بانكوك: بعد اسبوع على اعمال العنف التي شكلت صدمة في البلاد، ما زال التايلانديون منقسمين، سواء في اطار العائلة او في مجال العمل او بين الاصدقاء، بين مؤيد quot;للقمصان الحمرquot; المعارضين للحكومة وبين مؤيد للسلطة.

وبين الاعمال الورقية والاتصالات الهاتفية، لا تستطيع الموظفات في مؤسسة للتجميل ان يحجبن حماستهن عندما يتحدثن عن الاحداث التي شهدتها البلاد في الفترة الاخيرة: احتلال المتظاهرين بانكوك طوال اسابيع وتفريق معسكرهم خلال هجوم للجيش واعمال الشغب والاضطرابات التي اسفرت عن 88 قتيلا.

وقالت سودا (45 عاما) ان quot;الشعب التايلاندي منقسم ايضا الى فريقين، فريق يؤيد الحمر وفريق يؤيد الحكومة. لذلك نتحدث عن هذا الموضوع هنا، كما نتحدث عنه في بيوتنا. لكن من الضروري ان ننتبه لأننا عندما نبدأ بالحديث نصبح عدوانيين، وذلك يمكن ان يتحول صداماquot;.

ومواقفهن محسومة بوضوح. فقد رافقن كل التطورات عن كثب في هذه المؤسسة الواقعة في quot;المنطقة الحمراءquot; سابقا التي اضطررن الى اخلائها الاسبوع الماضي في ذروة التوترات بين السلطة والمتظاهرين الذين كانوا يطالبون باستقالة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا.

اما مديرتهن فتحافظ على هدوئها ويقظتها، وتقول من مكتبها quot;استمع اليهن يتبادلن الحجج، ومن حسن الحظ يفعلن ذلك وهن يمزحنquot;.

وقد عمقت الازمة السياسية في المملكة الانقسامات التي يعاني منها المجتمع. فquot;القمصان الحمرquot; المتحدرون من الجماهير الريفية والشرائح الشعبية المقيمة في ضواحي العاصمة، يأخذون على النخب في بانكوك -قضاة وكبار الموظفين والعسكريون ورجال الاعمال- التي تدور في فلك القصر الملكي، احتقارها لهم ورفضها تقاسم عائدات النمو الاقتصادي معهم.

وغالبا ما تتباين الاراء، لكن الموضوع يتسم بالحساسية.

وقالت ابيرادي (31 عاما) الموظفة في شركة اعلانات، ان quot;معظم زملائي في المكتب يؤيدون السلطة. وانا لا اؤيد القمصان الحمر لكني لا ادعم اطلاق الحكومة النار على الناس. واتحاشى في المكتب ابداء رأيي، لأن من الصعب علي ان احافظ على تهذيبيquot;.

اما زميلتها وصديقتها الواقفة الى جانبها، فتكز على اسنانها. وقالت امورنشان (32 عاما) ان quot;الحكومة حاولت ايجاد حل، وفصل المتظاهرين الاشرار عن المتظاهرين الصالحين. لقد بذلت كل ما في وسعها، كان الامر صعبا، لم يكن لديها الخيارquot;. وحتى لا تتشاجران، قررتا الا تطرحا هذا الموضوع في استراحة الغداء.

وتقول بات (36 عاما) الموظفة في دار للنشر، ان الوضع يتعقد في اطار العائلة. فوالداها المتقاعدان والمتحدران من الطبقة الوسطى، كانا يدعمان المتظاهرين الذين يقول عدد كبير منهم انهم انصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا. اما هي فتؤيد الحكومة.

واضافت quot;انهما يحبان تاكسين! لقد تعرضا لعملية غسل دماغ جراء مواظبتهما على مشاهدة محطة +بيبول تشانل+ التلفزيونية الناطقة باسم القمصان الحمر. قلت لهما ان قادة الحمر كاذبون، وانهم مسلحون وانهم دفعوا للمتظاهرين. فاجاباني ان الحكومة تبذل كل ما في وسعها لافقاد القمصان الحمر صدقيتهم. وقد اغاظني ذلكquot;.

وحرصا منها على تجنب حصول خلاف حقيقي في بيتها، جعلت من موضوع الازمة موضوعا محرما.

وحذرت صحيفة بانكوك بوست في احد مقالاتها بالقول ان quot;المصالحة تحتاج الى اعادة الصلة بين الجار والجار، والمجموعة والمجموعة ... وهذا لن يأتي من القمة بل من شعب هذا البلدquot;.

وتثبت اجوبة الاشخاص الذين سئلوا عن ارائهم حتى الان، انهم ما زالوا يعانون من وقع الصدمة. ولم يوافق اي منهم على الكشف عن هويته او اعطاء اسم المؤسسة التي يعمل فيها.

وقال مدير مؤسسة للتجميل طالبا عدم الكشف عن هويته ان quot;الانحياز امر خطير. ولقد قتل اشخاص بسبب انحيازهم. ومن يعرف ان ذلك لن يتكرر؟quot;.

وتقول ابيرادي ايضا انها تتخوف من حصول اعمال انتقامية. واضافت quot;قيل لي ان الحكومة تتعقب الحمر على الفايسبوك. لا اعرف ان كان الامر صحيحا ام لا، لكني افضل الا يتمكنوا من ايجاد اسميquot;.