مُنع قادة المعارضة الايرانية الخميس من المشاركة في المسيرات الضخمة التي جرت في طهران في الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الجمهورية الاسلامية، والقى احمدي نجاد في المناسبة كلمة تمسك فيها بالبرنامج النووي الايراني موجها تحديا جديدا للغرب.
طهران، واشنطن: تجمع حشد كبير في ساحة ازادي (الحرية) والطرقات المجاورة لها في جنوب غرب طهران وهم يحملون الاعلام الايرانية ولافتات كتب عليها quot;الموت لاسرائيلquot; وquot;الموت لاميركاquot; حسب ما نقل التلفزيون الايراني الرسمي. واجبر الصحافيون الاجانب على التواجد على منصة رسمية للاستماع الى خطاب احمدي نجاد الذي اكد ان ايران باتت quot;امة نوويةquot; بفضل قدراتها على انتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
واكد احمدي نجاد ان ايران قادرة على تخصيب اليورانيوم quot;الى اكثر من 80% الا انها لن تفعل ذلك لانها ليست بحاجة لهquot; مكررا القول ان ايران لا تسعى الى امتلاك السلاح النووي.
وردد المتظاهرون هتافات تؤكد ولاءهم لمرشد الجمهورية الاسلامية على خامنئي كما ذكر التلفزيون مؤكدا ان quot;ملايين الايرانيينquot; قدموا الى طهران والى مدن ايرانية اخرى quot;للتعبير عن وحدة الامةquot;. ةوتخللت تجمعات طهران عدة مواجهات بدت معزولة ولكن عنيفة احيانا بين قوات الامن التي انتشرت بكثافة وبين انصار للمعارضة حاولوا استغلال هذه الفرصة للتظاهر وفقا لشهود. واكد شهود ان قوات الامن اعتقلت العديد من الاشخاص.
وتعرضت سيارتا زعيمي المعارضة محمد خاتمي ومهدي كروبي لهجوم من قبل اشخاص باللباس المدني اثناء توجههما للمشاركة في التظاهرات من دون ان يصابا بجروح، كما افاد موقع راهسبز الالكتروني المعارض ونجل كروبي. وقال حسين كروبي لفرانس برس ان والده لم يصب في الهجوم الذي استهدف سيارته غير ان عددا من حراسه الشخصيين اصيبوا بجروح. كما منعت قوات الامن الزعيم المعارض مير حسين موسوي ايضا من التوجه الى مكان التجمع الرسمي وتعرضت زوجته quot;للضربquot; حسب ما نقل موقع كلام. وسبق ان حذرت السلطات الايرانية بانها لن تتسامح مع اي تظاهرات للمعارضة خلال احتفالات ذكرى الثورة.
وردا على ذلك، اعلنت الولايات المتحدة دعمها quot;للحقوق العالميةquot; للمتظاهرين الايرانيين في التعبير عن ارائهم بحرية من دون ان يتعرضوا لاعمال عنف. واكد الاتحاد الاوروبي تضامنه مع المتظاهرين الايرانيين من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان، بحسب ما قالت وزيرة خارجيته كاثرين اشتون. وقالت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان عمليات الرصد لديه تظهر ان ايران حاولت فرض quot;تعتيم اعلامي شبه تامquot; على التظاهرات المناهضة للحكومة، مضيفا ان هذه الخطوة غير مسبوقة. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية quot;يبدو ان ايران حاولت فرض تعميم شبه تامquot; مضيفا ان quot;ايران تخاف شعبهاquot;.
كما تقدم اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي ينددون بانتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام الايراني بحق مواطنيه، بمشروع قانون يهدف الى تجميد اموال المسؤولين الايرانيين الضالعين في اعمال القمع. وتقدم السناتور الجمهوري جون ماكين وزميله جون كيل والمستقل جو ليبرمان والديموقراطي ايفان باي الخميس بمشروع قانون يستهدف المسؤولين الايرانيين عن القمع في وقت احيت فيه ايران الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الاسلامية. وقال ماكين خلال مؤتمر صحافي quot;على هؤلاء الايرانيين ان يعلموا ان العالم الحر واميركا يدعمانهم في قضيتهم المحقةquot;. واكد اعضاء مجلس الشيوخ ان مشروع القانون سيتم اقراره سريعا لانه يتمتع حتى الان بتاييد عشرة اعضاء. ويدعو المشروع الرئيس باراك اوباما الى اعداد لائحة باسماء اشخاص يشاركون في انتهاكات حقوق الانسان في ايران بحق المواطنين الايرانيين او عائلاتهم. وينص على فرض عقوبات تهدف الى تجميد اموال هؤلاء الاشخاص ومنعهم من الحصول على تاشيرات اميركية.
