مصدر لبناني: هذه حقيقة ما جرى لقوّات quot;اليونيفيلquot; في الجنوب

أكدت quot;اليونيفيلquot; في جنوب لبنان أن قواتها قامت بتدريبات تهدف الى التحقق من قدراتها العسكرية مشيرة الى ان الجيش اللبناني على اطلاع بالأمر في وقت رأى فيه أمين عام حزب الله أن على القوات الدولية أن تنتبه لما تقوم به لأن تصرفاتها تثير القلق.

بيروت: رأى نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم في حديث صحافي نشر الجمعة ان على القوات الدولية الموقتة في جنوب لبنان quot;ان تنتبه الى ما تقوم بهquot;، وذلك تعليقًا على الاحتجاجات التي قام بها عدد من السكان هذا الاسبوع على مناورات للقوات الدولية.

قوات اليونيفيل خلال المناورة

ونقلت صحيفة quot;السفيرquot; اللبنانية عن قاسم قوله ان اليونيفيل quot;باتت معنية في ان تنتبه الى ما تقوم به وان تدرك ان التجاوزات تراكم قلقًا، وان بعض السلوك لا يبني عناصر ثقة بينها وبين الاهاليquot;.

واضاف quot;ان الإشكال الذي حصل ناجم عن تصرف قامت به اليونيفيل أقلق الناس، وعلى تلك القوات ان تفسر ما قامت به وان تصحح، او بالاحرى ان تلتزم بمهمتها كما حددها القرار 1701، وساعتئذ تعود الأمور الى مجاريهاquot;.

ووقعت اشكالات خصوصًا الثلاثاء خلال مناورات للقوات الدولية في الجنوب احتج عليها بعض السكان، فعمدوا الى القاء حجارة على سيارات وآليات تابعة لليونيفيل ما تسبب بتحطيم زجاج احداها واصابة جندي بجروح. كما قطع سكان بعض الطرق لمنع الجنود الدوليين من دخول قراهم.

وقال قاسم ان quot;اليونيفيل معنية دائمًا بان تؤدي دورها (...) بما لا يخلق ريبة المواطنين وقلقا على غرار ما حصل مع المناورة الاخيرة والتحركات التي رافقتها في داخل بعض القرى الجنوبية وعلى المرتفعات المواجهة لهاquot;.

واضاف quot;كان من الافضل (...) الا تولد قوات اليونيفيل توترا بينها وبين الاهالي في الجنوب والا تقوم بخطوات تنفرهم منهاquot;. ورأى ان توقيت المناورة quot;ملتبس وتحت عنوان مريب وبمعزل عن الجيش اللبنانيquot;.

واكدت اليونيفيل ان قواتها قامت على مدى 36 ساعة بتدريبات تهدف الى التحقق من قدراتها العسكرية ومن جهوزيتها على الارض، مشيرة الى ان الجيش اللبناني quot;على اطلاع على هذه العملية وعلى طبيعتها وهدفهاquot;.

هذا، وعبر ممثل الامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أمس الخميس عن قلقه إزاء وقوع quot;اكثر من عشرين حادثًاquot; هذا الاسبوع استهدفت القوات الدولية، مشيرًا الى ان بعض هذه الحوادث quot;كان منظماquot;. وقال وليامز للصحافيين اثر زيارة قام بها الى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، quot;انا قلق جدا ازاء الحوادث التي وقعت، واعرف ان اعضاء مجلس الامن الدولي قلقون ايضًاquot;.

واضاف quot;حصلت حوادث عدة مؤسفة، لا حادث واحد. اعتقد انها اكثر من عشرين (...) بعضها ربما كان عفويا في الشارع، لكن من الواضح ان البعض الآخر كان منظمًاquot;، من دون ان يوضح الجهة التي تقف وراء ذلك. واشار الى ان حادثًا واحدًا تورط فيه اكثر من مئة شخص. واضاف quot;اعتقد ان من مصلحة الجميع الحؤول دون وقوع حوادث مماثلة في المستقبلquot;.

وردًّا على سؤال لوكالة الانباء الفرنسية، اوضح المتحدث باسم القوات الدولية نيراج سينغ، ان quot;كل وحدات اليونيفيلquot; قامت quot;على مدى 36 ساعة بتدريبات تهدف الى التحقق من قدرتها الخاصة على نشر الحد الاقصى من القوات على الارض في يوم عمليات عاديquot;.

واضاف ان هذا الامر من شأنه ان quot;يتيح للقيادة بان تكون صورة واضحة عن القدرات العسكرية المتوافرة لديها في اي لحظةquot; وquot;التأكد من جهوزية القوات على الارضquot;. واوضح سينغ ان الجيش اللبناني quot;على اطلاع على هذه العملية وعلى طبيعتها وهدفهاquot;.

وقد توقف مجلس الوزراء الذي اجتمع مساء الاربعاء برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري عند الحوادث في الجنوب، وشدد، بحسب بيان صادر عنه، quot;على ان عمل قوات الامم المتحدة في الجنوب يستدعي تنسيقًا مع الجيش وتنفيذًا مشتركًا، ويتطلب ذلك تعزيزًا للجيش اللبناني في الجنوب وهو ما يجري العمل على تحقيقهquot;.

من جهة ثانية، علق وليامز الخميس على كشف شبكات تجسس يشتبه بانها تعمل لصالح اسرائيل في لبنان، وكان آخرها توقيف فني في شركة للهاتف الخليوي، فقال انها quot;مزعجة... تم توقيف العديد من الاشخاص، وانا انتظر ان تأخذ العملية القانونية مجراها لمعرفة من سيجدونه مذنبا ومن ليس كذلكquot;.

وليست المرة الاولى التي تحصل اشكالات بين السكان واليونيفيل في الجنوب حيث يتمتع حزب الله بنفوذ واسع. ووضع القرار الدولي 1701 حدًا للعمليات الحربية بين حزب الله واسرائيل اثر نزاع دام في 2006 تسبب بمقتل اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني واكثر من 120 في الجانب الاسرائيلي. ونص القرار الدولي على تعزيز القوات الدولية الموقتة في الجنوب التي يبلغ عديدها حاليا حوالى 13 الف عنصر، ونشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية.