دعا طالباني المملكة العربية السعودية واليمن والمغرب العربي وباكستان والولايات المتحدة الاميركية التي تعاني من الإرهاب الى تنسيق استخباري وأمني مع بلاده واعداد الخطط المشتركة للتصدي لنشاطات تنظيم القاعدة، بينما بحث مع نائب وزير الخارجية المصري شؤون القمة العربية الخماسية التي ستعقد الاسبوع المقبل، في حين توسع الاضراب المستمر لصحافيي بغداد بانضمام زملائهم في البصرة احتجاجًا على عدم تشكيل الحكومة وفقدان الخدمات العامة.
اكد جلال طالباني الرئيس العراقي أن توفير الأمن مسألة جوهرية لأي دولة مؤسسات في العالم ليس لحماية المواطنين فحسب وإنما لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي، وقال quot;ان على الحكومة العراقية ان تدعم الاجهزة الامنية وتؤمن المستلزمات اللازمة التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في البلادquot;. واضاف خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وفد من قيادة عمليات بغداد برئاسة قائدها الفريق الركن أحمد هاشم عودة ان الاجهزة الامنية quot;تبذل جهودًا كبيرة لمقارعة الارهاب وتقديمهم التضحيات الغالية لاستئصال جذوره في بلادنا وتأمين الحماية وتوفير الطمأنينة للمواطنين في العاصمة بغدادquot; . واشار الى أن هذه الجهود ملموسة على ارض الواقع من خلال الضربات القاصمة التي وجهوها الى قوى ومعاقل الارهابيين ورموزهم عبر عمليات نوعية أسهمت في استقرار الوضع الأمني لا سيما بعد القضاء على زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي وأعوانهم في العراق مؤخرا .
واكد الرئيس طالباني ان مجابهة الارهاب لا تعتمد العمل العسكري فحسب وانما تحتاج الى معالجة مسبباته وتجفيف منابعه الفكرية والمادية فضلاً عن التنسيق الدولي لمحاصرة خلايا هذا التنظيم quot;الخبيثquot;. وقال quot;إن هذه الآفة يمكن التصدي لها من خلال التنسيق والتعاون مع الدول التي تعاني من الإرهاب مثل المملكة العربية السعودية واليمن والمغرب العربي وباكستان والولايات المتحدة الاميركية عبر تنسيق الجهد الإستخباري والأمني واعداد الخطط المشتركة للتصدي لنشاطات القاعدة الإجراميةquot;.
واشار الرئيس طالباني إلى الدور المهم لرجال الدين في تعبئة الجماهير وتوعيتهم وكشف حقيقة quot;هذا الفكر الضال والمنحرف الذي يتخذ الدين ستارًا ووسيلة لتحقيق أهدافه الشريرةquot; .. مضيفًا أن ما يؤسف له أن البعض يؤيد هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف الابرياء باسم المقاومة في حين ان نتيجة هذه الاعمال تستهدف المواطنين العزل وعلى الاجهزة الامنية ان تأخذ تعاون المواطنين معها بعين الاعتبار وتسعى لبناء علاقات ثقة وتعاون مع شرائح المجتمع كافة ما يصب في النتيجة في صالح أمن المواطن وحمايته.
من جانبه قدم الفريق الركن أحمد هاشم عودة إحصائيات دقيقة لما حققته القيادة من نتائج خلال المدة الماضية تركزت في اعتقال رؤوس الجماعات الإرهابية وشبكاتهم فضلاً عن ضبط كميات من الاسلحة والمعدات وابطال مفعول سيارات مفخخة واحباط عدد من الهجمات الارهابية.
طالباني يبحث مع مساعد وزير الخارجية المصري قمة سرت الخماسية
أكد الرئيس جلال طالباني أهمية العلاقات الاستراتيجية مع جمهورية مصر العربية وأشار إلى أن الصلات بين البلدين تتطور باستمرار.
جاء ذلك خلال اجتماع طالباني في بغداد، اليوم مع مساعد وزير الخارجية المصري محمد قاسم الذي رافقه السفير المصري لدى جمهورية العراق شريف شاهين. ونقل محمد قاسم quot;تحيات الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى الرئيس طالباني وأكد اهتمام القيادة المصرية بتوثيق الروابط الاخوية بين البلدينquot; كما قال بيان صحافي رئاسي الى quot;ايلافquot;.
وشرح الرئيس طالباني التحركات السياسية الجارية حالياً لتشكيل حكومة شراكة وطنية في العراق فيما أكد مساعد وزير الخارجية المصري دعم بلاده العراقيين في طموحهم إلى قيام حكومة تعكس رغبات الشعب العراقي مشدِّداً على أهمية دور العراق في المنطقة.
وجرى خلال الاجتماع الذي حضره فخري كريم كبير مستشاري طالباني بحث التحضيرات لعقد القمة الخماسية اواخر الشهر الحالي التي ستناقش هيكلية الجامعة العربية وسبل تطوير العمل المشترك بين الدول الأعضاء فيها. واكد طالباني ان الموقف الذي سيعرضه العراق سيكون قريبا للغاية من المنطلقات المصرية في شأن الجامعة العربية ومستقبلها.