من جهته، اعلن وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب الخميس في اوتاوا ان الاتحاد الاوروبي قد يتبنى عقوبات بحق ايران خلال quot;بضعة ايام او بضعة اسابيعquot; اذا لم يبادر مجلس الامن الدولي الى ذلك. واضاف ان quot;المصدر الاول لهذه العقوبات يجب ان يكون قرارا مشتركا من مجلس الامن الدولي. واذا لم ينجح ذلك، سنقوم بهذا الامر عبر الاتحاد الاوروبيquot;. واوضح الوزير الفنلندي ان العقوبات ستكون مالية وتطاول قطاع الطاقة، قبل ان يعلن انه ينبغي اقتراحها في مهلة لا تتجاوز quot;اياما او اسابيعquot;.
من جهته، قال كانون ان القضية الايرانية سيتم بحثها خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في نهاية اذار/مارس في كندا. وشدد على ان quot;كندا (التي تتراس مجموعة الثماني) ستؤدي دورا قياديا في هذا المجالquot;، معتبرا ان الصين التي تربطها علاقات وثيقة بايران مدعوة ايضا الى اداء quot;دور حاسمquot; لاقناع طهران بتلبية شروط المجتمع الدولي والتزام قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة الاشراف على انشطتها النووية.
وكانت التظاهرات المتفرقة للمعارضة منذ اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا للبلاد في حزيران/يونيو الماضي ادت الى مقتل العشرات من المعارضين واعتقال الالاف. ورغم هذه التحذيرات دعا قادة المعارضة انصارهم الى المشاركة في المسيرات الرسمية التي اعلن عنها في ذكرى ولادة الجمهورية الاسلامية لاسماع صوتهم. وقال موقع راهسبز المعارض على الانترنت ان quot;الالاف من انصار الحركة الخضراء موجودون في الشوارعquot; ويضعون شارات خضراء ترمز الى الاحتجاج. غير انه لم يتسن الحصول على تاكيد لذلك من مصدر مستقل، لان السلطات منعت الصحافة الاجنبية من تغطية التظاهرات الرسمية خوفا من انضمام تظاهرات معارضة اليها.
واعلن احمدي نجاد في خطابه ايضا قيام مصنع نطنز في وسط ايران بانتاج quot;الشحنة الاولىquot; من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة والخاص رسميا بمفاعل الابحاث الطبي في طهران. كما اعلن ايضا ان ايران quot;ستضاعف قريبا ثلاث مراتquot; انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 بالمئة. لكن البيت الابيض شكك في هذه التصريحات، مؤكدا ان دوافع سياسية تقف وراءها وليس اراء عملية. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض quot;لا نعتقد ان لديهم القدرة على تخصيب (اليورانيوم) الى الدرجة التي يقولون انهم يخصبون بها (اليورانيوم) الانquot;، معتبرا ان هذه التصريحات quot;تستند الى السياسة وليس الى العلمquot;. واضاف غيبس ان quot;البرنامج النووي الايراني شهد سلسلة مشاكل طوال العام. بصراحة، ان احمدي نجاد يقول اشياء كثيرة ثم يتبين ان عددا منها غير صحيحquot;. وتابع المتحدث quot;لو كانوا جديين في موضوع الاستخدام السلمي لبرنامجهم النووي، لكانوا تعاملوا في شكل اكثر جدية مع العرض المتعلق بمفاعل الابحاث في طهرانquot;.
وكانت الولايات المتحدة وشركاؤها عرضوا على طهران ان يزودوها اليورانيوم المخصب لتتمكن من تشغيل مفاعل الابحاث لديها الهادف الى انتاج نظائر لاستخدام طبي. لكن ايران رفضت، ما ضاعف الشكوك حيال برنامجها النووي. والثلاثاء، اكد اوباما ان المجتمع الدولي يحرز تقدما quot;سريعا جداquot; في اتجاه فرض عقوبات جديدة على ايران على خلفية برنامجها النووي. وكانت ايران المهددة بعقوبات جديدة اطلقت الثلاثاء انتاج اليورانيوم العالي التخصيب رغم احتجاجات الدول الغربية التي تتهم طهران بالسعي الى انتاج السلاح النووي عبر برنامجها المدني.
ومن جهته، اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي ان ايران ستكون قادرة على صنع صفائح وقود لمفاعلها للابحاث في طهران خلال اشهر، اعتمادا على يورانيوم مخصب بنسبة 20%، وذلك ردا على تشكيك عدد من الدول الغربية بقدرة ايران على القيام بهذه الخطوة. وقال صالحي في حديث الى التلفزيون الايراني quot;بدأوا (الغربيون) القول اننا غير قادرين على انتاج صفائح وقودquot;. وتابع quot;حتى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وهو طبيب، اعلن اننا غير قادرين على ذلك. الا ان على كوشنير ان ينتظر اربعة او خمسة اشهر وسيرى ان كنا قادرين او غير قادرينquot;. وكان كوشنير قال الاثنين ان الايرانيين quot;لا يعرفون كيف يصنعون الوقودquot; لمفاعلهم النووي للابحاث اعتمادا على يورانيوم مخصب بنسبة عشرين في المئة. وتابع صالحي quot;رغم انها تجربتنا الاولى، فان العملية سارت في شكل ممتازquot; مكررا ان اول شحنة quot;تم تصنيعها خلال 48 ساعةquot;.
التعليقات