باريس: سيحظر تعدد الزوجات والمحاكم الشرعية في جزر مايوت الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي عندما تصبح مقاطعة من فرنسا العام القادم وذلك وفق مسودة قرار قدمت يوم الاربعاء.

وقال بيان اصدره مجلس الوزراء ان مايوت الواقعة بين موزامبيق ومدغشقر ستمنع الطلاق وستزيد السن الادنى للزواج للفتيات من 16 الى 18 عاما. وقالت ماري لوس بنشارد وزيرة اراضي ما وراء البحار quot;يضع القرار نهاية لعدم المساواة بين الرجال والنساء.quot; واضافت ان الزيجات المتعددة الحالية ستستمر. وقرابة 95 بالمئة من سكان مايوت من المسلمين السنة الذين حافظوا على العادات التقليدية منذ استعمار فرنسا للجزر عام 1841.

ومن النقاش حول الهوية الوطنية والهجرة الى تعدد الزوجات مرورا بحظر النقاب، يشكل الاسلام محور جدل عام في فرنسا منذ ستة اشهر مثيرا شعورا بالاستياء لدى المسلمين. وتنتهز حكومة نيكولا ساركوزي اليمينية كل فرصة للتعبير عن معارضتها عن اي من مظاهر التطرف في الاسلام معتبرة انها مخالفة لمبدأ العلمانية.

وازدادت حدة الجدل في نهاية بعدما فرضت الشرطة في نانت مخالفة على سيدة لانها كانت ترتدي النقاب وهي تقود سيارة. وبعد ذلك انتقلت القضية التي غطتها وسائل الاعلام بشكل واسع الى زوجها الذي يعتقد انه متزوج من عدة نساء وعضو في مجموعة اسلامية متشددة، حسبما ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية التي هددت بتجريده من جنسيته الفرنسية.

وقال الخبير السياسي رشيد بنزين انها quot;ظواهر عرضية تصبح وقائع في المجتمع (...) البحث عن كبش فداء ليس امرا جيدا لاحدquot;. وقال مسؤولو الجالية المسلمة التي تضم بين خمسة وستة ملايين شخص في فرنسا، انهم يخشون نتائج هذه الضجة الاعلامية المبالغ فيها.

وخطر اثارة غضب المسلمين اشار اليه عدد من مسؤولي المعارضة وقادة الاغلبية اليمينية. وقد رأوا خصوصا ان الجدل الواسع حول الهوية الوطنية -- اي الشعور بالانتماء الى الامة -- الذي اطلقته الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر تحمل بذور خلافات بين الجاليات.