هاجم حزب البعث العراقيّ ndash; جناح عزت إبراهيم الدوري- بشدة إعلان شخصيات بعثيّة مقيمة في سوريا تشكيل (تيار الانبعاث والتجديد) الذي تعهّد بالحوار مع حكومة المالكي. ووصف ناطق باسم البعث جناح الدوري في تصريح مكتوب تلقته (إيلاف) الموضوع بـquot;الوهميّ والدعائيّquot;.


قادة فصائل التيار البعثي العراقي الجديد

بغداد: رد حزب البعث العراقي المحظور بشدة على إعلان خمسة فصائل بعثيّة توحيد جهودها في تيار موحد من اجل العمل لوحدة الحزب المتشظي إلى جناحين كبيرين رافضا استعداده للانخراط في العملية السياسية معتبرا أن هذا التيار لا يشكل إلا فقاعات، بينما تحفظت بغداد وقالت إنها تفرق بين الأبرياء ومرتكبي الجرائم من البعثييين العراقيين المحظور حزبهم رسميا ودستوريا منذ عام 2003.

وابلغت شخصية بعثية على معرفة بعدد من أركان التيار الجديد quot;إيلافquot; إنهم سبق أن التقوا مبعوثين عراقيين في دمشق وعمان وبيروت خلال الاشهر الاخيرة ارسلهم رئيس الوزراء نوري المالكي عارضا عليهم الانخراط في العملية السياسية.

وأشارت هذه الشخصية التي فضلت عدم ذكر اسمها الى انه صحيح ان هذه المجموعة ليست لها جماهيرية واسعة في العراق الا ان حمل رموزها لاسم البعث يعطيها اهمية كبيرة في حال نجحت المفاوضات التي تجريها مع السلطة العراقية من اجل الانخراط في العملية السياسية.

وأوضحت أن دمشق ليست بعيدة عن تشكيل التيار البعثي الجديد وغايتها من ذلك تحقيق هدفين: أولاهما إرسال إشارة إلى بغداد بأنها ليست ضد المصالحة الوطنية، وثانيهما الضغط على جناحي حزب البعث بقيادة عزت الدوري (نائب صدام في الحزب سابقا) ومحمد يونس الاحمد (القيادي في الحزب سابقا) لاعادة توحيد الحزب الذي واجه ضعفا كبيرا بسبب تشظي قيادته إلى اثنتين.

وأعلنت خمسة فصائل بعثية عراقية من دمشق الثلاثاء الماضي الانضواء في تيار واحد يحمل اسم quot;تيار الانبعاث والتجديدquot; داعية الى عقد مؤتمر قطري لحزب البعث العراقي للعمل على إعادة توحيده.

ووصفت ما جرى عام 1979 بـالمجزرة في إشارة إلى وصول صدام حسين إلى قمة هرم السلطة وتصفية عدد كبير من أعضاء قيادة البعث الذين أيدوا توحيد البعث في سورية والعراق.

وأكد عدد من قادة التيار انهم على استعداد للحوار مع الحكومة العراقية التي يراسها المالكي ولكن وفق شروط يتم التفاهم عليها.

البعث جناح الدوري يرد مهاجما

وفي اول رد فعل لحزب البعث (جناح الدوري) على إعلان quot;تيار الانبعاث والتجديدquot; قال خضير المرشدي الناطق بأسم الحزب ان هذا الموضوع وهمي ودعائي هدفه التشويش ولا يستحق التعليق لانه لا اساس له على ارض الواقع وهو لا يتعدى عدد الاشخاص الذين اعلنوا عن اسماءهم وعددهم لا يتجاوز عدد العناوين التي أعلنوا عنها.

وأكد في تصريح مكتوب تلقته quot;ايلافquot; ان المجموعة التي شكلت هذا التيار هم اشخاص خارج حزب البعث quot;على الأقل منذ بداية الاحتلال (عام 2003) ولحد الآن ولم يمارسوا العمل الحزبي لا تنظيميا ولا سياسيا و لاحتى فكرياquot;.

وقال quot;إنها خطوة وهمية دعائية الهدف منها الان هو البحث عن ادوار وعناوين يفتقدها البعض لأن هؤلاء الاشخاص الذين اشتركوا في هذا العمل والذين لا يتجاوز عددهم خمسه اشخاص ولربما معهم بعض الأسماء الأخرىquot;.

