تنازل الباحث فتحي عثمان أخيرًا عن الدعوى التي رفعها ضد وزارة الثقافة المصرية والرقابة على المصنفات الفنية لرفض إجازة سيناريو فيلم quot;الخميني بين الحقيقة والخيال quot;. وقد اعترف عثمان في المذكرة بأنه هزم أمام اللوبي الايراني، متّهمًا طهران بـ quot;اختراق الشعب الفلسطيني وتقسيمهquot;.

القاهرة: في خطوة مفاجئة تزامنت مع أحداث المسجد الأقصى وترميم المعبد اليهودي (كنيس الخراب)، قرر الباحث فتحي عثمان عدم الاستمرار في الدعوى التي أقامها ضد وزارة الثقافة المصرية والرقابة على المصنفات الفنية حول إجازة سيناريو فيلم quot; الخميني بين الحقيقة والخيالquot;، بعد سجال من التأجيل والإرجاء دام أكثر من عام.

إعتراف بالهزيمة واتهامات لإيران

مظاهرة طلابية في القاهرة دعما للاقصى- خاص ايلاف

وقدم مؤلف القصة ، التي انفردت إيلاف بالإعلان عنها ومتابعتها، مذكرة تنازل عن الدعوى لهيئة مفوضي الدولة، أكد فيها اعترافه بهزيمته في هذه الجولة قائلاً quot;أعلنها اليوم أمامكم وبكامل إرادتي انسحابي وتنازلي عن الدعوى المنظورة أمامكم بل وأعلن هزيمتي أمام اللوبي الايراني في مصر في هذه الجولة ...حيث أن الغرض من العمل بعد اليوم لا يجدي ولا يفيد في شيءquot;.

بيد ان المؤلف أكد فى مذكرة التنازل أن هذا العمل الفني لا يتناول تاريخ الإمام الخميني بأي إساءة، ولم يتعرض لحياته الشخصية من قريب أو بعيد، بل تناول من خلال الأحداث حقائق وتوجهات للسياسة الإيرانية الخارجية والتي أرساها الإمام الخميني والتي تتمثل في تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى دول الجوار.

وأشارت المذكرة الى ان المسجد الاقصي بل والقدس ليس لهما مكانة عند الإيرانيين ، مدللاً على ذلك بتوجيهات المراجع الشيعية لأحد كتاب الشيعة بكتابة بحث تحت عنوان (الشيعة والمسجد الاقصي) ، وتعهد الخميني للوبي اليهودي ببناء الهيكل الثالث عندما قال في لقاء جمعه مع موسكوفيتش اليهودي الأميركي المهتم بإعادة بناء الهيكل: quot;أعدكم ببناء الهيكل على أرض أورشليم كما بناه جدي الأكبر كورش العظيمquot; ، وفقا لقوله .

واتهمت المذكرة إيران بـ quot;اختراق الشعب الفلسطيني وتقسيمه وتشرذمه ، الأمر الذي عجزت عنه إسرائيل والغرب منذ احتلال فلسطين quot; متسائلاً عما قدمته القيادة الإيرانية للقضية الفلسطينية ، quot; مؤكدًا أن شعاراتها وكلماتها مهما تنوعت تحت شعار المقاومة وتحرير القدس quot;ما هي إلا لتحقيق غاية الخميني وهو هدم الآقصى وبناء الهيكل الثالثquot; .

وتزامن تقديم التنازل مع شروع مجموعة متطرفة يهودية بوضع حجر أساس معبدquot; كنيس هحوربا quot; أو quot; كنيس الخراب quot; الهيكل الصغير ، وانتهاء وزارة الثقافة المصرية من ترميم معبد بن ميمون اليهودي ، وسط تزايد حالة السخط الشعبي حول ما يحاك للأقصى .

خلفية

إقرا ايضا

إيلاف تنشر قصة فيلم الخميني بين الحقيقة والخيال

وكان عثمان قد توجه إلى القضاء الإداري مختصمًا الدكتور فاروق حسنى وزير الثقافة والأستاذ على ابو شادي رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية ، متظلما من قرار رفض الرقابة على المصنفات لقصته وعدم إصدار لجنة التظلمات التابعة لوزارة الثقافة أي قرار سواء بالرفض أو القبول لقصته في المهلة القانونية المحددة ، مستندًا الى نص المادة14 من 430 لسنة 1955 والتي تنص على quot;وجوب فصل اللجنة في موضوع التظلم خلال 30 يومًا على الأكثر من تاريخ التظلم الا ويعتبر العمل موافقًا عليه quot;.

