ما زالت العواصف لم تهدأ داخل الاتحاد الاشتراكي (أحد مكونات الائتلاف الحاكم)، الذي لم تنعم قياداته بالراحة منذ النكسة الكبيرة التي مني بها الحزب، بعد النتائج غير المتوقعة التي حصدها هذا المكون السياسي في الاستحقاقات البرلمانية لسنة 2007.

بعد تهدئة quot;زوابع الانتخاباتquot;، التي تمخض عنها تقدم الكاتب الأول السابق محمد اليازغي، استقالته، ظهرت بوادر أزمة داخل الشبيبة، إذ لاحت ملامح بروز تيار جديد، ما اضطر أعضاء من المكتب السياسي لعقد لقاء مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية من أجل احتواء الوضع، الذي تسببت فيه نشرة داخلية (اتحادي) انتقدت القياديين.

وشكل هذا الاجتماع انتصارًا أوّليًّا لتيار quot;أولاد الشعبquot;، وكل الداعين إلى التسريع بعقد مؤتمر وطني للشبيبة الاتحادية، بعد أن أعلن المكتب السياسي، على لسان فتح الله ولعلو عن تاريخ محطة تجديد الهياكل في الشهر المقبل.

وجاءت هذه التطورات بعد تنامي عدد أصوات منتقدي طريقة علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة، في التسيير، وصدور نشرة داخلية اسمها quot;اتحاديquot; تضمنت نقدًا جريئًا لقيادة الاتحاد الاشتراكي،ووصل الأمر حدود اتهام بعضهم بـ quot;التسلق والانتهازيةquot;.

وقال حميد باجو، عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، إن quot;العمل داخل الحزب ما زال مستمرًّا، والأجهزة تشتغل للمحطات المقبلة، لكن الحزب يسير في وضعية التدهورquot;، مشيرًا إلى أن quot;نتائج سنة 2012 ستكون كارثيةquot;.

وأوضح حميد باجو، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أنه quot;في المقابل هناك حركية داخل الحزب من أجل الخروج من هذه الأزمة، إلا أن الأمور متعثرة شيئًا ماquot;، مضيفًا أن quot;هناك وعيًا بالأزمة، وبأن الطريق التي يسير فيها الحزب غير صحيحة، وهو ما يشير إلى أن هناك إحساسًا بالخطر الذي يتهدد الاتحادquot;.

وذكر عضو المجلس الوطني أن quot;ما ينقصنا داخل الحزب هو زعيم يمكنها قيادة هذه الحركيةquot;، مبرزا أن quot;المطلب الأساسي هو تغيير الخط الحزبي الذي كان يتبعه في السنوات الأخيرةquot;. وأضاف قائلا quot;يجب على الاتحاد أن يتميز على سياسة الدولة، ولا يبقى مجرد تابع لهاquot;، مؤكدا أن من بين المطالب أيضا quot;الخروج من الحكومة، لأن وجود الحزب داخلها يمنعه من اتخاذ قرارات مستقلةquot;.

يشار إلى أنه في أول تعلق على نتائج أول اجتماع عبرت اللجنة التحضيرية لتيار quot;أولاد الشعبquot; في بلاغ لها عن ارتياحها لتاريخ إجراء مؤتمر الشبيبة غير أنها شددت على ضرورة انعقاده بمدينة اكادير وفاء لروح quot;محمد اكرينةquot;، وتجنبًا لتكريس منطق المركزية في كل من الرباط والدار البيضاء.

وجدد البلاغ التأكيد على أن المكتب الوطني الذي جرى تشكيله بقيادة علي اليازغي مجرد خطأ تاريخي ناتج عن أزمة بدليل عدم قدرته على عقد اجتماع للمجلس الوطني ولو مرة واحدة.

وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الواحد الراضي، قد أكد، في لقاءين للحزب بالرباط، أن quot;الفترة الفاصلة عن سنة 2012 ستكون لا محالة فترة إصلاحات سياسية بالبلاد، وعلى رأسها القوانين المنظمة للاستحقاقات المقبلة وقانون الأحزاب السياسية ونمط الاقتراع المحلي والوطني ومشروع الجهوية الموسعة واللاتمركزquot;. وأشار إلى أن الحزب يجب أن يستعد من الناحيتين التنظيمية واللوجيستية لكل المعارك والاستحقاقات المقبلة ليكسب الرهانات المستقبلية ويسترجع ثقة المواطنين في اللعبة السياسية.