اعتبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان التفجيرات التي هزت بغداد الجمعة اهدافها طائفية وسياسية داعيا الى استقالة المسؤولين الامنيين الذين فشلوا في مهمتهم في وقت ناشد التيار الصدري أتباعه بالتروي وعدم استهداف أي جهة عراقية كرد فعل على التفجيرات.
لندن: قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان المسؤولين الامنيين فشلوا في مهمتهم وعليهم الاستقالة وقال ان التفجيرات التي راح ضحيتها 250 قتيلا وجريحا اهدافها طائفية وسياسية حيث تنظم حاليا حملات للتبرع بالدم ، بينما ناشد التيار الصدري أتباعه يعدم الإنجرار وراء مخططات المحتل وعدم استهداف أي جهة عراقية كرد فعل على التفجيرات، في وقت قال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي إن لقاء علاوي والمالكي المقترح سيؤدي الى اتفاق بقية الكتل ويعجل بتشكيل الحكومة الجديدة ويحقق للعراق مكاسب اقليمية ودولية.
وقال الهاشمي ان الاعتداءات الاثمة التي تعرضت لها مساجد حسينية مختلفة في بغداد اليوم واوقعت العشرات من القتلى والجرحى في سلسلة جديدة من هجمات ارهابية تتعرض لها العاصمة تؤكد مجددا ان الاجراءات الامنية المعتمدةما زالت غير كافية وان امن المواطن ما زال مهددا وان ايادي المجرمين ما زالت قادرة على الوصول وإلحاق الاذى بالعراقيين الابرياء وهم في دور العبادة حيث يفترض توفر الامن والطمأنينة والسكينة.
واضاف الهاشمي في تصريح مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;لقد نبهنا الى هشاشة الوضع الامني وطالبنا مرارا وتكرارا بضرورة اعادة النظر بالملف الامني والتدقيق بأهلية الاجهزة الامنية واساليبها المعتمدة ولكن دون جدوى ولست ادري متى يتواضع المسؤولون عن ادارة الملف الامني ويقرّون بفشلهم ويتركون هذا الامر لغيرهم من اجل حماية العراقيين من عناصر اجرامية ثبت ان الاجراءات المتخذة ضدهم لم تكن كافية لردعهم وكف اذاهمquot;.
وعبر عن الخشية من ان تكون هذه الهجمات ذات ابعاد طائفية وسياسية والمطلوب منها ان تشحن النفوس وتثير الاحقاد وتزرع الفتنة وقال quot;لكن الامل معقود بالحكماء ان يفوتوا الفرصة على اعداء العراق وان لا تزيدهم مثل هذه الهجمات الا مزيدا من التلاحم الوطني والاخوة الوطنية وان يستعجل الجميع امر تشكيل الحكومة لأن في هذا التأخير تعطيل للاصلاح والتغيير وهو امر يدعو المواطن لقلق مشروعquot;.
اما رئيس الوزراء نوري المالكي فقال quot;ان الهجمات الارهابية الجبانة التي حدثت اليوم كان الهدف منها التغطية على النجاح الكبير الذي حققته الاجهزة الامنية بقتل زعماء الشر الارهابيين ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري ومحاولة لاثبات الوجود بعد الضربات القاصمة التي تلقاها هذا التنظيم وان هذا النتظيم الخبيث خطط منذ البدء لاثارة الفتنة بين ابناء الشعب العراقي ويحاول اليوم استغلال الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد ،والاجواء التي هيأتها بعض الابواق المأجورةquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.
واضاف quot;ان العصابات الارهابية التكفيرية ارتكبت اليوم جريمة اخرى من جرائمها التي تستهدف تفتيت الوحدة الوطنية واثارة الفتنة الطائفية والعودة بالبلاد الى اجواء القتل على الهوية من خلال الاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس كما كشفت ذلك التحقيقات والوثائق التي عُثرعليها مؤخرا في مدينة الثرثار اثر مقتل البغدادي والمصريquot;.
ودعا quot;الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية المخلصة الى التمسك بالوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على الحلف البعثي التكفيري ومواصلة دعم قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية في جهودها لفرض الامن والاستقرار، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الثقة بقواتنا الامنية في ما يخدم مخططات عداء العراق وشعبهquot;.
