مع كل فترة ركود سياسي أو اقتصادي لا يكاد يشغل بال السعوديين أكثر من quot;فتاوى النساءquot;، إذ تتوجه بوصلة الفتوى أينما اتجه طموح المرأة السعودية حتى لاحقتها في الجامعة والوظيفة والسفر بل وفي ملابسها أمام قريناتها فضلا عن الرجال.
الرياض: عاد هذه الأيام في السعودية المصطلح القديم quot;المفاكسةquot; وهو يعني إرسال الاعتراضات إلى أي مسئول حكومي ارتكب ما يتعبره quot;المفاكسونquot; خطاً أحمر لا يجب تخطيه، ولا يكتفي أولئك quot;بمفاكسةquot; المخالف، بل يستخدمون الطريقة ذاتها مع المسئولين الأعلى فالأعلى حتى لو استطاعوا الوصول لسقف الدولة لفعلوا.
عودة هذا المصطلح لفتت الانتباه خصوصاً بعد تطور وسائل التقنية الحديثة من بريد إلكتروني وفايس بوك وتويتر وغيرها من مخترعات الغرب المكروهة جدا والمستخدمة جداً.
وما أعاد مصطلح quot;المفاكسةquot; لابد وأن يكون خلفه مبررات تفند عودته إن كانت من وراء أشخاص تجاوزهم الزمن، أم أن quot;هايبر بندهquot; التي قررت توظيف فتيات سعوديات quot;كاشيراتquot; في أسواقها التموينية تستحق كل الوسائل الممكنة جديدها وقديمها سعياً لتعطيل هذا المشروع الرائد في المجتمع السعودي.
الأنباء التي لم تثبت تقول بأن quot;هايبر بندهquot; التي تعود ملكيتها للأمير الوليد بن طلال أوقفت العمل بالقرار وحولت وظائف النسوة إلى ما وراء الستار، والخبر الذي سيكون ثابتاً إذا ما ثبت سابقه، يقول بأن القرار كان بسبب الخوف من المقاطعة التي تولى كبرها quot;الفاكسquot; وأخواته من التقنيات الحديثة.
وكانت أسواق quot;هايبر بندهquot; تعرضت لهجوم كاسح من مفتين تجاوزوا القرار الملكي الأخير بقصر الفتوى على العلماء الرسميين، بسبب عزمها توظيف الفتيات، وأسس quot;المفاكسونquot; حملة على الفايس بوك متضمنة كل الأرقام الممكنة لمكاتب وزارة العمل في المملكة في تصرف يبدو الكاسب الأكبر منه هم quot;مستحلبيquot; الجمعيات الخيرية وأبواب وزارة التربية والتعليم الوحيدة التي تجد الرضا quot;توظيفياًquot; من quot;المفاكسينquot;.
في حين امتلأت القنوات الدينية بوجوه جديدة وقديمة تتخذ الطريقة التقليدية ذاتها حينما يتصل quot;محتسبquot; يستفسر عن حكم توظيف النساء في المكان الفلاني، ثم يأخد الشيخ الدور ويبدأ في تخويف النساء من الغضب والويل والثبور وعظائم الأمور إن لم تتوقف تلك الكارثة المسماة توظيف الفتيات.