دمشق تكشف أوراقها وتعلن عن مفاجآت تنتظر تل أبيب

في أعقاب التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن نقل شحنات جديدة من الأسلحة السوريّة إلى حزب الله، أكد تقرير أميركي أن سفيرة الولايات المتحدة في لبنان إلتقت عددًا من المسؤولين اللبنانيين الأسبوع الماضي في إطار مهمّة تهدف إلى تجنّب إندلاع حرب في المنطقة.

القاهرة: يؤكد تقرير نشرته مجلة السياسة الخارجية الأميركية quot;فورين بوليسيquot; تحت عنوان quot;طاقم أوباما يعمل من أجل تجنب حرب شرق أوسطية جديدة وسط تشوّش حول النوايا السوريةquot;، أن سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، ميشيل سيسون، إلتقت مسؤولين لبنانيّين يوم الأربعاء الماضي، بهدف حث لبنان على المساعدة في تجنّب اندلاع موجة جديدة من العنف بين إسرائيل وحزب الله.

وتمضي المجلة في هذا الإطار لتشير إلى أنّ سيسون، التي تتميز بطابعها الاجتماعي وحبّها لعملها في قطاع الخدمة الخارجية، قد تم تكليفها للقيام بتلك المهمة الصعبة، وهي المتعلقة بحثّ اللبنانيين على القيام بكل ما بوسعهم، لتجنّب نشوب حرب، والعمل في الوقت ذاته على إقناعهم بأن مشاعر القلق الأميركية والإسرائيلية حول صفقات نقل الأسلحة السورية المزعومة، ينبغي أن تؤخذ على محمل الجدّ.

وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول صحّة ما تناولته بعض وسائل الإعلام العربية حول حقيقة ما دار في الاجتماع، تنقل المجلة عن اثنين من مسؤولي الإدارة الأميركية، على مقربة من القضية، تأكيداتهم على أن الاجتماع قد حدث بالفعل، لكن دون أن يتم نشر صور، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة لم توقف هجومًا إسرائيليًّا وشيكًا على قوافل شاحنات من الأسلحة كانت متوجهة إلى حزب الله، وفقًا لتقارير تحدثت عن أن السفيرة الأميركية أخبرت المسؤولين اللبنانيين بأن الولايات المتحدة قد أثنت إسرائيل عن توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد تلك القوافل.

وتابعت في هذا السياق بنقلها عن أحد هذين المسؤولين، قوله: quot;لم يكن الإسرائيليون على استعداد لإطلاق النار على أي شيء. ولم يسبق لهم أن وصلوا لتلك المرحلة التي يقولون فيها (نحن ماضون في طريقنا لإطلاق النار على شيء ما).

وفي مرحلة ما، ستكون هناك بالطبع احتمالية لظهور رد فعل إسرائيلي ndash; حتى وإن كان كارثيًا. وبغض النظر عن ذلك، ترى المجلة أن ما أثير من جدل حول اجتماع سيسون بالمسؤولين اللبنانيين يعكس حقيقة الأجواء شديدة التوتر التي تشهدها المنطقة، في أعقاب التقارير الإعلامية التي تحدثت عن نقل شحنات جديدة من الأسلحة السورية، التي يُرجح أن يكون من بينها صواريخ سكود، إلى حزب الله ndash; وهي التوترات التي تبذل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، سلسلة من الجهود، في محاولة لإخمادها.

وواصل المسؤول حديثه مع المجلة بالقول: quot;كانت الرسالة التي نقلتها سيسون في هذا الاجتماع هي الرسالة نفسهاالتي تبعث بها الولايات المتحدة إلى جميع الأطراف، وهي (إن نشوب حرب الآن خطوة لن تصبَّ في صالح أحد). ويمكنني القول إن ما تشهده الأحداث الآن هي لعبة ردع ويقوم كل جانب ببناء قدرات الردع الخاصة به. وفي الوقت الذي يتحضّر فيه كل من الإسرائيليين وحزب الله لخوض غمار الحرب، فإن خطورة أي اندلاع فعلي للقتال تمنع كلا الجانبين من بدء المعركة، حتى الآنquot;.

