تسبب رفع علم اليمن الواحد بنشوب مواجهات مسلَّحة بين الجنود الحكوميين والحراك الجنوبي.

صنعاء: تسببت سارية علم في محافظة الضالع اليمنية بنشوب مواجهات مسلحة بين الجنود الحكوميين وعناصر من الحراك الجنوبي الرافضين لرفع علم اليمن الواحد بعد أن انتشر علم دولة الجنوب السابقة بشكل كثيف في المحافظة.

الأمر لم يمر بسلام حيث سعت مجاميع مسلحة تابعة للحراك إلى إنزال العلم عدة مرات وأدى ذلك إلى مواجهات مسلحة مع أفراد الأمن التي أفشلت مساعي المسلحين وبقي العلم حتى اللحظة يرفرف في سماء الضالع التي ظلت طوال الأشهر الماضية حكرا على أعلام الجنوب .

وقامت السلطة المحلية بنصب علم كبير بطول ثلاثين مترا في واجهة قصر quot;الأمير شعفلquot; وهو المبنى الأثري الشهير والمطل على واجهة مدينة الضالع عاصمة المحافظة. كما رفعت أعلام اليمن الموحد على أسطح المباني الحكومية ومنازل المواطنين الموالين في عدد من أحياء مدينة الضالع. وأقيم حفل بمناسبة الوحدة في قاعة المجمع الحكومي وحضره محافظ المحافظة علي قاسم طالب وعدد من المسؤولين في المحافظة، وقام منظمو الحفل بتوزيع مئات من أعلام الجمهورية اليمنية على المشاركين.

موضة وعلم بـ 200 ألف دولار

فجأة أصبح العلم الوطني للجمهورية اليمنية في كل الأزقة والشوارع في العاصمة صنعاء، وعلى نوافذ السيارات وأبواب المحلات التجارية. لكن الأمر ليس كذلك في محافظة الضالع التي كانت تتبع محافظة لحج في الجنوب قبل قيام الوحدة اليمنية في 1990، إضافة إلى عدد من المدن مثل مدينة أبين ولحج.

تحاول السلطات إعادة الانتشار للعلم الوطني لليمن الموحد في ظل تواجد مكثف لعلم جمهورية الجنوب السابقة، حيث تعد هذه المحافظة أكثر المحافظات سخطا على النظام الحالي وهي التي تشهد قلاقل أمنية دائمة خصوصا من قبل عناصر ما يسمى بـ الحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال عن شمال البلاد.

ويقوم أبناء الضالع بإضافة مثلث أزرق ونجمة حمراء إلى الأعلام لتتغير إلى علم الجنوب السابق. وتقوم السلطات المحلية في محافظة عدن حاليا بإقامة أطول علم في العالم يرفرف في المدينة لمناسبة الذكرى العشرين لإقامة الوحدة اليمنية في 22 مايو المقبل، واحتفالا باستضافة خليجي 20، بكلفة تصل إلى 40 مليون ريال يمني (قرابة 200 ألف دولار).

العلم يجري حاليا تجهيزه بمواصفات عالمية دقيقة ومساحته الكبيرة التي تزيد عن مساحة ستة ملاعب كرة قدم سيحطم الرقم القياسي لأكبر علم وطني في العالم حالياً، ويتطلب لعرضه في محافظة عدن نحو 5000 مواطن، وسيتم رفعه تحت شعار (اكبر علم لأغلى وطن).

وتقول الحكومة إن رفع علم اليمن الموحد وبهذا الحجم quot;سيلفت الانتباه، وسيدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما سيظل يوجه صفعات متكررة للعناصر الانفصالية ويثير غضبها وحنقها كل ما رأته يرفرف خفاقا مرفرفا معلنا سمو الوحدة وانتصار رايتها وهزيمة أعدائهاquot;.

نصف مليون علم لمدارس العاصمة

إلى ذلك، دشن الأسبوع الماضي بأمانة العاصمة توزيع 500 ألف علم وطني للطلاب والطالبات في مختلف مدارس أمانة العاصمة صنعاء ضمن الاحتفال بفعاليات ما أسمي بـ quot;يوم العلم الوطنيquot; الذي تنظمه الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالأمانة وعموم مدارس محافظات الجمهورية.

ويشتكي أولياء أمور بعض الطلاب من إجبار المدارس للطلاب على حمل العلم الوطني وتم توزيع نسخ لهم من الأعلام والشارات التي تعلق في الصدور ومنع بعض الطلاب في بعضالمدارس ممن لايحملون تلك الشارات، وسيتم تسلم تلك الأعلام من الطلاب بعد احتفالات عيد الوحدة السبت القادم.

وقامت السلطات الأمنية برفع أعلام كبيرة الحجم عالية الارتفاع في مناطق العاصمة في حين انتشر الباعة المتجولون في كل الشوارع يبيعون الأعلام بمبالغ زهيدة. وكانت الحكومة تقدمت الأسبوع الماضي بمشروع قانون جديد للعلم الوطني لكن مجلس النواب رفضه.

يشار إلى أن العلم الحالي لليمن قد رفع في الـ 22 من مايو 1990 من قبل الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض إيذانا بقيام الوحدة بين الشطرين بحيث أزيلت النجمة من وسط العلم الشمالي الذي هو أحمر وأبيض وأسود وأزيل المثلث الأزرق والنجمة الحمراء من طرف العلم الجنوبي، ليصبح بثلاثة ألوان فقط أحمر، أبيض، أسود.