تخشى واشنطن من سعي القاعدة إلى التسلل إلى آسيا الوسطى لتدريب متشددين في المنطقة التي كانت جزءاً من الإتحاد السوفياتي السابق.

دوشنبه: قال مبعوث أميركي يوم السبت ان تنظيم القاعدة يسعى للتسلل الى اسيا الوسطى لتدريب متشددين واشاعة اضطرابات . ويخشى الغرب من وجود تهديدات لاستقرار المنطقة التي يمثل المسلمون أغلب سكانها وتسيطر عليها حكومات علمانية لكنها مستبدة. ويرى محللون أن تيارات التشدد الاسلامي قد تمتد الى قلب اسيا الوسطى من دولة أفغانستان القريبة.

ويقوم ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي في باكستان وأفغانستان بجولة سريعة في خمس دول بمنطقة اسيا الوسطى. وقال أثناء زيارته الى طاجيكستان quot;أعتقد أن التهديد الحقيقي في هذه المنطقة ليس من طالبان بقدر ما هو من القاعدة التي تدرب ارهابيين دوليين.quot; وأضاف quot;يمثل هذا الامر مثار قلق للولايات المتحدة وكل الدول في هذه المنطقة. وأعني بكل الدول باكستان والصين والهند أيضا.quot;

واستقرار المنطقة الغنية بالموارد والتي تمتد بين الصين وروسيا وأفغانستان مهم بالنسبة للغرب لان طريقا جديدا لامداد عمليات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يمر في قلب اسيا الوسطى. وتريد جماعة التشدد المحلية الرئيسية في المنطقة وتعرف باسم حركة أوزبكستان الاسلامية الاطاحة بالقادة العلمانيين في اسيا الوسطى في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي واقامة الحكم الاسلامي.

ويقول محللون للشؤون الامنية ان مقاتلي الحركة اضطروا الى مغادرة المنطقة بعد ان وضعت الحرب الاهلية اوزارها في طاجيكستان في التسعينات وفروا الى مناطق قبلية مضطربة في باكستان حيث يعتقد أن قيادتها أجرت اتصالات بتنظيم القاعدة.

ويعتقد أن مقاتلي حركة أوزبكستان الاسلامية عادوا الان الى اسيا الوسطى لاشاعة الاضطرابات في منطقة أضعفتها أزمة مالية بدأت قبل وقت طويل ويشعر فيها الناس بالاحباط بسبب تنامي الفقر. ويزور هولبروك أيضا قرغيزستان وأوزبكستان وتركمنستان وقازاخستان خلال جولته الاولى في اسيا الوسطى منذ توليه منصب مبعوث الولايات المتحدة الى باكستان وأفغانستان.

وفي أوزبكستان كبرى دول المنطقة من حيث تعداد السكان وأكثرها تنوعا في الاعراق قال الرئيس اسلام كريموف لهولبروك انه يتوق للعمل عن كثب أكبر مع الولايات المتحدة بشأن أفغانستان. وذكرت وكالة الانباء الرسمية في أوزبكستان quot;عبر زعيم أمتنا... عن عزم أوزبكستان القوي على تطوير العلاقات الاميركية الاوزبكية بشكل أكبر وبطريقة بناءة في ضوء جهود احلال السلام الدائم والاستقرار في أفغانستان.quot;

وتحسنت العلاقات بين أوزبكستان التي تعرضت لانتقادات بسبب انتهاكات لحقوق الانسان والولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية مع نقل واشنطن بؤرة الاهتمام في علاقتها مع طشقند بشكل أكبر القضايا الامنية. وأوزبكستان في الوقت الحالي جزء من طريق جديد لنقل الامدادات الى قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان ونادرا ما تنتقد الدول الغربية سجل حقوق الانسان في أوزبكستان. وأثار الاتحاد الاوروبي غضب جماعات دولية لحقوق الانسان العام الماضي عندما رفع عقوبات فرضها على أوزبكستان بعد قمع قوات أوزبكية لمحتجين بعنف عام 2005 .