أكد مسعود بارزاني عقب تجديد المؤتمر الثالث للحزب الديمقراطي الكردستاني المنعقد في أربيل انتخابه بالإجماع رئيسا للحزب للسنوات الأربع المقبلة، أنّ التزام الأطراف العراقية بالدستور واستمرار العراق ديمقراطيا فيدراليا، يعتبر شرطا لبقاء الأكراد ضمنه.
بغداد: أكد رئيس إقليم كردستان العراق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أن التزام الأطراف العراقية بالدستور واستمرار العراق ديمقراطيا فيدراليا شرط لبقاء الأكراد ضمنه وشدد بالقول ان العراق بلدنا وملكنا ولن نخرج منه كما يدعي الشوفينيون الذين عليهم مغادرته.
وقال بارزاني في كلمة له عقب تجديد المؤتمر الثالث للحزب الديمقراطي الكردستاني المنعقد في اربيل عاصمة اقليم كردستان حاليا انتخابه بالاجماع رئيسا للحزب للسنوات الاربع المقبلة ان بقاء الاكراد ضمن العراق مشروط باستمراره ديمقراطيا فيدراليا وبالتزام الاطراف العراقية بالدستور وعدم تغييره بالنسبة إلى المكتسبات التي حققها للأكراد.
تقرير المصير حق طبيعي
واضاف بارزاني ان قرار حق تقرير مصير الشعب الكردي حق طبيعي وشرعي للاكراد كأي شعب آخر على وجه الأرض.
وشدد على أن بقاء كردستان ضمن اطار العراق مرهون بالتزام الأطراف العراقية الأخرى بالدستور العراقي محذرا من انه quot;متى ما تم تغييره فان الاكراد سيتخذون قرارهم بشأن ذلكquot;. واشار في كلمة الليلة الماضية عقب تجديد رئاسته للحزب الى ان برلمان كردستان قد اتخذ قرارا يقضي ببقاء كردستان ضمن العراق شرط ان يكون عراقاً ديمقراطياً وفيدرالياً ونحن ملتزمون بهذا القرارquot;.
وأضاف بارزاني قائلا quot;إن مسألة حق تقرير المصير حق لجميع القوميات.. وأقولها الآن مرة أخرى أيضا بأننا كقومية لنا حق تقرير المصير كباقي جميع القوميات في المنطقة ولكننا هنا في كردستان العراق قرر برلماننا أننا ضمن العراق بشرط أن يكون عراقا فيدراليا وعلى هذا الأساس .. فقد ساهمنا بجدية في بناء العراق الجديد كما جاء في الدستور العراقي وإلالتزام بهذا الدستور الذي حدد هوية العراق بأنه إتحادي وفيدرالي، شرط لبقاء العراق موحدا ويمكننا عن طريق المباحثات والمناقشات الوصول الى حل لاي مشكلةquot; تعترض ذلك.
واضاف quot;رسالتي الى الأخوة العرب شيعة أو سنة الذين هم حلفاء لنا أو أصدقاؤنا أو بعضهم من الذين فسروا بالخطأ كلامي حول تقرير المصير أقول لهم إننا ملتزمون بعراق فيدرالي تعددي وملتزمون بعراق ديمقراطي وملتزمون بالعراق صاحب هذا الدستور ولكن لسنا مستعدين يوما من الأيام أن نبقى تحت يد الشوفينيين في هذا العراق وقد ادعى بعض منهم المليء بالحقد الذي أعماهم ولم يروا الأعلام العراقية فقالوا إنه لم يكن هناك علم للعراق في المؤتمر.. تفضلوا وانظروا الى عدد أعلام العراق بأنفسكم .. كما تم تقديم النشيد الوطني العراقي وهذا يثبت إلتزامنا بالعراق ولكن أقول مرة أخرى العراق الفيدرالي التعددي ليس العراق تحت يد الشوفينية والدكتاتورية لذلك فإن الشوفينيين لا يستطيعون التأثير فينا فلدينا تحالفات كثيرة مع العشائر العربية شيعة أو سنة والكثير منهم قد فهم المسألة بالخطأ وهم الآن بصدد تعديل موقفهم والذين يحملون الحقد في قلوبهم أعدادهم قليلة ويقول بعضهم إن الاكراد يريدون الذهاب من العراق ونقول لهم فليذهبوا هم لأن العراق بلدنا وملكناquot;.
