بدأت قافلة السفن الدولية بالتحرك صباح اليوم الاحد من مكان تجمّعها جنوبي قبرص باتجاه قطاع غزة في اطار مسعى منظميها لكسر الطوق الامني المفروض عليه. وجاء ذلك بعد تأجيل الرحلة مرات متعددة بسبب مشاكل مختلفة.

غزة: أعلن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ان السفن التي تحمل مساعدات لقطاع غزة ستصل صباح الاثنين الى غزة بعد ان تم التغلب على المشاكل الفنية. وقال النائب جمال الخضري في تصريح صحافي quot;تم التغلب على كل الاشكالات الفنية التي تواجه السفنquot;.

واضاف quot;الان كل شيء تم بشكل جيدquot;، موضحًا ان السفن quot;ستنطلق غدًا الاثنين الى شواطئ غزةquot;. وكانت مسؤولة في حركة quot;غزة الحرةquot; ذكرت ان الاسطول الدولي الذي يقل مئات الناشطين لنقل مساعدات الى قطاع غزة غادر صباح الاحد المياه القبرصية متوجهًا الى القطاع الفلسطيني الذي تفرض عليه اسرائيل حصارًا.

وقالت اودري بومسي لوكالة فرانس برس المستشارة القانونية quot;لاسطول الحريةquot; ان quot;خمس سفن غادرت مياه قبرص الاقليمية حوالى الساعة الثانية بتوقيت غرينتشquot; من اليوم الاحد. واضافت ان الاسطول سيصل الى المياه قبالة سواحل غزة حوالى الساعة 16,00 (13,00 ت.غ).

وقال الخضري quot;كان من المفترض ان تصل ثماني سفن ولكن بعد تعطل سفينتين من المقرر ان تصل ست سفنquot; فقط. واوضح الخضري ان quot;مئة قارب فلسطيني ستنطلق صباح اليوم من ميناء غزة الى عرض البحر لاستقبال أسطول الحرية في عرض البحرquot;.

ودعت الامم المتحدة الى ضبط النفس الخميس بعد ان هددت اسرائيل باعتراض السفن التي تحمل مساعدات غذائية وطبية ومواد بناء اضافة الى بيوت جاهزة ستعطى لفلسطينيين دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم اثناء الحرب على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009.

وبدأت منذ يومين الاستعدادات من أجل استقبال سفن كسر الحصار المحملة في المساعدات لقطاع غزة، حيث كان من المقرر أن تصل صباح اليوم الاحد للقطاع على الرغم من تأجيلات متعددة وتحذيرات إسرائيل على ما افاد ناشطون.

وما زالت قوات سلاح البحرية الإسرائيلية على اهبة الاستعداد لاعتراض هذه السفن . واكد الناطق بلسان جيش الاسرائيلي البريغادير افي بناياهو ان التعليمات الصادرة الى قوات البحرية تؤكد ضرورة التحلي بضبط النفس خلال عملية السيطرة على السفن وعدم لجوء الجنود الى استخدام القوة الا اذا مورست ضدهم اعمال عنف

وحذر مسؤول حكومي اسرائيلي في وقت سابق من ان البحرية الاسرائيلية ستمنع بالقوة اذا ما دعت الحاجة مجموعة السفن اذا حاولت الاقتراب من سواحل قطاع غزة الخاضع لحصار منذ سيطرت عليه حركة حماس في حزيران/يونيو 2007.

وبدورها صرحت اليزا ايرنشاير العضو في حركة quot;غزة الحرةquot; التي نظمت العملية الرامية الى تقديم المساعدة الدولية لقطاع غزة لفرانس برس quot;اننا عاقدون العزم اكثر من اي وقت مضىquot;.

قالت حركة quot;غزة الحرةquot; المنظمة للرحلة إن خمس سفن ستنطلق على ان تنتظر في المياه الدولية ليلاً لكي تصل غزة في ضوء النهار اليوم الاحد. وستلتقي السفن بسفينة سادسة قادمة من تركيا.

أما اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة والقيادي الكبير في حماس، فطالب امس السبت المجتمع الدولي بمساندة السفن المتجهة الى غزة. وقال هنية في كلمة خلال حفل افتتاح مرفأ الصيادين في غزة بعد تجهيزه لاستقبال السفن quot;نطالب اليوم المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وأحرار العالم ان يقفوا الى جانب القافلة وان يتصدوا لعربدة الاحتلال في البحر وان يقفوا مع اهل غزةquot;.

واضاف هنية quot;الحصار سوف يكسر ان وصلت هذه القافلة الى غزة..ان وصلت القافلة فسيكون ذلك نصرًا لغزة ومن في القافلةquot;.

ومن جانبه، دعا طلب الصانع النائب العربي في الكنيست، إسرائيل إلى السماح للسفن الدولية بالوصول إلى قطاع غزة. ولجأ الصانع إلى نبرة متشددة معرِّفًا قطاع غزة بمعسكر تجميع للعصر الحديث متهمًا إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتجويع الفلسطينيين في القطاع ومنع تقديم المساعدات الإنسانية للأطفال والمرضى والمعاقين منهم. ورأى الصانع وجوب تدخل المجتمع الدولي وخصوصًا مجلس الأمن في القضية.

وبحسب بعض الأنباء فإن منظمي رحلة السفن المسماة ب (أسطول الحرية) قرروا تقسيم الرحلة حيث تتوجه خمس سفن غداً إلى غزة فيما ستتوجه السفن الثلاث المتبقية إلى القطاع أواسط الأسبوع المقبل.

وتفيد تقارير إلى أن سبب تأجيل انطلاق القافلة أكثر مويعود هذا التاجيل الى سعي منظمي القافلة لاقناع السلطات القبرصية بالسماح لمجموعة تضم حوالى 25 نشيطًا بارزًا بينهم العديد من النواب الاوروبيين بالوصول الى قافلة السفن عن طريق الجزء التركي من الجزيرة.

وكانت السلطات القبرصية قد رفضت السماح لهم بالقيام بذلك عبر الشطر اليوناني. وذكر ان عددًا من النواب الاوروبيين قد غادروا قبرص بسبب شعورهم بالاحباط ازاء هذه التاخيرات. وسبق ان قال المنظمون ان السفن ستصل الى قطاع غزة اليوم.

وافادت وكالة انباء اسوشيتد برس ان عدد السفن المشاركة في القافلة قد انخفض فعلاً من 8 الى 5 سفن. واعربت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا اخيرًا عن معارضتها للحصار الذي تفرضه اسرائيل على غزة منذ تولي حركة حماس السلطة في القطاع في حزيران/يونيو 2007.

ويمنع الحصار دخول مواد البناء ما حال دون اعادة اعمار القطاع بعد الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل على غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 واستمرت 22 يومًا. وتمكن نشطاء مناصرون للفلسطينيين من الوصول الى غزة خمس مرات، فيما فشلوا في الوصول الى القطاع ثلاث مرات منذ الرحلة الأولى التي قاموا بها في اب/اغسطس 2008. وانطلقت جميع تلك الرحلات من قبرص.

وحتى الان كانت المساعدات رمزية، إلا أن المنظمين قالوا إن مجموعة السفن الحالية محملة بنحو عشرة الاف طن من المساعدات من بينها منازل جاهزة واقلام رصاص.