وقبل ذلك دعا الرئيس العراقي جلال طالباني القوى السياسية المختلفة الى توحيد كلمتها في مواجهة الارهاب وتكريس خطابها السياسي والاعلامي للتنديد بعملياته وفضح مرتكبيها ومن يقف وراءها.
وقال طالباني في بيان صحافي اليوم تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه ان quot;دماء العراقيين الابرياء الزكية سالت اليوم في بيوت الله وشوارع المدن، فقد استهدفت القوى الارهابية بيوت الله والمدنيين الابرياء في المساجد وشوارع بغداد والرمادي غير آبهة بحرمة يوم الجمعة المباركquot;.
واضاف quot;أن هذه الجريمة النكراء تأتي في اعقاب الانتصار الكبير الذي تحقق بالقضاء على وكر ضم اكبر القيادات الإرهابية واثر سلسلة عمليات ناجحة أدت الى ايقاع خسائر فادحة بالقوى الظلامية الغاشمةquot;.
وقال طالباني quot; إن تمكن الفلول الارهابية من ارتكاب المزيد من الجرائم يعني ان على اجهزتنا الامنية وكل مؤسسات الدولة والمواطنين عامة ابداء المزيد من اليقظة والحذر لإحباط النوايا الاثيمة للارهابيينquot;. وطالب quot;القوى السياسية المختلفة الى توحيد كلمتها في مواجهة الارهاب وتكريس خطابها السياسي والاعلامي للتنديد بالجريمة وفضح مرتكبيها ومن يقف وراءهاquot; .وشدد على ضرورة quot;سد كل الثغرات الامنية والادارية والسياسية التي يمكن ان يستغلها الارهابيونquot;.
اما حازم الاعرجي الناطق باسم التيار الصدري فقد حمل الحكومة مسؤولية التقصير في حماية المصلين . واشار إلى ان الاجهزة الامنية العراقية تعرف ان مئات الالاف يؤدون صلوات الجمعة في بغداد لكنها لم تتخذ اي إجراءات جدية لمواجهة الارهابيين في وقت كان الجميع يتوقعون ضربات انتقامية لمقتل قادة القاعدة . وحذر من التيار الصدري سيبادر لحماية المساجد فيما اذا فشلت الحكومة في هذا الواجب.
وقد دعا التيار الصدري أتباعه في نداء اليوم الى عدم الإنجرار وراء ما وصفها مخططات المحتل وعدم استهداف أي جهة عراقية كرد فعل على التفجيرات التي استهدفت مصلين في مناطق من بغداد تعتبر معاقل لأنصار التيار الصدري معلنا الحداد ثلاثة أيام على ضحايا التفجيرات. وقال بيان لمكتب الصدر في بغداد quot; ان مكتب السيد الشهيد الصدر يدعو الجميع إلى عدم الانجرار خلف مخططات المحتل الغاشم، وعدم الاعتداء على أي جهة عراقية، فإن ذلك يصب في صالح المحتلquot;. واضاف أن تفجيرات اليوم quot;دليل إجرامي آخر على جرائم الاحتلال وأذنابه من النواصب والتكفيريينquot; محملا إياهم quot;المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكب في العراقquot;.
وقد شهدت بغداد والانبار اليوم عدة تفجيرات ادت الى مقتل 70 مواطنا واصابة 180 اخرين واعتقال عدد من منفذيها.
وقد انفجرت اربع سيارات مفخخة في مناطق الحرية والأمين والصدر والرحمانية في بغداد استهدفت مصلي الجمعة فيما يعتقد انها رد من تنظيم القاعدة عقب اعتقال وقتل قياداتها . واتخذت السلطات إجراءات مشددة عقب التفجيرات للحيلولة دون وقوع تفجيرات أو اعتداءات أخرى ولاسيما أننا نتوقع ارتفاع الوتيرة الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقد اكدت الشرطة عقب ذلك إلقاء القبض على الخلية المسلحة التي نفذت هذه التفجيرات اثر مداهمة وكر للمسلحين في منطقة حي الشهداء وسط الخالدية أسفرت عن اعتقال خلية مكونة من أربعة مسلحين مسؤولة عن تفجيرات اليوم.
