أكد كارتر أن المشكلات التي تواجه الإنتخابات السودانيّة هي لوجستيّة ونفى وجود عمليات تزوير.
موغورو: قال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر لفرانس برس الثلاثاء في اليوم الثالث من الانتخابات السودانية انه تم تسجيل العديد من المشكلات اللوجستية ولكن لم يتم حتى الان رصد حالات تزوير مثبتة في عملية الاقتراع التي تستمر حتى الخميس. وعبر كارتر الذي يقود فريقا من 70 مراقبا للانتخابات السودانية عن ارتياحه لجعل مدة التصويت خمسة ايام بدلا من ثلاثة في الانتخابات التي بدأت الاحد معتبرا ان ذلك ينبغي ان يتيح للجميع فرصة الادلاء باصواتهم.
وقال كارتر وهو يجلس في ظل شجرة في موغورو، جنوب السودان، quot;هناك بعض المشكلات ولكنهم يعملون على تصحيحها واعتقد ان المفوضية القومية للانتخابات اتخذت قرارا جيدا جدا بتمديد التصوت ليومينquot;. واضاف quot;اعتقد ان اليومين الاضافيين سيكونان كافيين على الارجحquot;.
وتستمر الانتخابات الرئاسية والنيابية والاقليمية التعددية الاولى في السودان منذ 1986 رغم المشكلات اللوجستية ومقاطعة احزاب معارضة رئيسية بسبب تشكيكها بسعي الرئيس عمر البشير الى تزوير الانتخابات. ويعتبر سكان جنوب السودان الذي يضم عشر ولايات فقيرة لا تزال تعيش اثار حرب اهلية استمرت من 1983 الى 2005، الانتخابات محطة مهمة على طريق الاستفتاء الذي سينظم في مطلع 2011.
وقال كارتر quot;وصلتنا تقارير عن تهديد الناخبين، ولكني ارى ان المشكلة الرئيسية حتى الان هي نقص المواد الانتخابية، وعدم توصيل بطاقات الاقتراع المناسبة لبعض الدوائرquot;. وقال ان هناك مشكلة اخرى وهي انه ليس سهلا على الناخبين العثور على اسمائهم على الكشوفات. واضاف quot;هذه مشكلات ادارية ولكن لا يوجد دليل على حصول تزوير على حد علمي. لا يزال الوقت مبكرا للحكم على نزاهة العملية باكملهاquot;.
وقال الرئيس الاسبق البالغ من العمر 85 عاما، ان quot;المراكز الاولى التي زرناها هذا الصباح كانت لا تزال تنتظر وصول بطاقات الاقتراع، تحدثنا الى المسؤولين الذين قالوا انها ستصل خلال ساعة. زرت عشرين محطة في الجنوب امسquot;. وتمثل الانتخابات المعقدة تحديا كبيرا بالنسبة لسكان الجنوب الذين يعاني 70% منهم من الامية. واعتبرت الحركة الشعبية لتحرير السودان المسيطرة في الجنوب اليوم الاول للانتخابات بانه quot;بلا جدوىquot; وطالبت بتمديد الانتخابات.
وسحبت الحركة الشعبية مرشحها الى الانتخابات الرئاسية ياسر عرمان، كما اعلنت عدم مشاركتها في الانتخابات في الولايات الشمالية، لكن اسماء مرشحيها لا تزال على القوائم مثلها مثل الاحزاب الاخرى التي تاخرت في اعلان مقاطعتها، ومنها حزب الامة بزعامة الصادق المهدي. وقال كارتر في حين اصطف عدد من الناخبين ينتظرون وراءه quot;كما تعلم، هذه الانتخابات شرط ضروري لتنظيم الاستفتاء. لا يمكن تنظيم الاستفتاء الا بعد اجراء الانتخابات. لذلك من الضروري اجراء هذه الانتخاباتquot;. ولدى سؤاله عن تعرض اي من المراقبين للتهديد، قال كارتر quot;لا توجد لدينا اي مخاوف تتعلق بسلامة المراقبين، لم يتعرض اي من مراقبينا لاي تهديدquot;.
ويخشى كثيرون في السودان ان يؤدي الاعلان عن نتائج الانتخابات الى خلق حالة من الاحتقان او حتى مواجهات في بعض انحاء البلاد، لكن كارتر يرى ان ذلك يتوقف على رد فعل الرابحين والخاسرين. وقال quot;اذا كان الفائزون متسامحين ورحبوا بالمعارضة في حكومة وحدة وطنية تمهيدا للخطوة المقبلة، اعتقد ان ذلك سيخفف الى حد كبير من مخاطر حدوث اعمال عنفquot;. وقبل ان يغادر موغورو، زار كارتر كاتدرائية القرية الكبيرة ثم توجه الى الخرطوم عبر جوبا.
التعليقات