عن انتخابات بيروت والبقاع البلدية تحدثت إيلاف إلى كل من النائبين تمام سلام وعمار الحوري وسألتهما عن تقييمهما لها، وهل صحيح أن تيار المستقبل ربح في بيروت وخسر في البقاع وكذلك عن السجال الذي حصل خلال الانتخابات بين النائب عمار الحوري ووزير الداخلية زياد بارود.


ريما زهار من بيروت: بعد انتهاء انتخابات بيروت والبقاع البلدية، يطرح السؤال من كان الرابح الاكبر في هذه المعارك، وهل صحيح ان تيار المستقبل ربح في بيروت وخسر في البقاع؟ وماذا عن السجال بين النائب عمار الحوري ووزير الداخلية زياد بارود وهل صحيح ما عنونته احدى الصحف انه اتى كردة فعل على خسارة المستقبل للبقاع؟

يعتبر النائب عمار الحوري في حديثه لإيلاف ان الانتخابات البلدية في بيروت هي انتصار للديمقراطية ولتداول السلطة ولحماية الدستور في المقابل في بيروت حيث أكد جمهور 14 آذار/مارس خياراته التي كان قد قالها في الانتخابات النيابية في الـ 2009، وجدد التعهد، وهذا لا ينفي وجود اقلية تعبر عن رأيها في المقلب الآخر، على مستويات مختلفة هناك نتائج متنوعة في البقاع، في زحلة الواضح ان ايلي سكاف استعاد جزءًا مما خسره في انتخابات 2009، في المقابل هناك نتائج ملفتة في منطقة الهرمل الذي خسر فيها تحالف امل وحزب الله مقابل تحالف العائلات، في المحصلة هي ظاهرة ديمقراطية.
هل يمكن القول ان تيار المستقبل ربح في بيروت وخسر في البقاع؟ يجيب:quot;غير صحيح، معركة زحلة كانت ضمن مكونات المدينة، نحن لسنا في نظام شمولي ولا نسعى الى نسبة 99%، بل الى اكثريات عادية في نظامنا الديمقراطي.

وردًا على سؤال بأن احدى الصحف عنونت ان السجال بينك وبين وزير الداخلية زياد بارود كان نتيجة خسارتكم في البقاع وجاء ردة فعل وفشة خلق؟ يجيب: quot;هو تفصيل لا يستحق التعليق، كان ردنا على وزير الداخلية في نقطتين اساسييتن الاولى حين تحدث عن مستوى انخفاض الإقتراع في بيروت، بخاصة ان نسبة الاقتراع في المحصلة بلغت 24,8 % في بيروت بينما في الانتخابات البلدية في ال2004، بلغت 23% والانتخابات البلدية في المدن عادة الاقبال فيها غير مرتفع، واعتراضنا كان على كلام في لحظة وطنية جامعة، وكنا نتحدث عن انتصار المناصفة بين المسيحيين والمسلمين والعيش المشترك ووحدة العاصمة، اتى كلام بارود خارج السياق، والإعتراض الثاني حين قال ان عدم وجود النسبية هو الذي ادى الى انخفاض نسبة الاقتراع، وانا اسأل في البقاع نسبة الاقتراع كانت 49% فهل السبب نظام النسبية؟ من جهة اخرى نعتبر ان الوزير من حقه ان يعطي رأيه ساعة يشاء لكن اعتبرنا ان المؤتمر الصحفي للوزير كان يجب ان يرتبط بلغة الارقام وليس التحليل في لحظة وطنية جامعة.

ولدى سؤاله هل جرى الاتصال في ما بينكما لتوضيح السجال؟ يجيب:quot; عبرنا عن وجهة نظرنا وهو ايضًا، ونعتبر ان الامور انتهت عند هذا الحد، وهذا لا يمنع ان الإحترام الشخصي موجود، ونهنىء وزارة الداخلية على ما قامت به، وعلى انجاز يوم انتخابي ناجح بامتياز.

