اكدت السلطات المصرية الافراج عن كافة نشطاء 6 ابريل فيما طالبت واشنطن الحكومة باحترام حرية التعبير.
واشنطن، القاهرة: اعربت الولايات المتحدة عن قلقها لاعتقال ناشطين سياسيين الثلاثاء في مصر مطالبة الحكومة المصرية باحترام حرية التعبير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي quot;نشعر بالقلق الشديد لاعتقال المصريين في ظل حالة الطوارىء. على الحكومة المصرية احترام حقوق الجميع في التعبير سلميا عن ارائهم السياسيةquot;.
واضاف quot;يجب ان يتمكن المصريون من المشاركة في العملية السياسية وان يختاروا اخيرا من يحكم مصر بعد الانتخاباتquot;.
وعلم الاربعاء انه تم اطلاق سراح جميع الناشطين الذين اعتقلوا الثلاثاء لمحاولتهم التظاهر في القاهرة من اجل المطالبة باصلاحات سياسية. وقال مصدر قضائي ان النائب العام عبد المجيد محمود امر صباح الاربعاء باطلاق سراح 33 شابا من اعضاء حركة 6 ابريل، من بينهم 17 طالبا بعد تحقيقات قصيرة معهم.
من جهة اخرى، اكد مصدر امني ان الشرطة افرجت مساء الثلاثاء عن بقية النشطاء الذين تم اعتقالهم الثلاثاء في قلب العاصمة المصرية.
واكدت منظمات حقوقية مصرية ودولية، من بينها هيومن رايتس ووتش، ان الشرطة اعتقلت امس 91 ناشطا اثناء قمعها لتظاهرة حاول عشرات من اعضاء حركة 6 ابريل تنظيمها في وسط القاهرة للمطالبة بتعديلات دستورية ترفع القيود المفروضة على المستقلين الراغبين في الترشح لرئاسة الجمهورية وتكفل انتخابات حرة ونزيهة.
وكان رجال شرطة يرتدي العديدون منهم زيا مدنيا ضربوا الثلاثاء بالعصي عشرات من شبان وشابات من حركة 6 ابريل تجمعوا في ميدان التحرير بقلب القاهرة في محاولة للقيام بتظاهرة حتى مبنى مجلس الشعب المجاور.
ودانت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش في بيانين منفصلين الاعتقالات والعنف الذي تعرض له المتظاهرون الذين طالبوا كذلك برفع حالة الطوارئ المفروضة في مصر منذ 29 عاما.
وقال مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية مالكوم سفارت ان quot;ترهيب نشطاء المعارضة ومنتقدي الحكومة يجب ان ينتهي فوراquot;.
واكدت نظيرته في منظمة هيومن رايتس ووتش ساره لي وتسون ان quot;مسؤولي الامن المسلحين الذين يفترض انهم في خدمة الشعب المصري يضربون شبابه وشاباتهquot;.
واضافت quot;يجب على الحكومة ان تضمن اجراء تحقيق قضائي في كل هذه الاحداث وفي العنف الذي مارسته الشرطة، كما يجب ان تعلن نهاية هذه الهمجيةquot;.
غير ان وزارة الداخلية المصرية اصدرت الاربعاء بيانا دافعت فيه عن نفسها وبررت لجوءها الى العنف برفضها المسبق تنظيم هذه التظاهرة.
وقالت الوزارة في بيانها ان quot;ما اتخذ من إجراءات أمنية أمس جاء في مواجهة اصرار عناصر ما يسمى بحركة 6 أبريل تنظيم مسيرات وتظاهرات إحياء لذكرى تأسيس الحركة عام 2008quot;.
واضاف البيان ان quot;تلك الإجراءات جاءت مواكبة لرفض أجهزة الأمن التصريح بتلك المسيرات والتظاهرات وهو ما تم اعلانه مباشرة لعناصر تلك الحركة - التى ليس لها كيان شرعي أو سند قانوني لمباشرة نشاطهاquot;. وبرر البيان الاعتقالات بـquot;اصابة عشرة من الضباط والأفرادquot;.
وفي مؤتمر صحافي عقد الاربعاء في مركز هشام مبارك لحقوق الانسان، روى شاب يدعي محمد كان ضمن المعتقلين الذين اطلق سراحهم مساء الثلاثاء quot;القي القبض علي وتم استجوابي وتفتيشي ثم ضربني شرطي بعنف بناء على تعليمات من رجل يرتدي زيا مدنياquot;.
واعتبر جورج اسحق، احد المتحدثين باسم الجمعية الوطنية للتغيير، التي اسست في شباط- فبراير الماضي لدعم مطالب محمد البرادعي وتأييد ترشيحه لرئاسة الجمهورية العام المقبل، ان quot;ما حدث امس خطير لانهم استخدموا العنف لقمع وترهيب الشباب الذين يشكلون النواة الصلبةquot; للحركة الداعية للتغيير في مصر مضيفا ان quot;هذه النواة الصلبة لن تنكسر وعن طريقها سياتي التغيير في مصرquot;.
وكان البرادعي، الذي اصبح المعارض الرئيسي للنظام المصري، اعلن استعداده لخوض انتخابات الرئاسة في مصر العام المقبل ولكنه اشترط تعديل الدستور لالغاء القيود المفروضة على حق المستقلين في الترشيح ولضمان نزاهة الانتخابات.
وتنتهي العام المقبل الولاية الخامسة للرئيس حسني مبارك في السلطة مكملا بذلك 30 عاما في الحكم. ولكنه لم يعلن بعد ما اذا كان سيترشح لولاية سادسة ام لا. كما لم يوضح نجله، جمال مبارك، الذي تحدث عدد من المسؤولين المصريين عن امكانية خلافته لوالده، موقفه من الترشح للرئاسة.
التعليقات