وسيشارك طالباني في اعمال القمة الخماسية الرئاسية التي تبدأ في الثامن والعشرين من الحالي .
وكانت القمة العربية الثانية عشر التي انعقدت في آذار (مارس) الماضي اختارت الرئيس طالباني عضوًا في لجنة تطوير منظومة العمل العربي الى جانب قادة مصر واليمن وقطر بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للاشراف على اعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك تعرض على الدول الاعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل العرض على القمة الاستثنائية المقرر عقدها في تشرين الاول 2010.
انضمام صحافيي البصرة لاعتصام زملائهم ببغداد
وسط اجواء احتجاجات تعم العديد من مدن العراق احتجاجا على نقص الخدمات العامة يواصل الصحافيون العراقيون اعتصامهم في ساحة الفردوس وسط بغداد ولليوم الخامس على التوالي احتجاجًا على الفراغ السياسي وتلكؤ تشكيل الحكومة وما يشهده قطاع الخدمات من انهيار تعجز الحكومة المنتهية ولايتها عن تفسير اسبابه.
وأعلن المعتصمون تقديرهم للخطوة التي بادر اليها عدد من المثقفين والصحافيين في مدينة البصرة بتعبيرهم عن التضامن مع اعتصام زملائهم ببغداد والاستعدادات التي يقومون بها لتنظيم احتجاج مدني سلمي مشابه في البصرة. وقال بيان صحافي للمعتصمين الى quot;ايلافquot; ان quot;انطلاق اصوات المثقفين والصحافيين الاحتجاجية يتزامن مع تظاهرات لم تنقطع منذ 3 أيام في عدد من مدن العراق وانتشار امني كثيف في العديد من المحافظات تحسبا لما تقول الحكومة انها اعمال شغبquot;.
واكد المعتصمون في ساحة الفردوس على ضرورة التمسك بالتقاليد السلمية في الاحتجاج وطالبوا الحكومة بالتعامل مع اعتراضات المواطنين بوصفها حقا كفله الدستور والاعتذار عن الاساليب العنيفة التي استخدمت ضد المحتجين في البصرة وذي قار التي ادت الى مقتل مواطنين اثنين واصابة اكثر من عشرين بجروح .
وضم المعتصمون صوتهم الى صوت المعتصمين حاليًا امام مجلس محافظة البصرة، مطالبين بتحديد المسؤول عن وفاة اثنين من المحتجين في تظاهرة السبت والتحقيق في مبرر اطلاق النار على الجماهير رغم وجود طرق متعارف عليها دوليا لتفريق التظاهرات بشكل سلمي. وأكدوا ان الهدف من محاسبة المسؤول عن اطلاق النار هو عدم تكرار الحادث وسط توقعات بتنظيم احتجاجات شعبية واسعة خلال الايام المقبلة.
واشاروا الى انه في غياب تفسير رسمي للاخفاقات المتكررة في القطاعات الخدمية رغم انفاق مليارات الدولارات كان آخرها دفع اكثر من ملياري دولار الصيف الماضي لشراء 65 محطة توليد طاقة quot;لم نعرف عن مصيرها شيئًا، فإن المعتصمين يطالبون الحكومة بإيضاح مصير تلك العقود التي كان رئيس الوزراء يصفها بـ(العملاقة) بينما تتهرب وزارة الكهرباء من التساؤلات المطروحة بشأنها وترفض الاجابة عن اسئلة الصحفيين في هذا الاطارquot;.
وقال الصحافي عماد العبادي احد منظمي الاعتصام ان فكرة الاعتصام تهدف الى ايجاد قاعدة شعبية وطنية ضد الأزمة السياسية في البلاد ومطالبة السياسيين بتشكيل حكومة سريعًا وعدم فسح المجال امام حصول فراغ سياسي او امني في البلاد. وأضاف ان الاعتصام سيستمر الى حين انتهاء الأزمة السياسية مشيراً الى تزايد عدد المشاركين فيه وهو يبدأ يوميًا السابعة مساءً ويستمر حتى ساعة متأخرة من الليل . ويشهد مكان الاعتصام فعاليات مثل إلقاء الخطب والقصائد السياسية .
من جهته، قال عضو لجنة التنسيق الصحافي سرمد الطائي إن اعتصام الصحافيين العراقيين في ساحة الفردوس احجاج مدني سلمي على الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد منذ أشهر .. مؤكدًا ان استمرار هذا الفراغ سيؤدي إلى ضياع كل الإنجازات النسبية التي تحققت خلال السنوات الماضية في العراق. وطالب السياسيين بالشعور بالمسؤولية إزاء حجم المشاكل التي يعاني منها العراق والكف عن التصريحات التي تهدد بالعنف في حال عدم حصولهم على السلطة، مشيرًا إلى أن ما شهدته البصرة السبت الماضي من تظاهرات واحتقان مؤشر إلى خطورة الوضع الأمني والسياسي الذي تشهده البلاد حالياً.
التعليقات