ورفضت الرقابة تحويل القصة الى عمل تصويري في 17 تشرين الثاني- نوفمبر 2008 ، وجاء فى حيثيات الرفض ان القصة جاءت كرد فعل انفعالي وهجومي على فيلم إعدام فرعون الايراني، الذي انتقد بحده الرئيس المصري الراحل انور السادات ، وquot; ان مصر ترفض مقابلة الإساءة بإساءةquot; ، في إشارة الى ما وصفته بان القصة تهاجم رمزًا اسلاميًا، وهو مؤسس الثورة الإيرانية الإمام الخميني .

وحاول الباحث تحويل القصة الى فيلم روائي ردًّا على الفيلم الايراني اعدام فرعون الذي اثار جدلاً واسعًا في الشارعين العربي والمصري بهجومه على الرئيس المصري الراحل انور السادات وتمجيد على الجانب الآخر قاتله خالد الاسلامبولي والذي تبعه موجة اعتراضات وانتقادات واسعة وصل صداها الى مناقشات البرلمان المصري والمحاكم.

وعلى الرغم من ان القصة لم تتماشَ مع معايير الرقابة على المصنفات الفنية ، جهاز تابع للحكومة ، إلا أنها لقت إعجاب الرقباء واقترحوا على الكاتب ان يطبعها ككتاب يوزع بالأسواق. لكن المؤلف كان يرى ان quot; العمل بالغ الأهمية والخطورةquot; بحسب تعبيره ، مؤكدًا ضرورة التوعية بالخطر الايراني واطماع الدولة الفارسية في المنطقة العربية ، ومخططاتها المشبوهة في إثارة القلاقل والاضطرابات في العالم العربي ، وسياساتها السرية في تشييع السنة ، مضيفًا quot;ان المشروع الايراني اخطر بكثير من المشروع الصهيوني ويجب التصدي له بكافة الطرق quot; مشدّدًا على ضرورة تكاتف الدول العربية في مواجهه هذا المشروع .

القصة

وتتناول القصة مؤسس الثورة الإيرانية روح الله الخميني والتغلغل الشيعي في العالم السني ، وتدور حول دكتور اكاديمي ينحدر من نسل ال البيت ، له اكثر من موسوعة في تاريخ الحضارات العربية والفارسية والرومانية، شاء حظه العثر ان ينتهي من موسوعة quot; الفرق بين الحضارة العربية والفارسية والرومانية وعلاقاتهم بالإنسان quot; ولانه ينتقد بشكل لاذع الفرس واليهود ، فيتعرض لهجمة شرسة انتهت بسرقة موسوعاته وطرده من فرنسا ووصوله الى مصر.

وأثناء إقامته بجوار حي الحسين القاهري والتي تتزامن مع سقوط بغداد في ايدي قوات الاحتلال وتوافد الشيعة العراقيين الى مصر ، يرصد الدكتور محاولات تشييع المصريين على ايدي مجموعات عراقية تعمل بتوجيه ايراني استخباري تنجح باستخدام الأموال وزواج المتعة وحب المصريين الفطري لآل البيت في تشييع اقرب المقربين منه وهو كما يحكي الفيلم quot; جمعة مشاويرquot; وهو شاب فقير معدم يصبح بين يوم وليلة واحدا من أصحاب الشركات الكبرى ، تم تزويجه بفتاه روسية جميلة باسم زواج المتعة ودبروا له إقامة في فندق فخم ، واصبح في ما بعد من الناطقين باسم الشيعة ويطالب بانشاء حسينيات واحزاب لهم في مصر.

وعندما يفكر الدكتور في طبع موسوعته يتعرض للاغتيال على ايديهم لكن ليس قبل ان يسلم مذكراته لاحد تلامذته وهو من ال البيت الذي يقوم ف يما بعد بفتح المذكرات وتتوالى المفاجآت المثيرة التي تتكشف عن تفاصيل حياة الخميني.