سألت إيلاف كل من النائبين السابقين مصطفى علوش وصلاح حنين إن كانت قد فقدت اسرائيل حليفها المسلم الوحيد في المنطقة بعد الاعتداء على اسطول الحرية، وهل تحّولت تركيا الاردوغانية من دولة حليفة إلى دولة مواجهة، وما الذي تغيّر اليوم في المعادلات الاقليمية؟

بيروت: هل فقدت اسرائيل حليفها المسلم الوحيد في المنطقة؟ بمعنى آخر هل تحولت تركيا الاردوغانية من دولة حليفة الى دولة مواجهة ؟ الاتراك يقولون ان الدولة العبرية لن تكون ابدًا صديقة، لأنها اخطر الاعداء، والقرصنة التي استهدفت نشطاء السلام بقيادة تركيا تؤكد هذه الحقيقة.

يقول النائب السابق الدكتور صلاح حنين لإيلاف ان اسرائيل قبل ان تفقد حليفها تركيا في المنطقة فقد فقدت نفسها، ومن خلال اعمالها المتكررة تفقد صدقيتها اذا ما كان لها صدقية تجاه حلفائها وليس تجاه العرب والقضية الفلسطينية، وحتى اليوم في الصحافة الاسرائيلية فالمحللون يشتكون ومشمئزون من هذا التصرف، ومن الطبيعي اليوم ان يكون الاتراك ايضًا مشمئزين خصوصًا أنّ هناك عددًا كبيرًا من الاتراك كانوا على متن السفينة، والامر له علاقة بالاخلاقيات العامة، ويبقى انه لا شك ظاهريًا بأن هذا الموضوع سيؤثر على العلاقة بين اسرائيل وتركيا ويبقى انه استراتيجيًا دائمًا الامور مختلفة عن ظواهرها، يجب ان ننظر الى مصالح الدول والادوار التي تلعبها في المنطقة، وانا افصل بين التأثير الآني وفظاعة الامر، وبين الامور الاستراتيجية البعيدة، ويجب مراقبة الوضع مستقبلاً لمعرفة اين ستصبح العلاقة الاسرائيلية التركية.

اما النائب السابق الدكتور مصطفى علوش فيعتبر في هذا الخصوص ان بوادر فقدان تركيا كحليف لاسرائيل مضى عليها أشهرًا عدة واكثر من سنة من خلال الاختلاف في الرأي بين تركيا واسرائيل، وخلال خيبات الامل التركية من مبادراتها تجاه اسرائيل، ولكن بالتأكيد الحدث الدموي قد يكون بداية لانفصال جدي في العلاقات بين تركيا واسرائيل.

وردًا على سؤال هل يمكن القول اليوم ان تركيا تحولت من دولة حليفة الى دولة مواجهة لإسرائيل يجيب حنين: quot;انا اعتقد ان هذا القول متسرع، لأنّها امور ستؤثر لكن يجب المراقبة ان كانت ستؤثر في العمق على الموضوع السياسي والتحالفات السياسية في المنطقة.

وفي هذا الخصوص يجيب علوش: quot;لا يمكن ان نسكر من زبيبة بهذا الموضوع، هناك الكثير من الارتباطات التي تربك تركيا كونها جزء من الحلف الاطلسي من جهة وكونها تسعى لأن تكون جزءًا من اوروبا ايضًا، ولا يمكن الاستنتاج من المعطيات الحالية بان تركيا سوف تتحول الى دولة مواجهة لاسرائيل. ولدى السؤال المعادلات الاقليمية هل ستتغير اليوم من جراء ذلك، يجيب حنين:quot; المعادلات الاقليمية كي تتغير يجب على ما الذي جرى ان تحضنه مجموعة متماسكة وتعرف ما تريد، وما جرى خطأ فادح، لكن اذا لم يكن قبالته من يضيء عليه ويستفيد منه سياسيًا، فانه سيبقى من دون نتيجة.

ويضيف: quot;اين الموقف العربي منه، لم يتفاعل ولم يتماسك مع الموضوع، فهذا العمل على الرغم من فظاعته لم تكن له ترددات، واقليميًا يجب النظر الى الموضوع العربي، اما الموضوع التركي فقد سمعنا كلامًا قاسيًا من اردوغان وهذا طبيعي، انما لا توجد عندي قناعة ان الامر سيغير في المعادلات بشكل ملموس، ولكن يجب الرقابة في المستقبل ما الذي سيحدث، لأن الاستراتيجيات والادوار الاقليمية ممكن ان تتغير جراء حوادث من هذا النوع، كما من الممكن الا تتغير.

عن هذا السؤال يجيب علوش: quot;لا يمكن الحديث عن تغيرات اقليمية للاسباب ذاتها المتعلقة بتركيا لأنها مرتبطة بحلف شمال الاطلسي في علاقاتها مع الولايات المتحدة الاميركية واوروبا، المدى الاستراتيجي الذي تأخذه اسرائيل هو التأكيد من وجودها كقوى نووية ومن تأييد الولايات المتحدة الاميركية واوروبا لها.

ولدى سؤاله منذ حرب غزة تصدّت تركيا لاسرائيل في كل المنتديات ما سبب ذلك؟ يجيب علوش:quot;هناك معطيات داخلية اكيدة كون ان الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس التركي هو الحزب الاسلامي ولا يمكن ان يكون في موقع المتوافق مع اسرائيل، هناك ايضًا بعض الحديث الذي يعتبر بان هناك تشجيعًا اميركيًا غربيًا غير معلن لكي تشعر اسرائيل بانها ملزمة بالمضي في عملية السلام.

وردًا على سؤال بان اسرائيل حاولت ايضًا من خلال واشنطن تحريك ملف المجزرة الارمنية، فما الذي تخافه اسرائيل من تركيا اليوم؟ يجيب علوش: quot;تركيا دولة كبيرة واذا اعطيت الدور لتكون في مواجهة مع اسرائيل فبالتأكيد سيؤدي ذلك الى تغيير المعادلة الاقليمية، لكن كما قلت لسنا امام قاب قوسين على طريق ان تكون تركيا في مواجهة مع اسرائيل.

عن الرسائل التي تريد توجيهها اسرائيل الى تركيا من خلال الاعتداء على اسطول الحرية يقول علوش:quot;اعتقد ان الاعتداء الدموي كان ذلة من ذلات اسرائيل، نعم تريد اسرائيل ان تقول لتركيا ان وجودها كقوى اقليمية لن يغير المعادلة القائمة في حال ايدت الفلسطينيين او لم تؤيدهم، ولكن خسارة اسرائيل في هذا الاعتداء لم تكن فقط على الصعيد التركي بل جعلتها في حالة حراجة مع المجتمع الدولي.

اما كيف سيرد الشارع التركي على هذا الاعتداء يجيب علوش:quot; كما يبدو بان الشارع التركي يشبه العربي وسوف تكون هناك مظاهرات واعمال احتجاجية وبعض الاعمال العنيفة لكن من الناحية العملية لن يتغير شيء في المعادلة الاقليمية.