الصحف الإسرائيليّة ترحب بالتقارب مع واشنطن

فقدان مسدسات الحرس الشخصي لنتنياهو في واشنطن

فيما أمل الرئيس الأميركي استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيينأعلن محمود عباس انه ينتظر quot;مؤشراتquot; اسرائيلية حول مسائل الأمن والحدود قبل القبول باستئناف مفاوضات السلام التي دعا إليها أوباما.

واشنطن: أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الاربعاء انه ينتظر quot;مؤشراتquot; اسرائيلية حول مسائل الأمن والحدود قبل القبول باستئناف مفاوضات السلام المباشرة مع اسرائيل التي دعا اليها إلرئيس الاميركي باراك اوباما.

وقال عباس خلال زيارة رسمية الى اثيوبيا quot;نحن مستعدون للمشاركة في محادثات مباشرة اذا تلقينا مؤشرات من الاسرائيليين حول مسألتين: الحدود والأمنquot;. واضاف عباس امام الصحافيين متحدّثًا بالانكليزية في ختام لقائه في اديس ابابا مع رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي quot;لقد عرضنا اقتراحاتنا على الأميركيين والإسرائيليين وننتظر رد الفعل الاسرائيليquot;.

من جانبه، أكد الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الثلاثاء انه يأمل في استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية ايلول/سبتمبر المقبل، بينما حرص الرجلان على نفي المعلومات عن خلافات بينهما.

وجلس المسؤولان جنبًا إلى جنب في المكتب البيضاوي الثلاثاء وتصافحا مطوّلاً أمام عدسات المصورين في مشهد يتناقض مع اللقاء المتوتر بينهما الذي عقد في آذار/مارس. وقال اوباما quot;اعتقد ان رئيس الحكومة نتانياهو يريد السلام واعتقد انه مستعد للمجازفة من اجل السلامquot;، قبل ان يرد بالنفي على سؤال عن خلافات بينهما. واضاف quot;في الواقع انني وثقت بنتانياهو منذ أن التقيته قبل انتخابي رئيسًا وقلت ذلك في الجلسات الخاصة وعلنًاquot;.

وبدأت المحادثات وسط اهتمام كبير بقرار إسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني جزئيا في الاراضي الفلسطينية حتى نهاية ايلول/سبتمبر. وقال اوباما quot;آمل ان نتمكن بعد بدء المفاوضات المباشرة وقبل انتهاء مهلة القرار (تجميد الاستيطان) من ايجاد مناخ يشعر فيه كل طرف برغبة اكبر في السعي الى السلامquot;.

من جهته، أكّد نتانياهو انه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أي وقت، لكن الفلسطينيين لا يريدون بدء مفاوضات مباشرة متهمين إسرائيل بتقويض جهود السلام عبر مواصلة الاستيطان.

واضاف نتانياهو انه ناقش مع اوباما خطوات quot;عمليةquot; يمكن اتخاذها الآن. وقال quot;عندما اقول بضعة اسابيع فأنا اعني ذلك وكذلك الرئيس يعني ذلكquot;. والتحدي الآن هو دفع الفلسطينيين الى قبول الاطار الذي رسمه اوباما لبدء المفاوضات.

وأشار رد الفعل الفلسطيني الاول الى صعوبة تحديد جدول زمني طموح لكنه ترك الباب مفتوحا لتمهيد الطريق لمفاوضات مباشرة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان الرئيس محمود عباس يشدد على ضرورة quot;سرعة التقدم في المفاوضات التقريبية في موضوعي الحدود والامن من اجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة في اسرع وقت ممكنquot;.

من جانبها، أكدت حركة حماس اليوم الاربعاء أن عودة المفاوضات مع إسرائيل quot;جريمة كبيرةquot; بحق الفلسطينيين وسيعطي quot;غطاء لجرائمquot; إسرائيل وquot;مشاركة مباشرة فيهاquot;.