يذكر ان القوات العراقية قد وضعت في حال تأهب مطلع الاسبوع الحالي اثر الاعلان عن قتل قائدي تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية وعدد اخر من قادة التنظيمين حيث تخشى السلطات من ردود فعل وعمليات انتقامية لعناصر التنظيمين بتنفيذ تفجيرات دامية كتلك التي شهدتها بغداد خلال الأشهر الاخيرة وادت الى مصرع حوالى ألفي شخص واصابة اكثر من ثلاثة آلاف اخرين.
حملات للتبرع بالدم
وقد اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي حملة تبرع للدم واستعداد مستشفياتها كافة لاستقبال جرحى التفجيرات التي حدثت في بغداد اليوم مجانا. وقال الناطق باسم الجمعية محمد الخزاعي ان جميع مكاتبنا في بغداد بدات حملة تبرع دم فورية وعدد كبير من ملاكاتنا موجود الان في مستشفيات مدينة الصدرquot;.
واضاف في تصريح quot; ان الجمعية ستقوم بزيارة المناطق المتضررة من الانفجارات لمساعدة عوائل الجرحى والشهداء بالمساعدة الممكنة والسريعةquot;.
من جهتها اطلقت القيادات الأمنية في بغداد نداءات استغاثة حثت فيها العناصر الأمنية على التبرع بالدم حيث إن أغلب مستشفيات العاصمة باتت تعاني أزمة حرجة بعيد التفجيرات التي وقعت اليوم وتمثلت بنقص كبير في احتياط الدم للمصابين وخلوها من اغلب الكوادر الطبية.
وقالت مصادر طبية ان أزمة حرجة تعصف حاليا بمستشفيات بغداد لاسيما مدينة الطب اثر التفجيرات التي وقعت في بغداد وأعداد الجرحى الكبيرة التي فاقت إمكانياتهاquot;. واوضحت أن اغلب تلك المستشفيات تعاني نقصا حادا في الدم وتشهد غياب اغلب كوادرها الطبية الذين يتمتعون بإجازة يوم الجمعة .
عبد المهدي يؤكد أن لقاء علاوي والمالكي سيعجل بالحكومة
اكد نائب رئيس الجمهورية القيادي في الائتلاف الوطني العراق عادل عبد المهدي اهمية اي لقاء يجري ثنائيا او جماعيا بين القوائم الفائزة او غير الفائزة مرحبا باجتماع مقترح بين زعيمي كتلة العراقية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي وائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال عبد المهدي حول تقارير اشارت الى لقاءات مرتقبة بين علاوي والمالكي وقائمتي العراقية ودولة القانون لتشكيل الحكومة إن quot;لهذا اللقاء اهمية خاصة لان العراقية والقانون تشكلان اكثر من نصف مجلس النواب وان الاتفاق بينهما قد يساعد في الاتفاق مع بقية القوائم والاسراع في تشكيل الحكومة quot;. واضاف ان quot;هذه اخبار طيبة وايجابية فنحن مع أي لقاء يجري ثنائياً او جماعياً بين القوائم الفائزة او غير الفائزةquot;. واشار في تصريح بعث به مكتب رئاسة الجمهورية الى quot;ايلافquot; ان لهذا اللقاء اهمية خاصة لان العراقية والقانون قائمتان تشكلان اكثر من نصف مجلس النواب وان الحوار بينهما سيساعد في توفير اجواء التوافقات المطلوبة مع بقية القوائم وفي الاسراع بتشكيل الحكومة واخراج البلاد من ازمة هي في اشد الحاجة للخروج منها. واوضح ان مثل هذه الاجواء من شأنها ان تساعد في تحسين الحالة الامنية وازالة الحساسيات والخطوط الحمراء بين القوى السياسية للانفتاح عليها جميعاً من دون محوريات وبما يشكل قاعدة واسعة للعمل على تصفية الارث الثقيل للنظام الاستبدادي السابق من جهة والممارسات الخاطئة لمرحلة ما بعد التغيير من جهة اخرى.
