سوجوال: واصلت المياه انحسارها البطيء الثلاثاء في وادي السند المنخفض وذلك رغم ان مدينتين صغيرتين في جنوب باكستان اخليتا من معظم سكانهما لا تزالان مهددتين بعد اكثر من شهر من بدء الفيضانات المدمرة في هذا البلد.

وفر ملايين الاشخاص في الايام الاخيرة من قراهم في ولاية السند (جنوب) وتم اخلاء مدن كبيرة مع تدفق سيول نهر السند التي تؤدي الى انهيار السدود، في طريقها الى مصب النهر في بحر عمان.

واعلنت السلطات الاثنين بداية انحسار مياه الفيضانات وزوال الخطر الذي كان يتهدد ثاتا المدينة التي اخليت منذ عدة ايام من معظم سكانها البالغ تعدادهم نحو 300 الف نسمة.

واكد هادي بخش كالهيرو المسؤول البلدي الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان quot;ثاتا اصبحت خارج دائرة الخطرquot; مضيفا ان غالبية سكانها عادوا الى منازلهم.

وفي مدينة اخرى غير بعيدة هي سوجوال التي شهدت فيضانات الاحد بعد ان اخليت من معظم سكانها البالغ عددهم 120 الف نسمة، يكافح عناصر الجيش ورجال الانقاذ الثلاثاء في زوارهم المطاطية لنجدة بعض الاشخاص الذين احتموا بسطوح منازلهم المبنية بالاسمنت التي صمدت في حين انهارت منازل البعض الاخر لانها بنيت من الطين، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

كما تتجه السيول الثلاثاء من سوجوال الى مدينتين تقعان تحتها هما جاتي وشوهار جامالي حيث طلبت السلطات من السكان المغادرة.

وقال كالهورو quot;نحاول انقاذ المدينتين اللتين تضمان معا اكثر من مئة الف ساكنquot; مضيفا ان معظم السكان غادر المدينتين.

وواصل مستوى المياه التراجع تدريجيا الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في وادي السند المنخفض، على ما ذكر قدير باليجو المسؤول في سد كوتري الذي ينظم مياه النهر الواقع على بعد مئة كلم شمالي ثاتا. وتضاعف حجم نهر السند 40 مرة عن حجمه الطبيعي في اقصى درجات الفيضان.

واصبحت ولاية السند في الايام الاخيرة الولاية الاكثر تأثرا بالفيضانات في باكستان في الوقت الذي عوض الوحل سيول مياه الامطار في المناطق الاخرى واساسا في الشمال والوسط، ما كشف عن اسوا كارثة انسانية في تاريخ البلد البالغ تعداد سكانه نحو 170 مليون نسمة.

ومنذ بداية آب/اغسطس نزح نحو سبعة ملايين من السند الذي غمرت المياه 19 من 23 اقليما فيه. وفر اكثر من مليون ساكن المدن والقرى يومي الجمعة والسبت اساسا في اقليم ثاتا، بحسب الامم المتحدة والسلطات المحلية.

وبعد اكثر من شهر على بدء الفيضانات يحتاج نحو ثمانية ملايين منكوب بينهم حوالي خمسة ملايين مشرد الى مساعدة عاجلة في كامل البلاد، بحسب الامم المتحدة. وسيؤدي النزوح المكثف من السند بالتأكيد الى زيادة هذه الارقام.

كما يتوقع ان ترتفع بشكل كبير حصيلة قتلى الفيضانات الرسمية البالغة حتى الان 1640 قتيلا مع انحسار المياه، بحسب السلطات.

وتقول الحكومة وكذلك العاملون الانسانيون انه سيكون على باكستان اثر ذلك مواجهة اطول ازمة انسانية في تاريخها مع تزايد مخاطر حدوث مجاعة بالاضافة الى جهود اعادة الاعمار.