يعتقد محللونان الادارة الأمريكية ما زالت تفضل العقوبات فيما يتعلّق بالقضية النووية الايرانية.

بكين: اكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان العقوبات على ايران لابد أن تستمر لكنه اعرب عن امله في وجود quot;مسارquot; للتسوية السلمية للقضية النووية مع طهران.

وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) ان اوباما صرح للصحفيين في البيت الأبيض يوم الخميس بانه ما زال مستعدا لاجراء محادثات مع ايران إذا اتخذت طهران quot;اجراءات لبناء الثقةquot; لكي تثبت انها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

تبدو تلك التصريحات معارضة لتصريحات رئيس الأركان الأمريكية المشتركة الادميرال مايك مولين الذي قال إن واشنطن تخطط لاستخدام اجراءات عسكرية لمنع ايران من امتلاك أسلحة نووية.

ويعتقد العديد من المحللين ان الادارة الأمريكية الحالية ما زالت تفضل العقوبات عندما يتعلق الأمر بالقضية النووية الايرانية وان الضربة العسكرية هي الحل الأخير بالنسبة لها.

الهجوم العسكري مستبعد:

صرح مولين في برنامج quot;ميت ذا برسquot; بقناة (ان بي سي) يوم الأحد الماضي ان الخيار العسكري ضد ايران غير مستبعد وقال quot;انه أحد الخيارات لدى الرئيس ولكني آمل مجددا ألا نضطر لاستخدامه ولكنه خيار مهم ومفهوم جيداquot;

وقال إن توقعات شن هجوم ووجود ايران مسلحة نوويا كليهما مقلق للغاية مضيفا انه يعتقد ان الدبلوماسية متعددة الاطراف والعقوبات الاقتصادية الدولية ما زالت افضل وسيلة لاجبار الحكومة الايرانية على التخلي عن برنامجها النووي.

وقال مايكل اوهانلون مدير أبحاث السياسة الخارجية في معهد بروكنجز بواشنطن إن الولايات المتحدة لن تشن هجوما عسكريا على ايران على الأرجح.

وقال quot;إن القول بان الخيار مطروح يختلف عن القول بان هناك خطة تفصيلية، إن وجود خطة تفصيلية يوحي بوجود إعداد فعلي واستعداد لتنفيذ تلك الخطة بل يوحي بقرب تنفيذها في حين ان وجود هذا الخيار لا يعني أكثر من ذلكquot;.

وأشار اوهانلون إلى سياسة اوباما المعارضة للضربات الوقائية.

وقال quot;نظرا لان هذا في نهاية الأمر سيكون نوعا من الحرب الوقائية فان الرئيس اوباما يعارض تلك الفكرةquot;.

وقال إن الولايات المتحدة ستسعى على الأرجح للتعاون مع القوى العالمية ومنها الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وستحاول وضع ايران تحت ضغوط اقتصادية.

ومنذ شهر يونيو الماضي قامت الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بتشديد العقوبات المفروضة على ايران بسبب رفضها العودة للمحادثات الدولية حول برنامجها النووي والذي يخشى الغرب أن يكون غطاء لتصنيع قنبلة ذرية. ونفت طهران هذا الاتهام وقالت انها تسعى لتوليد الكهرباء فقط.

أما السبب الآخر لاستبعاد شن هجوم عسكري فهو كما قال اوهانلون انه لن يكن مؤثرا بالدرجة المطلوبة.

وقال quot;إن الهجوم العسكري ربما يرجع ايران للخلف عامين ولكن ايران يمكنها بناء منشآت جديدةquot; واضاف ان طهران في تلك الحالة سيكون لديها المزيد من العزم والدعم الداخلي لتنفيذ برنامجها النووي.

وإضافة إلى ذلك quot;قد تقرر العديد من الدول في أعقاب الهجوم عدم الاستمرار في فرض العقوبات وبالتالي قد نفقد خيار العقوبات، وعلى جميع الجبهات السياسية والاقتصادية سيرجعنا الهجوم العسكري للخلفquot;.

وقال الخبير quot;إذا جمعت المزايا والعيوب فان المعادلة لن تكون في صالح استخدام القوةquot;.

ايران تقول انها مستعدة للحرب:

اثارت تصريحات مولين رد فعل شرس من جانب ايران التي انتقدت وسائل اعلامها واشنطن وتوعدت منذ ذلك الحين كل يوم تقريبا بالرد عليها.

وذكرت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية ان قائد القوات البرية الايرانية البريجيدير جنرال أحمد رضا بورداستان قال يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة لا تمتلك قدرات بدء حرب مع جمهورية ايران الاسلامية quot;القويةquot;.