واضاف عبد المهدي ان quot;كل ذلك من اجل تعزيز الايجابيات والنظام الديمقراطي وليصبح الدستور والقانون هو الغطاء الذي يستظل به الجميع في ادارة حكومة راشدة قوية تخدم الشعب وتبني المؤسسات وتعمل على تحسين اوضاع المواطن الذي بقي هو الضحية الاولى والاخيرة لكل ما جرى ويجري من امور مؤلمة اعادت البلاد عقوداً عديدة الى الوراءquot;.. كذلك من شأن ذلك كله quot;ان يحقق للعراق مكاسب اقليمية ودولية خصوصاً اذا ما انفتح على دول الجوار بدون أي استثناء واذا ما طور جسور الاتصال والصداقة مع كل من يرغب في صداقة العراق والتعاون معه بما يحفظ سيادة العراق واستقلاله ويمنع أي تدخل في شؤونه الداخليةquot;.
وفي وقت سابق اليوم أعرب علاوي عن استعداده للقاء المالكي في اي وقت موضحا انه في انتظار رده على اقتراح هذا اللقاء.
وأكد علاوي في تصريحات نشرت في لندن اليوم أنه مستعد للتحالف مع ائتلاف المالكي من دون التخلي عن حق القائمة العراقية الدستوري في تشيكل الحكومة واصفاً حكومة الشراكة بأنها quot;مصطلح الطف لحكومة المحاصصةquot; . وقال ان الرسائل التي اوصلها قياديو القائمة العراقية إلى المالكي تتلخص بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة جامعة قدر الإمكان لكل القوى السياسية حتى غير الفائزة في الانتخابات . وأضاف quot; ابلغنا الأخ المالكي اننا منفتحون على الجميع وأكدنا ان قرار المحكمة الاتحادية المتعلق بالكتل الأكبر كان مجرد رأي لقاض واحد وأن الحق الدستوري في تشكيل الحكومة هو للقائمة العراقية وأكدنا ايضاً ضرورة تنقية الأجواء السياسية التي اصبحت غير قادرة على تحقيق اي تقدم لأن التجاوزات وسياسات الإقصاء والتهميش تجاوزت الحدودquot;. لكنه اشار قائلا quot;اننا لم نسمع رأي المالكي بهذا الاقتراح حتى الآنquot; . ونفى علاوي الذي حصلت كتلته على 91 مقعداً نيابيا ان يكون هناك اتفاق على تقاسم الرئاسات بين قائمته ودولة القانون في حال تحالفهما لتشكيل كتلة برلمانية من180 نائباً.
وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم قد قطع التكهنات واستبق اجتماعات الكتل بمقترح تقديم ثلاثة مرشحين من كل من الائتلافين الشيعيين لمنصب رئيس الوزراء وهو المقترح الذي يصطدم برفض قائمة المالكي التي تتمسك بمرشح وحيد هو المالكي نفسه.
وقال الحكيم في تصريحات صحافية quot;من الصعوبة تولي إياد علاوي أو نوري المالكي رئاسة الحكومة المقبلة بسبب وجود اعتراضات من معظم الكتل السياسيةquot;. غير أن مراقبين ومحللين سياسيين يرون أن الذي سيحدث خلال الأيام المقبلة لا يمكن التكهن به إلا أنه قد يحمل مفاجآت ومن بينها اختيار شخصية توافقية ربما تكون غير فائزة بالانتخابات أو قد تشهد الفترة المقبلة انسحابات أو تفكك بعض الكتل بسبب إغراءات بمناصب الأمر الذي قد يفرز مرشحا مجهولا لرئاسة الوزراء.
لكن القيادي في القائمة العراقية أسامة النجيفي قال quot;هناك لقاء سيجمع قريبا بين علاوي والمالكي فليس هناك خلاف عميق بين الرجلين بل اختلاف في بعض وجهات النظر وقريبا جدا سيتحقق اللقاء ولم يتبق لتحقيقه إلا تحديد موعده ومكانهquot;.
التعليقات