إعتبرت فصائل فلسطينيّة، ومنها حركة حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنّ المفاوضات المباشرة برعاية أميركيّة تعتبر خدعة دوليّة تستهدف النيل من الحقوق الفلسطينيّة، داعية إلى ضرورة التمسّك بالمقاومة وعدم التفريط بالثوابت.

غزة: أعلنت فصائل فلسطينيّة رفضها بيان اللجنة الرباعية الدولية بشأن استئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة الأميركية، مرجّحة الفشل لهذه المفاوضات لما تمثله من تنازل وتفريط في الحقوق الفلسطينيّة، وخروج على الإجماع الوطني الفلسطيني القاضي بعدم استئناف المفاوضات من دون مرجعيّة وضمانات دوليّة.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في غزة، جميل مزهر: quot;إنّ بيان الرباعيّة ينطوي على قبول ضمني وتسريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة الموقّتةquot; مضيفًا: quot;وفيه تنازل خطر وخروج عن قرار الإجماع الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي الذي اتّخذ قرارات بعدم العودة للمفاوضات من دون مرجعيّة سياسية وضمانات دوليةquot;.

وأشار مزهر في حديث لإيلاف إلى أنّ بيان الرباعيّة الدولية حديث عام وبه شيء خطر، ولا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية المنصفة، معربًا عن خشيته من أنّ قبول السلطة بإعلان الرباعية يشكّل مستندًا إلى تقديم كثير من التنازلات وخضوع للاملاءات الأميركية واستجابة إلى أي ضغوط دولية مقبلة.

وقال: quot;من شأنها ضرب الثوابت الوطنية الفلسطينية، باعتبار أن الطرف الفلسطيني هو الأضعف، وان الاحتلال الإسرائيلي سيفرض كعادته شروطه، من بينها التراجع عن حق العودة وبناء المستوطناتquot;.

وشدّد مزهر على أن خيار المفاوضات التي تسوقه السلطة على أنّه الخيار الوحيد لإنهاء الصراع ولا تمتلك غيره، ثبت فشله وخطورته على أوضاع الفلسطينيين، وقال: quot;بعد تجربة مريرة مع هذا الخيار على مدار أكثر من 15 عامًا، فإنّه لن يقود إلا إلى المزيد من التنازلات والتفريط بالحقوق الفلسطينيّة وضرب مثلاً باتّفاق أوسلو، الذي شكل ستارًا للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة إلتهام الأرض الفلسطينية وبناء مستوطناته وتشريد أهلها منها وكذلك ارتكاب جرائم بحقّ الفلسطينيينquot;.

وقال مزهر ردًّا على قبول السلطة وتجاهل الفصائل الوطنية التي تعتبر جزءًا من منظّمة التحرير الفلسطينية: quot;الجبهة عبّرت عن موقفها الرافض للعودة إلى المفاوضات لما فيه من قرار خطر يمسّ بوحدة الشعب وثوابته الوطنية وهي بصدد القيام بخطوات واقعية من أجل رفض ذلكquot;، مشيرًا أن مشاورات تتمّ مع عدد من القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني للتحرّك في مواجهة هذه القرار.

وقال: quot;أمام السلطة الكثير من الخيارات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي غير طريق المفاوضات منها خيار الصمود والثبات والعودة للمؤسسات الوطنية ولقرارات المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والاحتماء بالإجماع الوطني الفلسطيني وبناء استراتيجية تستند إلى مقاومة لأنّ طريق المفاوضات لم يحقّق أدنى متطلبات الشعب الفلسطينيquot;.

ودعا مزهر كافة القوى الوطنية والإسلامية والمجتمع المدني الفلسطيني لمواجهة ما وصفها بـquot;الضغوط والاملاءات الأميركيةquot;.

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد أعلنت موافقتها على استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وعلى حضور الاجتماع الذي دعت إليه وزيرة الخارجية الأميركية في مطلع سبتمبر - أيلولالمقبل، وذلك في اجتماع عقدته في رام الله.

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة أن إطلاق مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيكون مطلع الشهر المقبل في واشنطن، بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني.

وأشار القيادي في حركة فتح عزام الأحمد في تصريحات صحافية أن بيان الرباعيّة يؤكّد على بيانات اللجنة الرباعيّة السابقة، على قرارات مجلس الأمن الدولي، ومبادرة السلام العربية، ومبادئ مؤتمر مدريدquot;، وهو ما يتضمّن وقف الاستيطان، ومرجعيّة 1967 للحدود.

ولكنّ القيادي في حركة حماس، خليل أبو ليله، يعتقد أن بيان الرباعية يعدّ خدعة جديدة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية الإسلامية، مشيرًا إلى أنّ quot;نصّ البيانquot; يمثل quot;اسطوانة نسمعها منذ زمن قديم منذ اتفاقية أوسلو والتي يؤكد عليها الأميركيّون من اجل الذهاب للمفاوضات والتنازل عن بعض الحقوق والقفز عن الأمور المهمة في تاريخ القضيةquot;.

وقال ابو ليله لإيلاف: quot;بيان الرباعية يخدع الشعب ولن يخدم القضية الفلسطينية ويعطي غطاءً للمزيد من التعاون الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وغطاء آخر لمواصلة الاستيطان واستمرار تهويد القدس، مشددًا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال: انا سعيد بأنّ الفلسطينيين جاءوا للمفاوضات من دون شروط مسبقةquot;، مشيرًا إلىأنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس تراجع عن موقفه بهذا الخصوص، وقبل الذهاب للمفاوضات من دون إلتزام واضح بوقف الاستيطان.

وأضاف: quot;إنّ موقف الرئيس يعد ضعفًا، ولا يوجد إجماع في الساحة الفلسطينيّة على ذلك، مؤكّدًا أنّ تفرّده بالقرار متعمّد من اجل إخضاعه وابتزازه من قبل الولايات المتحدة الاميركيّة وإسرائيل لقبول بالتنازلاتquot;.

وشدّد ابو ليله على أنّ حركة حماس ترفض هذه المفاوضات كما رفضت مفاوضات أوسلو، مؤكّدًا على أنّ إصرارها على خيار المقاومة كخيار استراتيجي لإيصال الشعب الفلسطيني لحقوقه والتخلّص من الاحتلال، داعيًا كافة الفصائل الفلسطينية والسلطة إلى التوحد والانحياز إلى خيار الشعب المتمثل في المقاومة واسترداد الحقوق الفلسطينية.

من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أنّ إعلان كلينتون يمثل تكريسًا للهيمنة، وهو quot;دليل على حرص الإدارة الأميركية إرضاء إسرائيل من خلال تلبية الرغبة الصهيونيةquot;، وأكدت رفضها مجدداً لما أسمته quot;نهج التسوية والمفاوضاتquot;، واصفة إياه بالـquot;نهج التصفويّ للقضية الفلسطينية الذي يجب التصدي له وإفشالهquot;.

وأشارت الحركة في بيان صحافي لها إلى أن quot;إعلان اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف بعد اجتماعٍ صوري، يدلّ على تفرد فريق المصالح الذاتية المنتفع من المفاوضات وبقاء الاحتلال والانقسام ولا يمثل الإجماع الوطني والشعبيquot;.