وأشار إلى أن quot;البعث حركة وطنية قوميه مقاومة مناضلة ضد الاحتلال لا يمكن ان يتعامل مع الواقع الذي افرزه الاحتلال ومن يتعامل مع هذا الواقع ومع حكومة الاحتلال و مع العملية السياسية الجارية إنما يجعل من نفسه جزءا من هذه العملية وينطبق عليه عنوانها لأن الامور تفهم من عناوينها ويتم الحكم على أساسهاquot;.

واضاف المرشدي ان من يريد ان يقوم بعمل وطني ضد الاحتلال ومن اجل بناء العراق سواء من الذين تركوا الحزب منذ سنين او غيرهم بامكانه ان يؤسس حزبا اخر أو تيارا أخر بأسم جديد ولكن عليه ان لا يستغل اسم حزب البعث لاغراض ومصالح شخصية ولأهداف مشبوهة.

ورد على قول المجموعة التي شكلت تيار الانبعاث انها مستعدة للانخراط في الع
ملية السياسية مشددا بالقول quot;لا حوار مع أركان العملية السياسيه في العراق وإنما حوارنا ينطلق مع القوى الوطنية الرافضة للاحتلالquot;.

بغداد ترد بتحفظ

وفي بغداد نفى مستشار رئيس الوزراء للشؤون الدولية احمد الشيحاني ارسال نوري المالكي وفدا للقاء قيادات حزب البعث العراقي في سوريا.

وقال الشيحاني في تصريح صحافي إنّ المالكي لم يرسل وفدا إلى سوريا للقاء قيادات حزب البعث المنحل لغرض اقناعهم في المشاركة في العملية السياسية مؤكدا أن الحكومة لديها مشروع كبير لتنمية المصالحة الوطنية في المستقبل وهو يشمل حتى اعضاء الحزب الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين إبان حكم النظام السابق.

ومن جهته أكد علي العلاق النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ان الحكومة العراقية لن تمارس أمراً محظوراً دستورياً عبر فتح قنوات حوارية مع شيء اسمه حزب البعث.

وأضاف في تصريح صحافي ان الحكومة لن تحاور حزب البعث او قياداته مستدركاً بالقول ان قنوات الحوار الوطني مفتوحة للشخصيات الوطنية غير المحكومة والتي ليست عليها قضايا جنائية ولا تعتبر مشكلة سياسية في البلاد.

واشار العلاق الى انه يمكن ان تكون هناك شخصيات عراقية خارج البلاد تحب ان تعود الى الصف الوطني على أن لا تكون أيديها ملطخة بالدماء وألا تكون معادية للعملية السياسية وشريطة أن يكون الحوار ضمن الضوابط الدستورية والمشروع السياسي العراقي.

وتم حظر حزب البعث العراقي بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين وشكلت الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث التي فصلت مسؤولي الحزب من الوظائف الحكومية فيما تعرض العديد من كوادره للاعتقال. واثر الاطاحة بذلك النظام في عام 2003 لجأ العديد من المسؤولين البعثيين إلى سوريا.

التيار مستعد للحوار مع الحكومة للانخراط بالعملية السياسية

ولدى اعلان الفصائل البعثية العراقية من دمشق الانضواء في تيار واحد يحمل اسم quot;تيار الانبعاث والتجديدquot; داعية الى عقد مؤتمر قطري لحزب البعث العراقي للعمل على إعادة توحيده، قال الأمين العام للتيار خالد السامرائي في مؤتمر صحافي عقده بحضور قادة التيارات الخمسة في احدى ضواحي دمشق ان التيار يضم quot;تيار الانبعاث القوميquot; بقيادة السامرائي نفسه وquot;تيار المراجعة والتوحدquot; بقيادة عبد الخالق الشاهر الذي كلف بمهام المتحدث الرسمي باسم التيار الجديد وquot;تيار التجديد العربيquot; بقيادة شهاب احمد لافي وquot;حركة التحرر الوطنيquot; بقيادة آلام السامرائي وتيار quot;مناضلونquot; بقيادة نبيل الدليمي.

واكد السامرائي ان الاعلان عن التيار الجديد هو quot;تعبير عن الرفض لحالة الانشقاق والتشظي وهو حالة بعثية من داخل البعث ستعمل مع كل التنظيمات البعثية الاخرى بكل احترام وتقدير لأعادة البعث إلى ينابيعه الصافيةquot;.