سلام
يقول نائب بيروت تمام سلام لإيلاف ان الانتخابات البلدية في بيروت جرت في اجواء مريحة، ومنضبطة، ولم تجر فيها ما يشيب هذه الانتخابات، في البقاع يبدو ان الانتخابات ايضًا مرت على خير، في بيروت لا شك كما كنا نتوقع فان الإقبال على هذه الانتخابات اتى في غياب المنافسة، والمرشحين في غياب اللائحة التي تم التوافق عليها من غالبية الأفرقاء كان بديهي ألا تشهد حماسًا وتصويتًا كثيفًا ولكن مقارنة بالانتخابات التي سبقتها منذ ست سنوات، يبدو ان الإقبال تجاوز ما جرى حينها. ولدى سؤاله انه تم الحديث عن نسبة خفيفة وعدم إقبال البيروتيين على التصويت؟ يجيب:quot;ليست خفيفة مقارنة بالماضي، وجاءت تؤكد ان البيروتيين وعوا تمامًا أهمية القيام بدورهم، ونسبة 25% مع غياب المنافسة ليست ضئيلة ابدًا، وتم انجاز كبير بفوز اللائحة بكل اعضائها وبمسافة كبيرة عن اي مرشح آخر، وتم إحقاق ما نتمسك به من مناصفة في بيروت في غياب ضوابط طائفية.

ولا شك انه بالنسبة لما قيل على لسان وزير الداخلية زياد بارود ان قلة التصويت في بيروت يعود الى النظام الاكثري، برأيي قوله هذا غير صحيح، وانا ضد النسبية في الانتخابات البلدية ويجب اعتمادها في التشريعية، ولم يكن الوقت والمكان المناسب ان يقول ما قاله، له الحق دائمًا في ما يقول بالطبع.
بمعنى ان اعتراض النائب عمار الحوري كان يعرب عن رأي تيار المستقبل عمومًا؟ يجيب:quot;كلنا عندما سمعنا وزير الداخلية يخرج عن عرضه الموضوعي في الانتخابات للترويج لرأيه هو، ادركنا بانه ليس الوقت والمكان المناسب لذلك.

وردًا على سؤال بان احدى الصحف عنونت بان ما قاله النائب عمار الحوري كان ردة فعل على خسارة المستقبل في البقاع، واتى كفشة خلق بالوزير بارود؟ يجيب:quot;عندما اعلن النائب الحوري موقفه لم تكن بعد نتائج البقاع قد ظهرت، وليس لذلك اي علاقة، اما بالنسبة لانتخابات البقاع فان اللافت للنظر في زحلة تمكن ايلي سكاف ان يستعيد موقعه فيها، وهذا لم يكن خارج الحسبان.
بالنسبة للبقاع الغربي يبدو كذلك فوز مرشحي المعارضة اذا صحت التسمية، وهذا ايضًا يعود الى طبيعة الانتخابات.

ولدى سؤاله اذا اعتبرنا ان هناك خسارة في البقاع لتيار المستقبل، كيف ستعملون مستقبلاً لتجنبها؟ يجيب:quot; على تيار المستقبل ان يراجع حساباته، وكل بعد الانتخابات عليه ان يراجع حساباته ان كان رابحًا او خاسرًا، فالانتخابات تفرج عن معطيات كثيرة ليس بالامكان التعامل معها كل يوم، وهي فرصة لتقديم حسابات ومراجعتها.

وردًا على سؤال ماذا افرزت الانتخابات البلدية ومن خسر بالفعل ومن كان الرابح الاكبر؟ يجيب:quot;لا شك ان الرابح الاكبر هو لبنان الذي مارس الديمقراطية في شتى الظروف، ولا يتأخر عن ترويجها، وهذا برأيي فوز كبير.

وقد مضى الجميع بهذه الانتخابات على الرغم من التشكيك الذي رافق ذلك وكل الاخذ والرد، الى حد انه اعتقد بعضهم انه لن يكون هناك انتخابات، وذلك لا بد انه مناسبة للتأكيد ان القيام بالانتخابات مهم جدًا بغض النظر عن النتائج.