تضارب في تل أبيب حول موقف واشنطن

قال خبراء ان الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة لتليين موقفها في خلافها مع اسرائيل بعدما سلمت على ما يبدو رئيس الوزراء الاسرائيلي خطة مكتوبة لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين.

واشنطن: لم يتأخر نتانياهو في اعلان موقفه من مطالب واشنطن، اذ اكد في بيان الجمعة ان لا تغيير في السياسة الاسرائيلية في ما يتعلق بمسألة القدس حيث اثار قرار اسرائيل بناء المئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الشطر الفلسطيني المحتل من المدينة زوبعة دبلوماسية تهدد المساعي الاميركية لاستئناف عملية السلام المجمدة.

وقال المحلل السياسي امجد عطا الله من مؤسسة نيو فاونديشن ان quot;الولايات المتحدة تعتقد انها لا تستطيع المساومة حول مصالحها القوميةquot;. واضاف quot;لا اعتقد ان الاسرائيليين تكيفوا بعد مع هذا الامرquot;.

وواجه نتانياهو عند عودته الخميس الى اسرائيل انتقادات وسائل الاعلام، بعد ثلاثة ايام من الاجتماعات في واشنطن لم تسفر عن تسوية للمشكلة التي نجمت عن رفض اسرائيل وقف الاستيطان. وبينما اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى quot;المعاملة المهينةquot; التي لقيها نتانياهو، سعى البيت الابيض الى اضفاء بعض التفاؤل بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي.

وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس quot;نحقق تقدما في بعض القضايا المهمةquot;. وشدد الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية نير حيفيتس ايضا على ان اسرائيل وحليفتها الكبرى تقتربان من التفاهم، مؤكدا انهما quot;تضيقان الهوة بين مواقف اسرائيل ومواقف الولايات المتحدة في هذا الشأنquot;.

ومع ذلك، جرت الزيارة وسط تعتيم اعلامي غير عادي وبدون الاعلان عن اي انجازات ولم يتخلل الزيارة التقاط صور او عقد مؤتمرات صحافية كما جرت العادة. حتى ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس كرر الخميس تحذيره من ان التوتر بين اسرائيل والفلسطينيين يضر بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وقال انه quot;من الواضح ان غياب التقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط قضية يستغلها خصومنا في المنطقةquot;، مؤكدا انها quot;تؤثر على مصالح الامن القومي في المنطقةquot;.

وعاد نتانياهو الى اسرائيل حاملا خطة مكتوبة لتحريك عملية السلام بعد 15 شهرا على توقفها اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، حسبما افادت وسائل الاعلام. وقالت صحيفة واشنطن بوست ان الوثيقة تتناول كل القضايا بما فيها القدس، التي يفترض ان تحل لانهاء الازمة. وتتضمن الوثيقة طلب اوباما تجميد كل النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية، على حد قول اذاعة الجيش الاسرائيلي. ويفترض ان يعرض نتانياهو الخطة على حكومته المصغرة التي تلتئم الجمعة.

وبدأ الخلاف بين الحليفين بعد اعلان الدولة العبرية عن مشروع لبناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية خلال زيارة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن للدفع باتجاه بدء مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. الا ان خبراء قالوا ان الاستيطان ليس في الواقع السبب الرئيسي للخلاف، وهو الاسوأ منذ سنوات بين الحلفين.

وقال عطا الله ان quot;سبب استمرار الخلاف ليس الاستيطان بل لانهم لم يتمكنوا من اقناع نتانياهو بالتقدم باتجاه اتفاق حول الوضع النهائيquot;. الا ان محلليين آخرين قالوا ان هذا الموقف يدل على توجه جديد لواشنطن على الرغم من اللوبي القوي الموالي لاسرائيل في الولايات المتحدة الذي عقدت ابرز منظماته وهي لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) مؤتمرها السنوي خلال الاسبوع الجاري.

وقال والتر راسل نيد من مركز العلاقات الخارجية ان quot;فتح خلاف مع رئيس وزراء اسرائيلي قبل اسبوع من اجتماع ايباك في واشنطن يشكل في نظر عدد كبير من الاجانب خطوة جريئةquot; من قبل الادارة الاميركية. واضاف ان quot;هذا الامر ينطبق خصوصا على الشرق الاوسط حيث النظريات حول مؤامرات يحيكها اليهود في واشنطن تتمتع بنوع من المصداقية في الشارع وحتى لدى بعض المطلعينquot;.

لكن السؤال المطروح يبقى الى اي مدى تريد ادارة اوباما ان يصل الخلاف. ورأى بعض المعلقين ان واشنطن تريد اجبار نتانياهو على انهاء تحالفه اليميني والتحالف مع منافسته تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما (وسط). لكن وزيرة الخارجية الاميركي هيلاري نفت في مقابلة مع البي بي سي هذه التكهنات.