ودعا جناحي البعث quot;قيادة قطر العراقquot; بزعامة عزت الدوري وquot;قيادة قطر العراق المؤتمر الاستثنائيquot; بزعامة محمد يونس الاحمد quot;الى الوحدة والى العودة الى قواعد الحزب لإعادة بنائهquot;.

كما دعا إلى عقد مؤتمر تتم فيه quot;مراجعة الفترة السابقةquot; مشيرا الى ان quot;الهدف الاساسي هو توحيد الحزب من خلال مراجعة حقيقية والتي يأتي بها مؤتمر قطري يعقد وتوضع خلاله النقاط على الحروفquot;.

وأكد أن حكومة المالكي هي التي بدأت الحوار quot;من خلال وفد أرسله الأخير قبل عام برئاسة وزير الدولة لشؤون العشائر محمد العربيد وأجرى محادثات مع تيارهquot;.

ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم التيار اللواء عبد الخالق الشاهر ان دعوات المالكي أشارت بوضوح إلى مفاوضات مباشرة وتعديل الدستور وأن هذه المرحلة تقتضي فتح كل الملفات وان لا تبقى ملفات مثل البعثيين والصداميين والقاعدة عالقةquot; معتبرا أن quot;الأمور انفضحت وبات معروفا إن البعث ليس له علاقة بهذه الأمور كلهاquot;.

وأكد أن تياره quot;يريد المصالحة على أسس وطنية حقيقة والحوار مع الجميع من دون استثناءquot; موضحا أن quot;من شروط التيار للمصالحة أن لا تطلب الحكومة الحالية بقاء القوات الأميركية بعد عام 2011 وأن تعترف بشرعية المقاومة وتسعى لإلغاء قانون اجتثاث البعثquot;.

ولفت الشاهر إلى أن quot;التيار الجديد ليس لديه مشكلة في فتح قنوات حوار مع الحكومة العراقية الجديدةquot;، التي اعتبرها بمثابة quot;الأمر واقعquot; وأوضح quot;المشروع السياسي الحالي القائم في العراق ينبغي أن نتفاعل معه لتغيير الأسس التي بني عليها وهي المكونات والمحاصصة، فنحن نريد تغيير هذه الحالة وان نبنيه على أساس الوطن والمواطنة وليس المحاصصةquot;.

وعن إمكانية قيام التيار بالتحاور مع الحكومة الحالية خصوصا مع انضمام قائمة (العراقية) إليها قال الشاهر quot;نحن ننظر إلى (العراقية) نظرة مختلفة فأياد علاوي نجح بعد أن أخذ أصوات البعثيينquot;.

وأعتبر أن quot;علاوي أو صالح المطلك إذا دخلا في الانتخابات القادمة فإنهما سيفشلان دون أصوات البعثيين لأن البعث إذا ارتأى العودة إلى العملية السياسية فأصوات البعثيين ستكون للبعث لذلك فإن العراقية ليست متحمسة لهذا الانسجام ولأي حوار يمكن أن يقوم بيننا وبين حكومة المالكيquot;.

وأبدى الشاهر في تصريح نقلته وكالة (السومرية نيوز) العراقية استعداده quot;لاستكمال حوارquot; قال إن quot;حكومة المالكيquot; بدأته معه quot; من خلال وفد أرسله الأخير قبل عام برئاسة وزير الدولة لشؤون العشائر محمد العربيد وأجرى محادثات مع تيارهquot;.

واعتبر الشاهر أن quot;الكرة كانت في ملعبنا عندما طلبوا (في إشارة منه إلى مفاوضين من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي) الحوار سابقا واليوم نحن ألقينا هذه الكرة في ملعبهم وقلنا لهم نعم نحن مع المصالحة ومستعدّون للحوارquot;.

وكانت لجنة من قيادة الحزب تشكلت بعد حكم الاعدام بحق الرئيس السابق صدام حسين عقدت مؤتمرا استثنائيا حضره 350 قياديا في كانون الثاني (يناير) عام 2007 وانتخبت في ختامه قيادة قطرية للعراق برئاسة محمد يونس الاحمد لكن عزت الدوري لم يوافق على المؤتمر وقرر فصل 150 عضوا من المشاركين فيه ولم تنجح المحاولات منذ ذلك الحين في رأب الصدع وإعادة توحيد الحزب.