ذكر الرئيس السوري أنّ المحادثات السعودية السورية حول الأزمة اللبنانية وصلت إلى نهايتها لكن تأخر الإعلان عنها.


بيروت: نقلت أوساط مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد ان المسعى السوري ـ السعودي وصل الى نتائج شبه نهائية، ولكن حصل تأخير في الإعلان عنه بسبب انتقال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الولايات المتحدة للمعالجة.

وأكدت الأوساط أن الأسد أبلغ الجانب السعودي خلال المفاوضات quot;إذا أردتم أن يبقى لبنان قوياً، يجب أن يرفض القرار الاتهامي ويجب ان نعمل سوياً على منع صدورهquot;.

واعتبر الأسد بحسب ما نقلته صحيفة quot;السفيرquot; أن النجاح بمواجهة القرار الاتهامي وتداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان سيكون إنجازاً يوازي في نوعيته وأهميته حدث إسقاط اتفاق 17 آيار، وهو أبلغ رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري موقفاً بهذا المعنى.

وتردد ان زيارة الحريري إلى نيويورك تقررت بعد الاتصال الهاتفي بين الأسد والملك عبد الله، ومن المتوقع ان يطلع رئيس الحكومة من الملك السعودي على المراحل التي بلغها الحوار مع دمشق، فيما أوضحت أوساط واسعة الإطلاع للصحيفة ان رحلة الحريري الى نيويورك توحي بأن تقــدماً نوعياً قــد حصل على خط المسعى السعودي ـ السوري استوجب وضــع رئيس الحكومة في أجوائه.

مسعى فلسطيني لتحييد مخيمات لبنان عن تداعيات القرار الظني في اغتيال الحريري

وعلى صعيد متصل أعلن ممثل حركة حماس الفلسطينية في لبنان علي بركة أمس الاثنين ان الفصائل الفلسطينية تنسق لتحييد مخيمات اللاجئين عن quot;اية صراعاتquot; قد يتسبب بها القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري.

وقال بركة في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية quot;هناك مسعى من قبل الفصائل الفلسطينية لتشكيل هيئة تنسيق مشتركة لتحييد المخيمات عن اية ازمة قد تحدث في لبنان نتيجة للقرار الظنيquot;. واضاف quot;نأمل من الاشقاء اللبنانيين ان يساعدوننا على تحييد هذه المخيمات عن اية صراعات داخلية قد تقعquot;.

ويعتبر حزب الله ان المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري quot;اداة اسرائيلية اميركيةquot; تريد استهدافه، في حين يتمسك فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة quot;لتحقيق العدالةquot;.

وتشير معلومات عدة الى قرب صدور القرار الاتهامي الذي رجحت معلومات صحافية ان يتضمن اتهاما الى حزب الله بالتورط في اغتيال الحريري. وحذر بركة من امكانية ان تسعى جهات لبنانية الى تسليح مجموعات فلسطينية استعدادا لاي تدهور امني على خلفية القرار الظني.

وطالب quot;الاشقاء في لبنان بعدم تسليح فلسطينيين خارج المخيمات لان هذا الامر قد يورط المخيمات كلها في الازمةquot;. ويقدر عدد الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في لبنان بحوالى 400 الف، الا ان المسؤولين يجمعون على ان عدد المقيمين الفعلي لا يتجاوز الثلاثمئة الف، كون الاونروا لا تسجل الذين هاجروا من البلد.

ويعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في 12 مخيما في ظروف اجتماعية ومعيشية مأسوية. ولعب الفلسطينيون دورا رئيسيا في اندلاع الحرب الاهلية (1975-1990) وكانوا يحاربون الى جانب المسلمين والقوى اليسارية في مواجهة المسيحيين.

ولا تدخل قوى الامن اللبنانية المخيمات الفلسطينية التي تمارس امنا ذاتيا. وتحذر المنظمات الدولية من واقع خطير يتفاعل فيه الفقر والاهمال الحكومي وغياب الافق، ليوفر ارضا خصبة للمتطرفين في مخيمات لبنان.

وجاء تصريح بركة بعد يومين من العثور على جثة مسؤول تنظيم جند الشام المتشدد غاندي السحمراني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان. واذا اكد بركة ان مقتل السحمراني، الذي دفن الاثنين في عكار شمال لبنان، quot;لن يؤثر على امن المخيماتquot;، شدد على ان quot;الوضع مستقر وهناك حرص من كل الاطراف الفلسطينية على الا يكونوا حطبا لاي فتنة مذهبية في لبنانquot;.

سليمان يؤكد ان quot;المشاكل السياسيةquot; في لبنان quot;تسير في اتجاه الحلquot;

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أكد يوم السبت إن quot;المشاكل السياسيةquot; في لبنان، القائمة بشكل اساسي على الخلاف بشان المحكمة الدولية quot;تسير في اتجاه الحلquot;. وقال سليمان في بكركي (25 كلم شمال بيروت) حيث شارك في قداس عيد الميلاد quot;اطمئن اللبنانيين ان المشاكل السياسية الني نعيشها تسير في اتجاه الحلquot;.

واضاف بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن رئاسة الجمهورية quot;سنة 2011 ستكون سنة اطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وادارات الدولة (...) ونأمل ان تكون سنة خير واستقرار ونمو وازدهار اقتصاديquot;.

ويحبس اللبنانيون انفاسهم منذ تموز/يوليو الماضي حين كشف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بقرار من مجلس الامن في ايار/مايو 2007، ستتهم عناصر في حزبه باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وبدأ حزب الله منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة معتبرا انها quot;اداة اسرائيلية اميركيةquot; لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة quot;لتحقيق العدالةquot;. وشهدت الازمة التي تسببت بحال من الشلل الحكومي، تصعيدا خلال الاسابيع الاخيرة من السنة مع توقع قرب تسليم مدعي المحكمة دانيال بلمار مسودة القرار الظني الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين.

وتابع ان quot;المبادرة موجودةquot; وتتمحور حول quot;التفاهم على تدارك كل ما يمكن ان يؤذي لبنان ويضر بوحدته الوطنيةquot;. ورفض سليمان اتهامات وجهت له بالمساهمة في quot;تعطيل العمل الحكوميquot; بسبب رفضه اجراء تصويت داخل الحكومة على مسائل خلافية تتعلق بالمحكمة الدولية. وقال quot;لا احد يحدد للرئيس اي ساعة يصوت او لا يصوت، فالدستور يشدد على الوفاق وهذه هي روحيتهquot;. واوضح quot;عندما يجد الرئيس ان الوفاق متاح، وهو ما زال متاحا، لا يذهب الى التصويتquot;.