انطلقت من مدينة دبي الاماراتية فعاليات المنتدى العالمي لقادة السكري في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وحضر المنتدى الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، وولي عهد الدنمارك. واعرب الحضور عن بالغ اسفهم لتفشي مرض السكري، مؤكدين ضرورة توفير آليات لمكافحته.


دبي: إنطلقت من دبي مساء الأحد فعاليات المنتدى العالمي لقادة السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور الأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة آل مكتوم الخيرية وعدد من القيادات والشخصيات العالمية ومن المقرر أن تمتد فعاليات المنتدى حتى مساء الإثنين.

التوتر وسوء التغذية

والقى بيل كلينتون كلمتة الإفتتاحية التي أكد خلالها أن المرض تتزايد نسبته في الدول الفقيرة في أوروبا بسبب التوتر وسوء التغذية، لافتاً إلى أن المرض تزايد خلال العامين الماضيين بنسبة كبيرة وقد يتزايد المرض بين الثلاثة أجيال المقبلة، وفقاً لدراسة الجمعية الأميركية الطبية.

وأكد أن الولايات المتحدة الاميركية تنفق سنوياً ما بين 150 الى 160 مليار دولار للقضاء على مرض السكري وحده، لافتاً إلى أن ذلك المرض يؤثر على ثلث سكان أميركا و أن أكثر المصابين به من الأطفال، مشيراً إلى أن اميركا قامت مؤخراً بزيادة ميزانية التأمين الصحي، حيث تم إدراج 7 مليون طفل أميركي ضمن التامين، إلى جانب مشاركة الحكومة الأميركية لأكثر من 10 الاف مدرسة في برامج التثقيف الصحي ومنها برامج التغذية السليمة وتعزيز البرامج الرياضية وتوزيع وجبات صحية بتلك المدراس وزيادة توعية الطلاب حول خطورة مرض السكري ومضعافاته، مؤكدا أن حوالي 88% من مدارس اميركا باتت تحصل الان على وجبات صحية.

وقال شعرت بالأسف عندما علمت أن السكري ينتشر بين حوالي 400 الف من سكان الإمارات حيث يعاني عدداً كبيراً من السكري من النوع الثاني، مشدداً على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات لمكافحة ذلك المرض الذي وصفه بالقاتل، خاصة بين الاجيال المقبلة وإلى ضرورة إشراك المجتمع بكافة مؤسساته وفئاته لتغيير عادات الأفراد الغذائية، منوها إلى أهمية دور أولياء الأمور في حث أولادهم على عدم تناول الوجبات السريعة.

ودعا إلى تحقيق التعاون مع مؤسسات الرعاية الصحية المتخصصة ووزارات الصحة في دول المنطقة من أجل تغيير العادات الغذائية.

وقال كلينتون: quot;إننا أمام تحديات كبيرة الان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلينا تشجيع المؤسسات الصحية المتخصصة مثل quot;نوفونوردسكquot; وكذلك تشجيع المجتمعات على مكافحة السكري والقيام بإعداد قواعد بيانات شاملة حول المرض من خلال التعاون المشترك مع وزارات الصحة في المنطقةquot;.

تضافر الجهود

من جانبه أوضح حنيف حسن وزير الصحة الإماراتي أن المنتدي يهدف إلى تسليط الضوء على مرض السكري باعتباره من الأمراض المزمنة التي تتطلب تضافر الجهود محلياً وعالمياً من أجل التغلب على مضاعفاته ومكافحة أنتشاره، لافتاً إلى أن الإحصائيات العالمية تؤكد إصابة أكثر من 150 مليون شخص عبر العالم ومن المتوقع زيادة ذلك العدد بشكل كبير خلال السنوات المقبلة إن لم تتخد جميع الإجراءات الوقائية من جانب مختلف الدول، مؤكدا أن مرض السكري يهدّد حياة الملايين من البشر، حيث يؤثر سلباً، على صحتهم، وعلى إنتاجيتهم ومساهماتهم في الحياة المجتمعية والأسرية، مضيفاً أنه من المتوقع أن يستنزف مرض السكري حوالي 13% من ميزانيات الرعاية الصحية، في منطقة دول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا بحلول عام 2025.

وطالب وزير الصحة الإماراتي برفع درجة الإلتزام بتنفيذ الخطط والإستراتيجيات الموضوعة للحد من إنتشار المرض على أن لا يقتصر هذا الإلتزام على فئة بعينها بل على جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وقال: quot;لقد أدركت وزارة الصحة بدولة الإمارات أهمية التصدي لمواجهة هذا المرض، حيث أعدت إستراتيجية طويلة المدى تضمنت الخطط والبرامج، الكفيلة بخفض نسبة الإصابة به في الدولة لافتاً إلى أن الوزارة تجدد التزامها، نحو تطبيق قرار الأمم المتحدة، وإعلان الرياض، وخطة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون لمكافحة السكري.

ودعا كافة دول منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، لإنشاء وتحديد أولويات خطط عمل وطنية وإقليمية، تترتّب فيها الأولويات، وفق جدول محدّد، من أجل مكافحة مرض السكري ووقف إنتشاره، والحد من مضاعفاته والقضاء عليه أن أمكن.

وكان المنتدى قد افتتح جلساته صباح الأحد بجلسة خاصة بالإتحاد الدولي للسكري حول التطلع إلى قمة الأمم المتحدة وحول الأمراض غير المعدية على مستوى رؤساء الدول ثم تبعتها الجلسات التي تناولت فهم ومكافحة مرض السكري ومناقشة العوائق وتحديد سبل التدخل من خلال حلقة نقاش وفي الافتتاح تم التركيز على منح الأولوية لمرض السكري، من خلال الرؤية السياسية.

وتطلعت الجلسة الخاصة بالإتحاد الدولي للسكري إلى قمة الأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية على مستوى رؤساء الدول، باعتبارها المنصة التي تشكل فرصة فريدة لوضع الحلول الحقيقية بشأن التهديد العالمي للأمراض غير المعدية، وتمكين الخطوات العملية والإلتزام بالإستجابة الدولية.