إخراج مراقبين سودانيين من مكاتب إقتراع جنوب السودان |
الخرطوم: تراجع اقبال السودانيين على مكاتب الاقتراع في اليوم الرابع من أول انتخابات تعددية يشهدها اكبر بلد افريقي منذ ربع قرن، في حين اعربت السلطات عن ارتياحها لنسبة الاقبال وتجاوز المشاكل اللوجستية.
وبدت مراكز الاقتراع خالية تقريبا بعد الظهر بعد اقبال خفيف صباحا في العاصمة السودانية، حيث توقع المشرفون على بعض المكاتب تدني نسبة المشاركين في التصويت بمعدل 60% في هذا اليوم الاضافي في عملية الاقتراع التي تنتهي اليوم الخميس.
ولم تعلن المفوضية القومية للانتخابات ارقاما جديدة تتعلق بنسبة المشاركة بعد اقفال المكاتب في السادسة مساء (15:00 ت غ) ولا بشأن قرار بتجميد الاقتراع بسبب المشكلات اللوجستية في بعض الدوائر الانتخابية التي لم تحددها.
وقال مسؤولون عن الانتخابات السودانية يوم أمس الاربعاء انهم يفكرون في اعادة الانتخابات في عدد قليل جدا من الدوائر الانتخابية لتصحيح اخطاء حدثت في التصويت بعد ان دخلت الانتخابات السودانية التي تواجه مشاكل يومها الرابع. وتعرضت أول انتخابات تنافسية رئاسية وتشريعية ولحكام الولايات تجري في السودان منذ 24 عاما لاتهامات واسعة النطاق بالتزوير واخطاء اجرائية
وأبلغ مسؤولون من المفوضية القومية للانتخابات وكالة رويترز انهم يفكرون في وقف التصويت على مقاعد في البرلمان ومجالس الولايات في بعض الولايات بعد ان اكتشفوا انهم أخطأوا في وضع رموز الاحزاب الى جوار اسماء بعض المرشحين في بعض البطاقات الانتخابية.
وقال عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية ان الرموز وضعت خطأ في عدد محدود جدا من الدوائر الانتخابية. وأضاف انه طبقا للقانون يمكن للمفوضية ان تلغي الانتخابات وتجريها من جديد في غضون 60 يوما. وقال ان ذلك هو أحد الخيارات المطروحة.
واعلن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر، الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، خلال زيارة على مراكز اقتراع في جنوب السودان ان هناك مشكلات لوجستية ولكن ليس هناك اي دليل على حصول عمليات تزوير مثبتة. واعرب كارتر الاربعاء بعد لقائه المفوضية القومية للانتخابات انه quot;مرتاحquot; للاجوبة التي تلقاها بشأن المشكلات الفنية.
من جانبه قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي إن quot;عمليات التزوير تجري على قدم وساق في الانتخابات لصالح حزب المؤتمر الوطنيquot; بزعامة الرئيس البشير. غير انه اعتبر ان عمليات التزوير ليست فاحشة. وتابع: quot;لا أزعم أن هناك عملية تزوير فاحشة .. بل أخطاء فاحشة ومنكرة وضغوط من السلطات على مفوضية الانتخاباتquot;. وأضاف الترابي: quot;نرصد عمليات تزوير في مركزين للاقتراع في أم درمان، ولقد قام المئات من رجال الأمن بالتصويت في غير مناطق سكنهمquot;.
وميدانيا، اعلنت الشبكة السودانية للديمقراطية والانتخابات (سقدي) ان رجال الامن ارغموا الثلاثاء 19 مراقبا محليا على مغادرة ثلاثة مكاتب اقتراع في دائرة كاتور في جوبا، عاصمة جنوب السودان. وقالت الشبكة الاربعاء ان هؤلاء المراقبين احتجزوا طوال الليل في مركز للشرطة ولم يفرج عنهم سوى صباح الاربعاء.
ولم تعلن المفوضية سوى ارقام جزئية عن المشاركة الثلاثاء تتعلق باول يومين والتي تراوحت بين 40% في الشرق و67% في الشمال، و62% في العاصمة الخرطوم. ولكن بدا ان السلطات مرتاحة لنسبة المشاركة المهمة لتعزيز مصداقية الانتخابات، كما اعربت عن استعدادها لمد اليد للمعارضة المقاطعة للانتخابات للانضمام الى حكومة وحدة وطنية.
واوجز مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني الوضع بقوله ان quot;ما يلفت الانتباه هو ارتفاع نسبة المشاركة، لدينا مشاركة جيدة. معلوماتنا الاولية من المناطق الريفية ان نسبة التصويت وصلت حتى 80%quot; خلال الايام الثلاثة الاولى. واضاف صلاح الدين العتباني ان quot;نسبة التصويت لا تشكل وحدها مؤشرا جيدا جدا على رغبة الناس والناخبين في ممارسة حقهم، بل ان العملية تجري بهدوء وسلاسةquot;.
وقال quot;وفق التقارير التي تلقيناها، لم نسجل اي حادث يذكر، حتى في دارفورquot; الاقليم المضطرب في غرب السودان. واعرب العتباني عن اسفه لعدم مشاركة عدد من احزاب المعارضة في الانتخابات، لكنه قال quot;اعتقد ان المهم ليس مشاركة الاسماء الكبيرة وانما نسبة المشاركةquot;. وقال مستشار الرئيس السوداني quot;لقد كان موقفنا واضحا بانه امام التحديات التي تواجه الامة، لن نسعى الى تشكيل حكومة من حزب واحد. نريد لحكومتنا ان تكون اوسع ما يمكنquot;.
واضاف quot;اذا فزنا في الانتخابات، اذا فاز الرئيس في الانتخابات، عندها ستكون الخطوة التالية هي تشكيل الحكومة (...) سنوجه الدعوة الى كافة الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لاننا نؤمن باننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخناquot;. وتشكل الانتخابات السودانية محطة مهمة في اطار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب والذي ينص على تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع 2011.
ولذلك تسعى الحكومة السودانية الى ترسيخ شرعيتها والحصول على اعتراف المجتمع الدولي بها وخصوصا ان الرئيس البشير يواجه مذكرة توقيف بحقه صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وتوقع المسؤول السوداني ان تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية ما بين 20 و22 من نيسان/ابريل الجاري. وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لمصلحة الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي.
التعليقات