يلف الغموض قضية الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو الذي اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي quot;قتلهquot; السبت، وتقول بعض المصادر ان الرهينة قتل قبل اسابيع عدة، وذلك وسط تساؤلات حول الخطوات التي ستتخذها فرنسا و الاعلان عن جولة كوشنير إلى باماكو ونيامي ونواكشوط.

باريس:أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين مقتل جيرمانو الذي كانت القاعدة تحتجزه في صحراء مالي، واصفا العمل في كلمة متلفزة بانه quot;همجيquot;.

واعلن الرئيس الفرنسي ان وزير الخارجية برنار كوشنير سيتوجه الاثنين الى مالي والنيجر وموريتانيا، للبحث مع السلطات المحلية وسفرائنا في التدابير الامنية التي ينبغي اتخاذها من اجل رعاياناquot;. ما يثير التساؤل حول الخطوات التي قد تتخذها فرنسا بعد إخفاق العملية العسكرية التي رمت لتحرير الرهينة جرمانو وما اذا كانت ستنزلق الى مواجهة مباشرة مع القاعدة في شمال أفريقيا.

ووصف ساركوزي مقتل جيرمانو ب quot;العمل الهمجيquot; الذي لن يبقى بلا عقاب. وقال ساركوزي في كلمة متلفزة quot;لقد قتلوا ببرودة اعصاب شخصا في الثامنة والسبعين من عمره، مريضا ورفضوا ان يؤمنوا له الادوية التي كان يحتاج اليهاquot;. واضاف بعد اجتماع لمجلس الدفاع والامن شارك فيه مسؤولون وزاريون وفي الاستخبارات، quot;اندد بهذا العمل الهمجي الذي اوقع ضحية بريئة (...) خصصت وقتها لمساعدة السكان المحليينquot;.

ولم يقدم قصر الاليزيه تفاصيل عما اتاح للرئيس ان يؤكد مقتل الرهينة، لكن مصدرا في وزارة الدفاع قال ان فرنسا تأكدت من صحة اعلان التبني الذي اصدره زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ما ساهم في اثبات موته. وتوعد الرئيس الفرنسي بأن quot;هذه الجريمة ضد ميشال جيرمانو لن تبقى بلا عقابquot;. ولم يقدم مزيدا من الايضاحات.

ومنذ احتجاز الفرنسي، تضاربت المعلومات حول تاريخ خطفه. فالسلطات الفرنسية قالت ان جيرمانو (78 عاما) الذي يعمل لحساب منظمة انسانية صغيرة خطف quot;في 19 نيسانquot; في شمال النيجر. لكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اكد ان تاريخ الخطف هو quot;22 نيسان/ابريلquot;.

ويمكن تفسير هذا التباين بالقول ان لصوصا نفذوا عملية الخطف قبل ان يسلموا جيرمانو بعد ثلاثة ايام لتنظيم القاعدة، وهو امر شائع في المنطقة. وخطف جيرمانو مع صديق له هو رئيس الجمعية الانسانية التي يعمل لحسابها الجزائري عبيدين اواغي. ولا يزال دور هذا الجزائري ملتبسا وخصوصا انه اتهم في النيجر بالتواطؤ في عملية الخطف.

وفي 14 ايار/مايو، بث الخاطفون تسجيلا صوتيا للرهينة مرفقا بصورة له. لكن تاريخ هذا التسجيل بقي غامضا، ولم يعرف ما اذا كان يعود الى بضعة ايام خلت او الى اسابيع عدة. وعلى غرار ما قاموا به مع رهائن اخرين، طالب الخاطفون بالافراج عن معتقلين، وتحدثوا عن معلومات اضافية سيسلمونها لاحقا quot;للمفاوضquot;، ما اوحى انهم سيقومون على الاقل باتصال غير مباشر مع فرنسا. لكن السلطات الفرنسية اكدت ان هذا الامر لم يحصل.

وعلى مدى شهرين، التزمت الخارجية الفرنسية تكتما على الملف، مؤكدة ان ذلك يضمن القيام بتحرك فاعل. ومع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون يوم الاثنين 26 تموز/يوليو، ركز الجهاز الاعلامي في الخارجية على الجهود التي تبذل لاجراء حوار مع هؤلاء، لكن باريس قالت انهم يرفضون ذلك.

وبرزت تباينات اضافية مع اعلان تنفيذ عملية عسكرية موريتانية شارك فيها جنود فرنسيون. ففي البدء جرى الحديث عن دعم لوجستي، ثم تبين ان ما بين 20 و30 جنديا فرنسيا شاركوا فعلا في هذه العملية. وفي البدء ايضا، اعلن ان العملية الموريتانية هدفت الى احباط هجوم ولا علاقة لها بقضية الرهينة الفرنسي. ولاحقا، اكدت السلطات الفرنسية انها مرتبطة مباشرة بهذه القضية.

وظلت الاولوية بالنسبة الى باريس تاكيد بذل كل الجهود للافراج عن الرهينة. ولكن في الوقت نفسه، اخذت جهات فرنسية واجنبية، في المنطقة وفرنسا، تلمح الى ان ميشال جيرمانو قتل منذ وقت طويل. وقال مسؤول فرنسي في نهاية الاسبوع الفائت quot;نحن مقتنعون بان وفاته حصلت قبل اسابيع عدةquot;. غير ان السلطات الفرنسية اكدت انها لم تتلق اي طلبات محددة من الخاطفين.

واعلن قتل الرهينة الاحد علما ان المهلة التي حددتها القاعدة اعطت السلطات الفرنسية حتى الاثنين فرصة احراز تقدم في الملف. ويعاني جيرمانو مرضا في القلب، وقد يكون قضى جراء الافتقار الى ما يكفي من الادوية للصمود في الصحراء طوال اشهر.

واعلن الخاطفون انهم قتلوا الرهينة ردا على العملية الفرنسية الموريتانية التي نفذت الخميس. وجيرمانو هو الرهينة الثاني الذي تقتله القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد بريطاني قتل في حزيران/يونيو 2009. واكدت لندن مقتل مواطنها رغم عدم العثور على جثته.