امل اغلبية البريطانيين في استطلاع للرأي ان تأتي الانتخابات المقبلة ببرلمان معلق حيث انهم يريدون تغيير الحكومة العمالية، لكنهم لا يؤمنون بأن المحافظين هم البديل الأفضل.

A man passes a window display of political books ...

لندن: حمل استطلاع للرأي في بريطانيا أنباء غير سارة للحزبين الكبيرين، laquo;العمالraquo; الحاكم وlaquo;المحافظونraquo; المعارض. فقد أوضح أن القسم الأكبر من الناخبين يأملون في ان تأتي الانتخابات المزمع إجراؤها في السادس من مايو (ايار) المقبل ببرلمان معلق.

كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته laquo;تايمزraquo; أن 32 في المائة من الجمهور يرغب في laquo;الفكاكraquo; من هيمنة أي من الحزبين الكبيرين على الساحة السياسية عبر برلمان معلق، مقابل 28 في المئة قالوا إن الغلبة يجب أن تكون للمحافظين و22 في المئة يفضلون استمرار العمال في الحكم.

وتأتي هذه الأرقام، المزعجة لكل من غوردون براون وديفيد كامرون والمفرحة لنِك كليغ زعيم الديمقراطيين الأحرار، في أعقاب إصدار كل من براون وكامرون بيان حزبه الانتخابي الذي يأمل في الفوز بالانتخابات عبر أجندته.كما تظهر الارقام مدى اليأس في الشارع إزاء سياسة الحزبين الكبيرين اللذين احتكرا مقاعد الحكم طوال تاريخ بريطانيا الحديث.

فقد قال من لا تتجاوز نسبتهم 4 في المئة وسط المستطلعة آراؤهم إن العمال والمحافظين صادقون تماما مع الناخبين في نواياهم المتعلقة بالضرائب. كما قال 6 في المئة فقط إنهم يثقون في الطريقة التي سيتعامل بها هؤلاء لمعالجة العجز الخرافي في الميزانية. وبينما قال 26 في المئة إن طرح المحافظين في ما يتعلق بعموم القضايا مقنع، نال العمال أصوات 18 في المئة. على أن هذين الرقمين يتضاءلان بالمقارنة مع 43 في المئة قالوا إنه لا المحافظين أو العمال قدموا أي طرح مقنع بالنسبة لهم في أي من القضايا التي تهمهم.

يذكر أنه تبعا لما يسمى laquo;مسح المسوحraquo;، وهو متوسط نتائج سائر الاستطلاعات، فقد ظل المحافظون يتقدمون بنسبة 36 في المئة من التأييد الشعبي، والعمال 33 في المئة، والديمقراطيين الأحرار 21 في المئة. ولكن في حال ترجمة هذا الوضع الى مقاعد برلمانية يصبح الناتج برلمانا معلقا يشهد حصول الديمقراطيين الأحرار على مقاعد حكومية للمرة الأولى منذ بروز هذا الحزب الذي تولد من دمج laquo;الحزب الليبراليraquo; وlaquo;حزب الديمقراطيين الاجتماعيينraquo; في العام 1988. يذكر أنه إذا كان للمحافظين أن يأملوا في الأغلبية البرلمانية المريحة فعليهم الحصول على نسبة 40 في المئة على أقل تقدير. لكن ثمة شبه إجماع وسط المراقبين على أن تجاوزهم هذه النسبة يحتاج الى laquo;معجزةraquo; من نوع ما.

وفي محاولة عثورها على أسباب عزوف الناخبين عن الحزبين الكبيرين وتفضيلهم برلمانا معلقا، نقلت laquo;تايمزraquo; عن مسؤول رفيع المستوى في حزب المحافظين قوله: laquo;ما يحدث الآن هو حرب سياسية مزيفة، ليس بسبب أنها تفتقر الى المعارك والقتال، بل لأن الناخبين يعتقدون أننا، نحن الساسة المقاتلين، مزيفونraquo;. كما نقلت، في الاتجاه نفسه، تصريح اللورد غولد اوف بروكوود العمّالي لمجلة laquo;بروغريسraquo; وجاء فيه: laquo;الحد الفاصل الحقيقي الآن لا يقع بين العمال والمحافظين، وإنما بين السياسة ورفضها. المزاج العام الآن هو رفضها، وهذا هو السبب الحقيقي في توق البريطانيين لبرلمان معلقraquo;.

ويلخص أندرو كوبر، مدير مؤسسة laquo;بوبيولاسraquo; التي أجرت الاستطلاع بتكليف من laquo;تايمزraquo; الأمر بقوله: laquo;أكثر من خُمسي الناخبين يقولون إنهم يريدون تغيير الحكومة العمالية، لكنهم لا يؤمنون بأن المحافظين هم البديل الأفضل. وهكذا يصبح الخيار، بالنسبة لهؤلاء، بين الرمضاء والنارraquo;.