أبدت الجماعات الإسلامية الأميركية مخاوف إزاء تزامن عيد الفطر مع إحياء ذكرى هجمات9/ 11 ، قائلة إن احتفالاتها بالعيد قد يُساء تفسيرها على أنها احتفال بالعمل الإرهابي. وتقول تلك الجماعات إن تصادف المناسبتين سيزيد من ضراوة موجة العداوة التي تواجه المسلمين الأميركيين الآن خاصة إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بالاتجاه لإقامة مركز إسلامي على مرمى حجر من موقع البرجين quot;غرواند زيروquot; اللذين دكهما الهجوم في نيويورك.

يبدو أن مخاوف المسلمين الأميركيين تقوم على دعامات ملموسة. فقد نقلت صحيفة quot;غارديانquot; البريطانية الأربعاء أن جماعة quot;أميركيون ضد الكراهيةquot; شنت هجوما كاسحا على اتجاه جماعات إسلامية في نيويورك تنظيم احتفال خاص بعيد الفطر في الثاني عشر من سبتمبر / ايلول (اليوم التالي لذكرى الهجوم الإرهابي). ووصمت هذه الجماعات بأنها quot;تبصق على وجه الأميركيينquot;.

ويأتي هذا الهجوم على الرغم من أن quot;دائرة أميركا الشمالية الإسلاميةquot; أعلنت أنها ستؤجل احتفالات عيد الفطر من الحادي عشر الى الثاني عشر على سبيل الاحترام لمشاعر الأميركيين. ويذكر أن مؤسس المنظمة نفسه، طارق أمان الله، كان يعمل في مركز التجارة العالمي وقتل مع غيره في الهجوم الإرهابي.

وقال نعيم بيغ، الناطق باسم هذه المنظمة: quot;اتخذنا قرار التأجيل لأن الحادي عشر ليس يوما للاحتفال. في ذلك اليوم سنحيي ذكرى جميع الذين قتلوا في الهجومquot;. وأضاف قوله: quot;احتفالنا بعيد الفطر يجب أن يكون أقرب ما أمكن لليوم نفسه. لكننا لا نريد الاحتفال به في الحادي عشر نفسه لأن هذا يفتقر الى الحساسية والشفافيةquot;. ومضى يقول إن المنتقدين quot;سيتعمدون إساءة تفسير احتفال المسلمين بعيدهم ويصورونه على أنه عمل شرير. اعتقد أن هذا يعود بشكل رئيس الى الجهل بالتقويم الإسلامي القمري وباحتفالاتنا تبعا لهذا التقويمquot;.

وقال ابراهيم هوبر، من quot;مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركيةquot;، إن للجماعات إسلامية اختيار الكيفية التي ستحتفل بها بعيد الفطر، لكنها قد تغيّر طبيعة الاحتفالات نفسها بسبب قربها من تاريخ الحادي عشر. وأضاف قوله: quot;طبعا فإن هذا لا يغير لديها موعد الصلاة، لكنها قد تعيد النظر في أمر احتفالاتها التقليدية بإقامة البازارات والملاهي العائليةquot;. واضافأن quot;مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية يحذر القائمين على أمور المساجد إزاء إجراءات الأمن كلما ارتفع مد الخوف المَرَضي من الإسلام. لدينا في هذه البلاد صناعة بأكملها تقوم على استغلال الصغيرة والكبيرة للانهيال بكل شيء ممكن على الإسلام والمسلمين، وهذا واحد منهاquot;.

وذكرت تقارير إعلامية أن quot;مجلس الشؤون العامة الإسلاميquot; الذي يتخذ مقره في لوس انجليس، كاليفورنيا، اتصل بإدارة شرطة المدينة لإخطارها بتزامن عيد الفطر مع ذكرى 9/11. وطلبت جماعات إسلامية أخرى الى القائمين على شؤون المساجد تكثيف الإجراءات الأمنية حول هذه المساجد تحسبا لأي هجمات انتقامية محتملة.

وكتب هارون موغل، مدير جماعة إسلامية أخرى أنه quot;إذا وقع عيد الفطر في الحادي عشر من سبتمبر، فسيكون الأمر في غاية العسر بالنسبة إلى مسلمي نيويورك تحديدا. العديد من المسلمين تأذّوا في ذلك اليوم، ومنهم من فقدوا أرواحهم أو أقارب أو أحبابًا لهم. وقد هرع العديد من أصدقائي المسلمين في يوم الهجوم الى غراوند زيرو لتقديم يد العون، وقضوا ساعات طويلة وفي بعض الحالات أياما لفعل الواجب إزاء الضحايا وإزاء الأوائل من مقدمي النجدة الذين أصيبوا بجراح بالغة بسبب وصولهم الى غراوند زيرو فور انهيار البرجينquot;.

ويأتي كل هذا على خلفية عاصفة الغضب الشعبي الأميركي إزاء الاتجاه لإقامة مركز إسلامي يضم مسجدا على بعد خطوات من غراوند زيرو. وقد أجج الرئيس أوباما لهب هذا الغضب بوقوفه خلف المشروع وإن كان منطلقا من حرصه على الحريات الأساسية التي يكفلها الدستور للجميع. لكن رئيس مجلس النواب السابق، الجمهوري نيوت غينغريتش، شبّه المسألة بـquot;محاولة النازيين إقامة نصب بجانب متحف المحرقة في واشنطنquot;.

ولم يسلم أوباما - والمسلمون - حتى من انتقادات بعض كبار الديمقراطيين أنفسهم. فقد عارض إقامة المركز أيضا هاري ريد، رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، علنا. وقال متحدث باسمه إن السناتور quot;يحترم حقيقة أن التعديل (الدستوري) الأول يحمي حرية الأديان. لكنه لا يزال على إيمانه بأن المسجد، المزمع بناؤه على بعد مبنيين تقريبا من غراوند زيرو، يجب أن يشيّد في مكان آخرquot;.