نجحت وساطة الرئيس السنغالي عبد الله واد في الإفراج عن الجامعية الفرنسيةquot; كلوتيلد رييسquot; التي كانت معتقلة في طهران .

أعرب الرئيس السنغالي عبد الله واد، الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أمس عن سروره للإفراج عن الجامعية الفرنسيةquot; كلوتيلد رييسquot; التي كانت معتقلة في طهران .

وذكر الرئيس السنغالي أن عملية الإفراج تمت نتيجة وساطة قام بها وتابعها شخصيا منذ شهر سبتمبر (إيلول) الماضي.
ووصفت وثيقة رسمية صادرة عن الخارجية السنغالية الخطوات التي قطعتها عملية التفاوض الصعبة بين العواصم الثلاث ولحظات التأزم .

وقد اعتقلت quot;كلوتيد رييسquot; مطلع يوليو (تموز) 2009، في طهران على خلفية اتهامها بالتجسس، إذ نسب إليها تصوير مواقع مصنفة على أنها حساسة، إضافة إلى التقاط مشاهد من المظاهرات التي اندلعت يوم 12 يوليو 2009 احتجاجا على نتائج الانتخابات.

وفي شهر اكتو بر 2009 وأثناء زيارة قام بها الرئيس السنغالي لإيران، أثار مع نظيره الإيراني، احمدي نجاد، ملف المحتجزة الفرنسية، بعدما استعرضا العلاقات الثنائية بين بلديهما .

وخلال تلك المحادثات لمح الرئيس الإيراني إلى احتمال إطلاق سراح الفرنسية، وفق شروط خاصة

وفي 18 اكتو بر 2009، وخلال استقبال جرى بمقر الإقامة التابعة للسفارة السنغالية في باريس، أبلغ رئيس الجمهورية، كلود غينا، الأمين العام لقصر الإليزيه، الذي كان مرفقا بالسفير اندريه بارانت.، بفحوى مباحثاته مع الرئيس الإيراني، حيث تمت الإشادة بالمبادرة السنغالية وطلبت باريس من، دكار، مواصلة مساعي الوساطة.

وفي يوم 22 اكتو بر 2009 . قابل ماديكي نيانغ، وزير الدولة السنغالي، كلود غينا، في باريس ، على الساعة الواحدة ظهرا، لمناقشة ملف المعتقلة الفرنسية حيث عبر، أمين عام قصر الإليزيه ، مجددا عن رغبة بلاده في أن تساهم السنغال في إيجاد حل سريع للقضية.

وقد قام وزير الدولة السنغالي، نيانغ، ما بين 10 و12 نوفمبر 2009، ، بزيارة رسمية لطهران، واستقبل من طرف رئيس الجمهورية احمدي نجاد، الذي أكد على مبدأ تحرير المعتقلة ، قائلا أنه سيناقش مع الرئيس واد، ترتيبات الإفراج عنها

وفي يوم 12 نوفمبر 2009، طلب الرئيس واد، من الرئيس، ساركوزي، أن يوفد إليه مبعوثا خاصا لأنه يريد أن ينقل إليه رسالة هامة.

وفي يوم 13 نوفمبر2009، وصل السفير، اندريه بارانت، إلى دكار، مساء على متن رحلة خاصة حيث استقبل على الفور من طرف رئيس الجمهورية لأكثر من ساعتين، بحضور وزير الدولة السنغالي نيانغ، وكريم واد. وتم إخبار الرئيس بمضمون المباحثات مع السلطات الإيرانية ورغبتها في الإفراج العاجل عن quot;رييسquot; وسجل ذلك السفير، اندريه بارانت، الذي أعلن بمجرد عودته إلى باريس أن فرنسا ترغب في أن يوقف السنغال وساطته.

وخلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإيراني، للسنغال مرفقا بزوجته يومي 26و 27 نوفمبر 2009 . لم تثر قضية quot;كلوتيلدquot; بناء على الطلب الفرنسي.

و تمت إثارة الملف مجددا يوم 26مارس 2010. حين تقابل وزير الدولة كريم واد، مع، كلود غينا، في الإليزيه، quot;كلوتيلدquot; على هامش نقاش شمل عدة قضايا. وإثر ذلك صرح، كولد غينا، أن جميع المحاولات قد فشلت بما فيها تلك التي قام بها السفير، دافيد ليفيت، رئيس quot;خلية quot;إفريقيا في قصر الإليزيه، ثم طلبت مجددا وساطة الرئيس السنغالي وأعطي الضوء الأخضر لدكار، لتعاود اتصالاتها بطهران.