ويضيف المصدر بقوله: quot;يحظى ذلك الردع بنوع من أنواع الفاعلية. ويتمثل الجانب السلبي المتعلق بخطر تراكم الأسلحة في أن أي خطأ في الحسابات من شأنه أن يبدأ صراعًا مفتوحًا، سيؤدي إلى التعجيل بحرب واسعة النطاق، يكون من المستحيل التنبؤ بعواقبها. ومن وجهة نظري الشخصية، فإني أرى أن الرغبة ما زالت متوافرة لدى حزب الله في الأخذ بالثأر لقائده العسكري، عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل العام 2008 ، ويرى في شنه نوعًا من أنواع الهجوم الدراماتيكي على إسرائيل وسيلة لتحقيق ذلك. وأعتقد أن حزب الله لا يريد أن يظهر على اعتبار أنه من أطلق الطلقة الأولى التي يمكنها أن تؤدي إلى أعمال انتقامية مدمرة من قِبل إسرائيل.

لذا يحاول الحزب أن يستدرج الإسرائيليين إلى بدء الصراع. وفي المقابل، يدرك الإسرائيليون أنهم يتعرّضون لعملية استدراج، وهم الآن يبذلون قصارى جهدهم لمقاومة ذلك في الوقت الذي يحذّرون فيه واشنطن من أن أعمال العنف قد لا يمكن تجنّبها في مرحلة ما. ويعرف الإسرائيليون أنهم بمجرد أن يبدؤوا الهجوم، فإنهم سيمنحون بذلك كل العذر الذي يحتاج إليه مسؤولو حزب الله لشن حرب واسعة النطاقquot;.

وفي ما يتعلق بالسبب الذي يقف في حقيقة الأمر وراءقيام سوريا بمثل هذا الدور غير المفيد، يقول المسؤول نفسه:quot;هذا هو السؤال الذي تبلغ قيمته مليون دولارquot;. ثم تؤكد المجلة في السياق نفسه على أن إدارة أوباما لا تفهم النوايا السورية، وتشير إلى وجود ثلاث نظريات أساسيّة داخل الإدارة حول الأسباب التي تقف وراء استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في تصعيد شحنات الأسلحة إلى حزب الله على الرغم من التحذيرات الأميركية.

أوّلها، أن تلك هي الطريقة التي يلعب من خلالها الرئيس الأسد بقسوة مع الإسرائيليين قبل المفاوضات الإسرائيلية السورية.

ثانيها، أن الأسد لا يرى مصلحة في التواصل مع الأميركيين أو التفاوض مع إسرائيل على الإطلاق. وثالثها، ذلك التحليل الأكثر دقة الذي يصور الأسد على أنه رجل في مأزق.

وتختم المجلة الحديث بنقلها عن المسؤول نفسه قوله:quot; نحن لا نفهم النوايا السورية. ولا يفهما أحد، وإلى أن نتوصل لإجابة على هذا السؤال، لن نتمكن مُطلقًا من الوصول إلى جذور المشكلةquot;. وتعقيبًا من جانبه على التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، والتي قال فيها quot;إن مزاعم صواريخ سكودا تُذكِّر بمزاعم أسلحة الدمار الشامل التي استخدمت ضد صدام حسينquot;، وإنها quot;ذريعة لتهديد بلديquot;، قال المسؤول الأميركي: quot;يشعر الحريري بالخوف من أن تتسبب حرب أخرى في تمزيق بلاده، وإن كان يعني ذلك إنكاره عمليات نقل الأسلحة أو أيًا كان من العمليات، فإنه سيفعل ذلك. فهو يحاول يائسًا إنقاذ بلاده من هلاك مطلقquot;.