قدم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني برنامجا معتدلا تعهد المعارضون في غالبيته بدعمه، مبعدا بذلك احتمال اجراء انتخابات تشريعية مبكرة..
روما: بعد اجتماع لقيادات حزب شعب الحرية الذي يتزعمه دام ست ساعات، اعلن برلوسكوني انه سيطرح في ايلول/سبتمبر الثقة بحكومته في البرلمان حول خمس نقاط quot;للمضي قدما لثلاث سنوات اضافيةquot;.
لكنه حذر من quot;انه لن يكون هناك خيار اخر سوى العودة الى صناديق الاقتراع بحلول عيد الميلادquot; في حال خسر الغالبية. وفي حال تنظيم انتخابات تشريعية قبل موعدها المقرر في 2013 قال برلوسكوني انه واثق من ان تحالفه سيفوز فيها quot;باكثر من 50%quot;. واستبعد امكانية التوصل الى حكومة مدعومة من غالبية تختلف عن تلك التي فازت بانتخابات نيسان/ابريل 2008. ووصفت بعض وسائل الاعلام هذه التصريحات بانها quot;انذارquot; وجهه برلوسكوني للمعارضين في معسكره. لكن انصار جنفرانكو فيني سارعوا الى تأييد مقترحات رئيس الحكومة واعتبروها مقبولة. وقال ايتالو بوكينو زعيم تيار المستقبل والحرية الذي شكله المعارضون في 30 تموز/يوليو quot;سنصوت لصالح هذا البرنامج ونمنح الحكومة الثقةquot;. واضاف quot;يبدو ان النقاش حول اجراء انتخابات مبكرة ام لا غير مبرر اطلاقاquot;. ويقول كارميلو بريغوليو من انصار فيني quot;تمخض الجبل فولد فأر لان الوثيقة التي اعدت ليست سوى ملخصا لبرنامج حزب شعب الحرية الانتخابيquot;. ويتضمن البرنامج خمس نقاط هي اصلاح النظام القضائي واخر لخفض الضرائب وبنود لتسريع التطور الى الفدرالية وخطة طموحة لمساعدة المناطق في جنوب البلاد وتدابير لتعزيز الامن ومكافحة الهجرة السرية. وابدى انصار فيني تحفظات على مشروعين ينوي برلوسكوني ادراجهما في المذكرة احدهما لضمان حصانة قضائية لاصحاب المناصب الرفيعة في الدولة والثاني لاختصار فترة المحاكمات ما قد يجنبه تفادي ادانات. ولم يذكر بولوسكوني اسم فيني لدى عرضه الوثيقة التي جاءت في عشر صفحات لكنه مد يده الى معسكر حليفه السابق مؤكدا انه quot;لا يزال جزءاquot; من الغالبية الحاكمة. وبعد تحالف مع برلوسكوني دام 17 عاما انسحب فيني رئيس مجلس النواب من حزب حرية الشعب في 30 تموز/يوليو وحذى حذوه 33 نائبا و10 اعضاء في مجلس الشيوخ لتشكيل حزب المستقبل والحرية. ومنذ القطيعة فقدت الحكومة غالبيتها المطلقة في مجلس النواب وقد تواجه ايضا صعوبات في مجلس الشيوخ. وقبل بدء اجتماع الجمعة، اراد معسكر برلوسكوني على ما يبدو عرقلة جهود مؤيدي الانتخابات التشريعية المبكرة وفي مقدمتهم حليفه في رابطة الشمال اومبرتو بوسي. ولفت كتاب الافتتاحيات الى ان رئيس مجلس الوزراء الذي كان يحظى منذ سنتين بغالبية مريحة في البرلمان، بات لديه الان quot;هوامش مناورة ضيقة جدا، (وهي) عملية برلمانية مزروعة بالعقباتquot;. وبالنظر الى استطلاعات الرأي التي تظهر تقدما كبيرا لرابطة الشمال في منطقتي اميليا-رومانيا وتوسكانا على حساب حزب برلوسكوني، يبدو رئيس الحكومة اقل ميلا الى المجازفة وتنظيم انتخابات مبكرة. فحتى وان خسر برلوسكوني الغالبية اثناء عملية التصويت على الثقة فان تنظيم الانتخابات المبكرة ليس من صلاحيته. وسيتعين على الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو حل البرلمان بعد التحقق مسبقا من امكانية تشكيل غالبية جديدة حول شخصية توافقية.
التعليقات