كما أوفد الرئيس واد، ما بين يوم29 مارس وفاتح إبريل 2009،، وزير الدولة كريم واد، إلى طهران برفقة المحامي، روبير بروجبل. حيث رحب الرئيس الإيراني، بعودة السنغال لمباشرة ملف quot;كلوتيلد quot;وقال إنه لم يفهم أسباب انسحابه من هذا الملف، مؤكدا إرادة إيران تسعى لتحرير quot;كلوتيلدquot; بناء على إلحاح الرئيس واد.


وقام الرئيس الإيراني على الفور بإبلاغ وزير خارجيته، منو شهر متقي، الذي كان في مهمة رسمية بتونس والغابون، لكي يتصل بالسلطات السنغالية من أجل ضبط ترتيبات الإفراج عن quot;كلوتيلدquot;.

وبتاريخ 2 إبريل2010. قابل وزير الدولة كريم واد، في طريق عودته من إيران، كلود غينا، بقصر الإليزيه، للإخبار بتطور المناقشات.

وبموازاة ذلك، غير وزير الخارجية الإيراني، برنامج زياراته وتوجه على الفور إلى دكار، ليلة 3 إبريل 2010. حيث استقبل في اليوم الموالي من طرف رئيس الجمهورية ثم عقد جلسة عمل مع وزيري الدولة، نيانغ وكريم واد.

هذا وقد تم إيفاد الوزير واد يوم 6 إبريل 2010 مجددا إلى باريس، لمقابلة كلود غينا، وإخباره بالتطور الإيجابي الحاصل في الملف. وبعد شهر من المساومات، بين دكار وباريس وطهران، وصلت رئيس الجمهورية السنغالي، رسالة من نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أتاحت توصل المفاوضات إلى نتيجة .

وقد طلب وزير خارجية إيران يوم 11 مايو 2010، من وزير الدولة السنغالي نيانغ، إبلاغ رئيسه بالقرار النهائي بالإفراج عن quot;كلوتيلد رييس quot; بناء على الترتيبات المتفق عليها. وبعد أن حيا الوساطة السنغالية، طلب أن يتولى الرئيس واد، شخصيا بإبلاغ فرنسا هذا القرار.
وقد حاول الرئيس واد، يوم 11 مايو (الساعة 23030) حسب التوقيت الفرنسي،، دون جدوى الاتصال هاتفيا، بنظيره الفرنسي. وبسبب ساعة الليل المتأخرة، فقد استطاع الاتصال ب كلود غينا، ليخبره بالقرار السار الذي اتخذته إيران بإطلاق سراح quot;كلوتيلدquot;.

ومن جهتها أجرت السلطات الإيرانية يوم الأربعاء 12 مايو، اتصالا بسفير فرنسا في طهران لتأكيد القرار وتنفيذه. ولذلك استعادت quot;كلوتيلد رييسquot; رسميا حريتها في الفترة ما بين 15 و16 مايو 2010، لتعود إلى فرنسا.
إلى ذلك حيا، كلود غينا ، أمين عام قصر الإليزيه، نجاح الوساطة السنغالية وشكر الرئيس السنغالي بحرارة. ولتلك الغاية سافر إلى طهران يوم 14 مايو 2010. الوزيران، ماديكي وواد، للإشراف على الترتيبات النهائية للإفراج
وفي اليوم التالي، تقابل وزيرا الدولة، نيانغ و واد، صباحا مع وزير خارجية إيران. وبعد ساعات قليلة، أعلن الرئيس الإيراني رسميا استعادة كلوتيلد حريتها

وقد أعرب الرئيس السنغالي عن امتنانه للمرشد الأعلى للجمهورية، وللرئيس الإيراني ولكافة السلطات على جهودهم ومثابرتهم
و من جانبه أعرب الرئيس واد، بنفس المناسبة عن ارتياحه للمستوى الممتاز لعلاقات الصداقة القائمة بين بلاده وفرنسا وعلى الثقة التي منحه إياها الرئيس ساركوزي .