سنة 5 قبل الميلاد.

ولادة العذراء

وما يحتاج الى تفسير ليس ولادة العذراء بل السبب في ندرة مثل هذه الولادات. وطُرحت نظريات مختلفة لتفسير عدم حدوث مثل هذه الولادات في احيان كثيرة ولكن لم تلق أي نظرية من هذه النظريات قبولا كاملا. والأوفر نصيبا من القبول النظرية القائلة بأنها مسألة افضلية في سباق التسلح النشوئي ضد الطفيليات.

من جهة أخرى تحدث مثل هذه الولادات في عالم الحيوان كل يوم وهي شائعة بين الحشرات لا سيما بعض انواع النحل والدبابير وانواع من الرخويات. وبالارتقاء درجة أعلى على سلم التطور فان من المعروف ان اناث سمك القرش وبعض الزواحف، بما فيها اكبر انواع السحالي والثعابين، تلد من دون ان يكون للذكر دور أو مساهمة. بل هناك نوع واحد على الأقل من الزواحف في ولاية نيو مكسيكو الاميركية يقتصر وجوده على الإناث فقط وهو يتكاثر في غنى عن الذكر.
غير ان هذا لا يحدث بين الثدييات في البيئة الطبيعية لكنه يمكن ان يحدث في المختبر بتدخل من العلماء.

بابا نوئيل أو سانتا كلوز

ومن مظاهر عيد الميلاد، الذي تحتفل به الديانة المسيحية في مختلف أنحاء العالم بمناسبة ميلاد المسيح ما يعرف بـ quot;سانتا كلوزquot;. وتقول quot;التلغرافquot; يأخذ بابا نوئيل على عاتقه ايصال هدايا عيد الميلاد الى الأطفال quot;المطيعين والمهذبينquot; في سائر انحاء العالم. وعلى افتراض ان المطلوب من بابا نوئيل ان يقطع 510 ملايين كيلومتر عشية عيد الميلاد في ظرف 35 ساعة فقط فانه سينطلق بسرعة 10703437.5 كيلومتر في الساعة طوال الليل وبلا توقف.

وسيحتاج الى جهاز لرمي الهديا من زلاقته وايصالها عبر مداخن البيوت الى اصحابها الصغار. وسيتعين ان تكون منظومة توجيه هذه الهدايا الى اهدافها على درجة عالية من الدقة. كما سيتعين ربط انابيب بجسم بابا نوئيل تغنيه عن الحاجة الى التوقف لقضاء حاجته.

وطبقا لحسابات العام الماضي في ضوء لعب الأطفال الأكثر رواجا وقتذاك فان زلاقة باب نوئيل حملت 700 مليون لعبة ليبلغ اجمالي حمولة الزلاقة 1232300 طن تجرها 3 ملايين أيل. ولكن لعب هذا العام وحدها تزن 840 الف طن يتطلب نقلها 5600000 أيل.

ولمن يتساءل إن كان الأيل قادرا على الطيران فان هندسة الوراثة كفيلة باجراء التعديلات اللازمة لتضخيم رئتيه وملئهما بغاز الهليوم بل ويمكن تخليق أيل بأجنحة وزعانف للحفاظ على توازنه في الجو.
هدايا العيد

ما سبب هذا الكرم المفاجئ في عيد الميلاد؟ لماذا كل هذا البذخ على آخرين؟

يقول البروفسور مارتن نوفاك من جامعة هارفرد ان سخاء الأفراد في الأعياد نافع نشوئيا لأنه يقيم quot;شبكةquot; من الأثرة التي ستعود علينا بالنفع لاحقا على قاعدة quot;أُساعدك بأمل ان يمد أحد آخر يد المساعدة لي في النهايةquot;. ويضيف ان التحليلات تبين ان العرفان وغيره من العواطف الايجابية التي تزيد الاستعداد لمساعدة الآخرين يمكن ان تتطور في عالم الاصطفاء الطبيعي الذي تحتدم فيه المنافسة.