منذ الثامنة صباحا توجه العراقيون باجواء شبه احتفالية الى مركز الاقتراع في مركز مطار دبي الدولي للمعارض.

دبي: تمكنت فاطمة (21 عاما) العراقية المقيمة في دبي من الاقتراع للمرة الاولى في حياتها لاختيار اعضاء برلمان بلدها الذي تقر بانها لا تعرفه جيدا، بينما صب بعض مواطنيها غضبهم على المفوضية المستقلة للانتخابات بسبب منعهم من الاقتراع بجوازات صادرة ايام نظام صدام حسين.

وقالت فاطمة سعد التي ترتدي التشادور الاسود ولا تخفي ابتسامة ارتياح quot;انتخبت لانني عراقية واينما كنت ساظل عراقية بالرغم من انني لا اعرف العراق كثيرا لانني اقيم في دبي مع عائلتي منذ 12 سنة. لم نزر بيتنا في بغداد الا مرة واحدةquot;. وردا على سؤال حول الجهة التي اقترعت لصالحها، التفتت الى بوالدها الذي قدمت برفقته وابتسمت في ما يشبه طلب الاذن بالكلام. وبعد حصولها على موافقة على ما يبدو، قالت quot;لقائمة رئيس الوزراء نوري المالكيquot;.

وعندها تدخل والدها الفخور علي الذي يلبس الجينز ويضع نظارات شمية ليقول quot;انه (المالكي) الافضل للعراق وبرهن انه يستطيع ان يحقق امورا جيدةquot;. اما فاطمة فتدخلت مجددا لتؤكد انها quot;متفائلة جدا بالمستقبل لان الامور باتت تسير في الاتجاه الصحيح في العراق وربما نعود الى بلدناquot;.

توجه العراقيون الى مراكز الاقتراع، بعضهم حمل الاعلام العراقية الموسومة بعبارة quot;الله اكبرquot; بالخط الكوفي وآخرون حملوا اطفالهم على اكتافهم ودخلوا بهم مركز الاقتراع حيث توزعوا على حوالى 15 محطة اقتراع. بعض النساء منقبات وبعضهن سافرات الا ان غالبيتهم يلبسن عباءات سوداء وquot;شيلاتquot; على رؤوسهن فيما لبس قسم من الرجال الاثواب التقليدية البيضاء او حتى quot;الكندورةquot; الثوب التقليدي الابيض الخاص بالاماراتيين.

ولا يقتصر الاقتراع على المقيمين في الامارات بل يشمل عراقيين مقيمين في دول اخرى من مجلس التعاون الخليجي. ورفعت في كل ارجاء المكان لافتات للمفوضية كتب عليها بالعربية والكردية شعار quot;صوتك يجمعناquot;. وستبقى ابواب المركز مفتوحة حتى مساء الاحد لاستقبال الناخبين العراقيين المقيمين في الامارات الذين قد يصل عددهم الى 94 الفا بحسب مدير مكتب المفوضية عدي الطائي. وبعد فترة من الهدوء في الصباح، سادت بلبلة داخل المركز.

وتجمع ناخبون ذكور حول كاميرات التصوير والمراسلين الصحافيين للتعبير عن غضبهم العارم لمنعهم من الاقتراع بسبب حملهم لجوزات سفر قديمة صدرت في عهد نظام صدام حسين وعدم حيازتهم هوية عراقية اخرى او شهادة الجنسية العراقية. وقال احدهم quot;انها مصادرة للاصوات لاغراض مبطنة وغايات سياسيةquot;.

ورد احد رفاقه الذي قال انه اتى من امارة راس الخيمة التي تبعد اكثر من مئة كيلومتر ان quot;المفوضية تتحمل المسؤولية كاملةquot;. واضاف quot;لم يعلمنا احد بان الجواز غير صالح، فانا دخلت فيه الى العراق مؤخرا ودولة الامارات تعترف به وانا اقيم هنا بموجبه. هناك من يريد مصادرة اصوات الناسquot;.

وتدخلت احدى موظفات الهيئة وطلبت من الجمع الغاضب الذهاب الى خارج المركز والتحدث الى الاعلام بعيدا عن محطات الاقتراع. وذكر احد موظفي المفوضية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;تم ارسال رسالة الى بغداد حول المشكلة التي نواجهها هنا وحصلنا على وعد بدرس الموضوع ونحن ننفذ التعليمات فقطquot;. ولم يعرف عدد الاشخاص الذي لم يتمكنوا من الاقتراع اليوم الجمعة بسبب جواز سفرهم الا ان وكالة فرانس برس احصت عشرات منهم في مركز الاقتراع بدبي.

من جانبه، قال رجل الاعمال مهدي مباركي رافعا ابهامه المطلي بالحبر دلالة على الاقتراع انه صوت لصالح اتحاد الشعب (شيوعي). وبالرغم من تمكنه من الاقتراع، قال quot;شعرت بالغضب لان بعض المواطنين العراقيين الذين ارادوا المشاركة في العملية الانتخابية حرموا من ذلك لاسباب مهمةquot;. ونفى علمه باي خلفيات سياسية لذلك.

ويسمح بالاقتراع للعراقيين حاملي الجواز فئة quot;جيquot; الجديدة بينما حاملي الجوازات من الفئات الاخرى خصوصا الصادرة في عهد النظام العراقي السابق فيطلب منهم ابراز بطاقات تعريفية عراقية اخرى او شهادة الجنسية العراقية. الا ان بعض المقيمين في الامارات منذ سنوات ليس بحوزتهم الا جواز السفر القديم الذي مدتت صلاحيته في معظم الحالات.

ويتنافس حوالى 6100 مرشح عراقي على اصوات 18 مليونا و900 الف ناخب داخل العراق اضافة الى حوالى مليون و400 الف آخرين يتوزعون في 16 دولة عربية واجنبية لشغل المقاعد ال325 في البرلمان العراقي. وهي ثاني انتخابات تشريعية تجري في العراق منذ الاطاحة بنظام صدام حسين في 2003. وقد فتحت مراكز اقتراع في 16 دولة هي ايران والاردن وسوريا والامارات ولبنان والسويد والدنمارك والولايات المتحدة واستراليا وهولندا وكندا والنمسا وتركيا ومصر وبريطانيا والمانيا.