بانكوك: قال الجيش التايلاندي اليوم الخميس انه سيكثف جهوده لمنع المحتجين المناهضين للحكومة من جلب المزيد من الاسلحة وذلك بعد يوم من مقتل جندي في أحدث اشتباك في حملة مضى عليها سبعة اسابيع تسعى لفرض انتخابات مبكرة.
وأذكى العنف مخاوف من مزيد من الاضطرابات وهو ما قد تقوض ثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا. ومن المنتظر ان ينشر البنك المركزي توقعات للنمو في وقت لاحق من يوم الخميس. وقالت مصادر حكومية ان ثلاثة اشهر اخرى من الاحتجاجات قد تقتطع 0.64 نقطة مئوية من توقعات النمو الاقتصادي في 2010 البالغة 4.5 بالمئة.
وانخفضت اعداد السياح القادمين الى مطار سوفارنابهومي في بانكوك بحوالي الثلث منذ تفجر العنف. وتشكل السياحة 6 في المئة من اقتصاد تايلاند وتوظف 15 بالمئة من الايدي العاملة. وبعد مكاسب قوية في فبراير شباط ومارس اذار تراجعت سوق الاسهم في تايلاند بأكثر من 3 بالمئة في ابريل نيسان مقارنة مع زيادة بلغت 1.8 بالمئة في الاسواق الاسيوية خارج اليابان.
وقال متحدث باسم الجيش quot;سنواصل محاولة فصل الابرياء عن اولئك الذين يصرون على العنفquot; رغم انه سلم بانها ليست مهمة سهلة خصوصا وان محتجين كثيرين لم يعودوا يرتدون قمصانهم الحمراء المعتادة حتى لا يلفتوا الانظار اليهم.
واجمالا قتل 27 شخصا واصيب حوالي 1000 في احدث ازمة بين المحتجين الذين يطالبون بانتخابات مبكرة وبين حكومة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا التي يدعمها الجيش. وتلاشت الامال في نهاية للازمة عن طريق التفاوض في مطلع الاسبوع عندما رفض أبهيسيت اقتراحا للمحتجين لاجراء انتخابات في غضون ثلاثة اشهر قائلا انه لن يتفاوض في وجه التهديدات.
هذا وفتحت القوات التايلاندية النار على متظاهري quot;القمصان الحمرquot; أمس الاربعاء خلال مواجهات على احدى الطرق السريعة في ضواحي شمال بانكوك مما ادى الى مقتل جندي واصابة 18 شخصا بجروح. ورشق المتظاهرون بالحجارة الجنود ورجال الشرطة الذين اغلقوا الطريق امام قافلتهم على احدى الطرق السريعة باتجاه وسط المدينة حيث يحتشدون منذ اسابيع للاطاحة بالحكومة.
وردت الشرطة باطلاق النار في الهواء وباتجاه المتظاهرين مباشرة، بعد ان امتدت المواجهات بين الجانبين الى خارج القاعدة المحصنة التي يتجمع فيها المتظاهرون في الوسط التجاري للمدينة. وياتي حادث اليوم في سلسلة حوادث سفك الدماء في العاصمة التايلاندية حيث قتل 27 شخصا واصيب نحو الالف هذا الشهر في اسوأ اعمال عنف سياسية تشهدها البلاد منذ نحو العقدين.
ويتهم متظاهرو quot;القمصان الحمرquot;، الذين ينادون بانتخابات فورية لاختيار بديل لرئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، الجيش باستخدام quot;اسلحة تستخدم في الحروبquot; ضد المتظاهرين، وقالوا ان الجندي قتل بنيران الجيش.
واندلعت الاشتباكات في شمال العاصمة بالقرب من مطار quot;دون مويانغ الدوليquot; ثاني اكبر مطار في تايلاند والذي يبعد نحو 25 كلم من مكان الاحتجاج ويستقبل الطائرات المستاجرة والرحلات الداخلية. وفي وقت سابق من الاربعاء خرج نحو الفي متظاهر من مكان الاعتصام في شاحنات بيك اب صغيرة وعلى الدراجات النارية متوجهين الى شمال العاصمة الخاضعة لاحكام الطوارئ.
وقال احد قادة المحتجين ويدعى ناتاووت سايكوار من معقل الاحتجاج quot;بدا المشهد وكانه حرب. انهم يقاتلون اشخاصا عزلquot;. واضاف ان quot;الحكومة تريد ان تجرنا الى هناك حتى تتمكن من الحضور هنا وتفريقناquot;، محذرا من ان القمصان الحمر quot;مستعدون للقتال حتى الموتquot;.
وحصن المتظاهرون الحمر الذين جاء معظمهم من مناطق تايلاند الريفية الفقيرة والطبقة العاملة، دفاعاتهم باطارات الشاحنات واعواد الخيزران استعدادا لحملة قمع تشنها قوات الامن. وفي زيادة للضغوط على رئيس الوزراء، وافقت المحكمة الدستورية على الاستماع الى توصيات جهاز انتخابي لحل الحزب الحاكم بسبب اتهامه باساءة استخدام الاموال، حسب مسؤول في المحكمة.
التعليقات