يصف محجوب محمد صالحعميد الصحافةالسودانية الانتخابات بانها الاكثر اثارة للجدل في تاريخ السودان.

الخرطوم: يجلس محجوب محمد صالح رئيس تحرير quot;الايامquot; السودانية منذ 1953 خلف مكتبه في الصحيفة التي أسسها في عهد الاستعمار واستمرت في عهد الدكتاتورية ومن ثم الحكم الاسلامي ليكون شاهدا على احداث نصف قرن وصولا الى الانتخابات التي يصفها بانها الاكثر اثارة للجدل في تاريخ السودان. ولا يلفت موقع الصحيفة الموجودة في السوق المتربة من حي الخرطوم 2 الانتباه.

ففي الطابق الاول فوق ملحمة وبائع خضار، في نهاية سلم ضيق، توجد ادارة تحرير الصحيفة التي اسسها مع زميلين له، وعلى مدى الايام تراجعت مكانتها بعد ان شهدت اياما مرموقة بسبب غياب الاعلانات من الجهات الحكومية في سوق يشهد منافسة حامية بين نحو عشرين صحيفة.

يجلس محجوب محمد صالح البالغ من العمر 83 عاما مرتديا جلابيته البيضاء التقليدية ومعتمرا قلنسوة ناصعة امام شاشة الكمبيوتر متصفحا موقع quot;نيوزناوquot; الاخباري. على مدى حياته المهنية الصاخبة، عايش محجوب الانتخابات التعددية الخمس التي نظمت في السودان منذ 1953 في عهد السيادة المشتركة المصرية البريطانية حتى الانتخابات التعددية الرئاسية والتشريعية والاقليمية التي نظمت بين 11 و15 نيسان/ابريل وبات الرئيس عمر البشير ضامنا وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الفوز بالاغلبية.

ويقول محجوب متحدثا بلغة انكليزية طليقة quot;من بين كل الانتخابات التي قمت بتغطيتها، هذه الانتخابات هي الاكثر اثارة للجدل والتي تشهد العدد الاكبر من الشكاوىquot;. ثم يضيف quot;ومن بين كل الانتخابات التي غطيتها، هذه الانتخابات هي الاكثر صعوبة والاكثر تعقيدا، في حين ان القسم الاكبر من الناخبين لم يسبق ان شاركوا في عملية اقتراع، كما ان معظمهم ليس لديه وعي بواجبات وحقوق المواطنquot;.

وقاطع قسم كبير من المعارضة الانتخابات متهمين حزب المؤتمر الوطني بالتزوير. كما ان المراقبين الدوليين اعتبروا ان الانتخابات لم تستوف المعايير الدولية. وتعلن المفوضية القومية للانتخابات نتائج جزئية بصورة يومية منذ الجمعة، لكن المعارضة اعلنت رفضها لهذه النتائج بما فيها الاحزاب التي شاركت في الانتخابات.

ويقول عميد الصحافيين السودانيين quot;لقد حذرت الاحزاب من انها ليست في مواجهة حزب سياسي وانما حكومة بكل موظفيها وجيشها وشرطتها واموالهاquot;. ويضيف quot;الاحزاب التقليدية تعاني كذلك من ضعف التنظيم ونقص الموارد ونقص العناصر الشابةquot;.

ويتابع quot;في هذه الظروف، لم اتوقع ان تحقق المعارضة تقدما، لكني فوجئت للنسب. بناء على معرفتي للسودان، لا يمكنني ان اتخيل ولا للحظة ان هذه الاحزاب لم تفز ولا حتى بمقعد واحد (في المجلس الوطني، وفق الانتخابات الجزئية) حتى الان. هذا يؤيد القول بحصول تلاعبquot;.

وفاز حزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي، الحزبين التقليديين اللذين انتقلا اليوم الى صفوف المعارضة، في اخر انتخابات تعددية في 1986. وقاطع حزب الامة الانتخابات الاخيرة في حين اعلن الاتحادي الديمقراطي رفضه لنتائجها متهما المؤتمر الوطني بالتزوير.

وشكلت الانتخابات محطة على طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان مطلع 2011 قد يشهد نشوء بلد جديد. ويقول محجوب محمد صالح ان quot;البلد سينفجر لانهم لم يفعلوا شيئا ليوحدوه.. ولكن على مر السنوات، تعلمت ان أمورا غير متوقعة يمكن ان تحصل في السودان، ولذلك فاني آمل ان يبقى موحداquot;.