ورأى كبير المفاوضين الفلسطينيّين صائب عريقات أن quot;نتانياهو ليس بحاجة الى مجازفة بل بحاجة الى قرار يلتزم به لوقف الاستيطان من اجل استئناف المفاوضات المباشرةquot;. واكد عريقات ضرورة التزام إسرائيل quot;بمفاوضات مباشرة حول كافة قضايا الوضع النهائي وهي الحدود والامن والقدس واللاجئين والاستيطان والاسرى وهنا سيصار الى بدء مفاوضات مباشرةquot;.

وقال عريقات quot;اذا اعلن نتانياهو وقف الاستيطان بشكل كامل وحصل تقدم في موضوعي الامن والحدود نعم سنذهب الى مفاوضات مباشرةquot;. ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط شديدة من قبل الائتلاف الحكومي اليميني الذي يترأسه حتى لا يخضع لاي ضغط اميركي لتمديد وقف النشاط الاستيطاني بعدما طلب اوباما في تشرين الثاني/نوفمبر تقديم تنازلات الى الفلسطينيين.

من جهة اخرى، قال نتانياهو ان المعلومات عن خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة quot;خاطئة تمامًاquot;. وحذر اوباما من ان محاولة اتهام لإسرائيل بسبب برنامجها النووي الذي لم تعترف بوجوده يومًا، يمكن ان يعرقل تنظيم مؤتمر دولي حول شرق اوسط خال من السلاح النووي مقرر في 2012.

ووجه اوباما تحذيره في بيان اثر محادثاته مع نتانياهو تضمن تطمينات بشأن سياسة إسرائيل الملتبسة حول الاستراتيجية النووية. وقالت الرئاسة الاميركية في البيان ان quot;الرئيس حرص على الاشارة الى ان المؤتمر يمكن ان يعقد فقط في حال كانت كل الدول واثقة من المشاركة فيهquot;.

وأكد اوباما حسب البيان ان quot;اي محاولة لاستهداف إسرائيل ستجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر بعيدة الاحتمالquot;. ووافق اوباما ايضًا على العمل مع إسرائيل لمنع اي جهود لاستهدافها في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد في ايلول/سبتمبر المقبل.

وبدا اوباما ونتانياهو انهما يلتقيان في اجواء ودية لكن ملامحهما كشفت مدى جدية المحادثات التي اجرياها. الا انه كان واضحًا أنّ كلاً منهما يسعى الى وضع خلافات الماضي وراءه. وقال نتانياهو ان quot;الوقت حانquot; ليقوم اوباما بزيارة الى إسرائيل بينما اكد الرئيس الاميركي انه quot;مستعدquot; لذلك بدون تحديد اي موعد.

وقد رحبت الصحف الإسرائيلية الاربعاء بفتح فصل جديد من العلاقات الجيدة مع البيت الابيض اثر قمة نتانياهو واوباما لكنها حذرت من انه قد يكون قصير الامد. وكان نتانياهو لقي خلال زيارته السابقة في اذار/مارس استقبالا فاترا جدا لانه تزامن مع اعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية.

وانتهى اللقاء حينذاك من دون صور ومن دون مؤتمر صحافي. ولقاء الاثنين هو الاول بين نتانياهو واوباما منذ الهجوم الإسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الذي اودى بحياة تسعة مدنيين في ايار/مايو الماضي.

وسمحت إسرائيل الاثنين باستيراد مواد بناء الى غزة للمشاريع التي تبنى باشراف دولي. واشاد اوباما بهذه الخطوة. وقال quot;رأينا تقدمًا حقيقيًا على الارض. اعتقد اننا ابلغنا بتقدم الامور بشكل أسرع وأكثر فاعلية مما كان يتوقعه كثيرونquot;.

واخيرًا، ذكرت محطة التلفزيون الاميركية ان بي سي ان اربعة مسدسات فقدت ويعتقد انها سرقت من عناصر الامن المرافقين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بعد فقدان حقيبة تحوي هذه الاسلحة على متن طائرة تابعة لشركة اميركان ايرلاينز.

وقالت القناة ان المسدسات الاربعة وهي من نوع غلوك عيار 9 ملم وضعت في حقيبة تحمل اشارة محددة في مطار كينيدي في نيويورك وكان يفترض ان توضع على طائرة نتانياهو المتوجهة الى واشنطن لعناصر الامن المحيطين برئيس الوزراء.