موسكو: أعلن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته إلى الأرجنتين أن روسيا تعتزم استعادة النفوذ المفقود في أميركا اللاتينية رغم أنف مَن لا يرضيه هذا. وكان الرئيس ميدفيديف قد زار كوبا وفنزويلا وبيرو والبرازيل في أوقات سابقة. كما قام فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي الأسبق ورئيس الوزراء حاليا، بعدة زيارات إلى فنزويلا.

وقام نائب رئيس الوزراء الروسي سيتشين بـ7 زيارات إلى أميركا الجنوبية خلال عام 2008، ثم زار كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا في عام 2009. ويُرجع محللون اهتمام روسيا بأميركا الجنوبية إلى أسباب سياسية في المقام الأول. وكانت أميركا اللاتينية في زمن الاتحاد السوفيتي واحدا من أهم مسارح الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وانقطعت علاقة روسيا بهذه المنطقة بعد زوال الاتحاد السوفيتي. والآن، وبعدما وصل اليسار إلى الحكم في الكثير من بلدان أميركا الجنوبية وتضاءل نفوذ الولايات المتحدة، تريد روسيا توطيد مواقعها في إحدى أهم مناطق العالم متعدد الأقطاب. وقد حققت بعض النجاحات في هذا الاتجاه.

وحسب تقديرات معهد لندن الدولي للدراسات الإستراتيجية فإن روسيا صدّرت أسلحت بقيمة إجمالية مقدارها 5.4 مليار دولار إلى أميركا اللاتينية في العام الماضي، متقدمة على الولايات المتحدة. والجدير بالذكر أن روسيا تقدم قروضا إلى بلدان المنطقة لتمويل شراء الأسلحة الروسية.

وحققت روسيا نجاحا في المجال السياسي أيضا، إذ أيدت البرازيل مبادرة روسيا التي نظمت القمة الأولى لمجموعة الاقتصادات الصاعدة الرئيسية quot;بريكquot; (روسيا والبرازيل والصين والهند) في إحدى المدن الروسية، فاستضافت القمة الثانية في هذا الأسبوع.

وفي مجال التعاون الاقتصادي تنشط شركات النفط الروسية بشكل أساسي. ولعل السبب توفر احتياطيات ضخمة من النفط والغاز في أميركا اللاتينية في حين أن استخراج النفط من بطون الأرض في شرق إقليم سيبيريا الروسي أمر صعب.

ووقعت روسيا والأرجنتين أثناء زيارة الرئيس الروسي للأرجنتين أكثر من 10 اتفاقيات تعاون اقتصادي ستأتي بموجبها استثمارات روسية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى الأرجنتين وفقا لما قاله الرئيس ميدفيديف. وقالت صحيفة quot;فيدوموستيquot; الروسية في هذا الصدد إن رقصة التانغو (وهي أشهر الرقصات في أميركيا اللاتينية) أصبحت على الموضة ثانية.