وجدد بارزاني التأكيد على quot;عدم المساومة على كردستانية كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى بأي شكل من الأشكالquot;، موضحا أن هذا لا يعني ان الاكراد سينفردون بالحكم في تلك المناطق وانما سيديرونها أفضل من العرب.
لا قوة في الارض تستطيع القضاء على الحزب
وحول اعمال مؤتمر الحزب الحالية قال بارزاني quot;لقد تفقدت اللجان أثناء المناقشات وقد أسعدني المستوى العالي الذي وصل اليه شبابنا وكنت أتمنى أن يكون هناك الوقت الكافي لأستمع الى جميع مناقشاتهم وفي السابق كان الحزب ودائما ذا قاعدة جماهيرية وقيادة مخلصة ولكن كان للكادر الوسطي خلل كبير فيه ولكني رأيت هذه المرة معالجة هذا الخلل بصورة جيدةquot;.
وأوضح أن الحزب مرّ بأوقات صعبة جدا منذ التأسيس وحتى وصل هذا quot;اليوم.. إن نضال وكفاح شعبنا كان صعبا ولم يبتعد الحزب في أي وقت عن المسؤولية ولن يبتعد فقد تحمل الإنتصارات وعدمها وقد أثبت أنه لا توجد قوة في الدنيا تستطيع القضاء على هذا الحزبquot;.
وخاطب بارزاني أعضاء مؤتمر الحزب ال 1350 طالبا منهم انتخاب شخص اخر رئيسا للحزب اذا ما شعروا انه يشكل عبئا عليهم.
لكن أعضاء المؤتمر قرروا اعادة انتخاب بارزاني رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني للسنوات الاربع المقبلة وبدوره رشح ابن اخيه رئيس حكومة اقليم كردستان السابق نجيرفان بارزاني نائبا له في الحزب فتمت الموافقة عليه بالإجماع.
وقال بارزاني عقب إعلان تجديد انتخابه قائلا quot;أشكركم جميعاً من كل قلبي هذا شرف كبير لي وشرف كبير لنا أن نكون أعضاءً في هذا الحزب لأنه حزب مناضل ووطني وهو حزب بارزاني ويجب أن نعلم ان الحزبية هي واجب لخدمة الشعب وليس وسيلة للعيش وإني لسعيد أكثر لعقد المؤتمر الثالث عشر لحزبنا بدأ بصورة جيدة وقد أحسست هذه المرة بفرق كبير مع المؤتمرات الأخرىquot;.
وكانت اطراف عراقية عبرت عن مخاوف من تأكيد بارزاني لدى افتتاح مؤتمر الحزب السبت الماضي حق الاكراد بتحقيق المصير من ان يؤدي ذلك الى تقسيم العراق.
وقالت إنه في الوقت الذي كان الأمل فيه ان يكون داعما لوحدة العراق والحفاظ على سيادته جاء ليطالب بتقرير المصير للأكراد.
وأضافت ان الدستور لم ينص بين دفتيه لاشكلا ولامضمونا على حق تقرير المصير لاي طائفةً او عرق.
واعربت عن خشيتها من ان تكون دعوة بارزاني بحق تقرير المصير منفذا تلج من خلاله القوميات والاقليات للمطالبة بالاستقلال وحكم ذاتها.
وقالت انها تخشى ان تكون هذه الدعوات بداية للانقسام والتي ستولد عدم الانسجام بين فئات الشعب العراقي وتثير قوميات اخرى تفسد الوحدة الوطنية العراقية.
يذكر ان مسعود بارزاني (64 عاما) يتولى رئاسة الحزب منذ عام 1979 خلفاً لوالده مؤسس الحزب مصطفى بارزاني.
وسينتخب مؤتمر الحزب الذي يواصل اعماله تحت شعار (التجديد ، العدالة ، التعايش المشترك) قبل انتهاء اعماله الجمعة المقبل أعضاء قيادته الجديدة التي ستضم 60 عضوا.
التعليقات