القاهرة:بدأ وزراء الخارجية العرب بعد ظهر الخميس اجتماعات دورتهم العادية نصف السنوية بدعوة من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى quot;اعطاء فرصةquot; للمفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية المباشرة التي انطلقت مطلع ايلول/سبتمبر الجاري في واشنطن رغم quot;الشكوكquot;التي تحيط بها.

وقال الامين العام للجامعة في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات quot;نتابع حاليا مجريات المفاوضات المباشرة التي انطلقت بداية الشهر الحالي برعاية الولايات في مناخ تشوبه الريبة وعدم الثقةquot; مضيفا ان مفاوضات عديدة جرت من قبل انتهت ب quot;الفشل كنتيجة متكررة بسبب الموقف الاسرائيلي وانحياز السياسات الدوليةquot; في اشارة الى الدعم الاميركي لاسرائيل.

واضاف انه quot;بالنظر الى عدم تغير جوهر السياسات (الاسرائيلية) وبالرغم من شكوك البعض في اهدافها (المفاوضات) الا ان الموقف الرصين يقتضي اعطاءها فرصةquot;. واكد انه quot;بقدر عدم الثقة والشكوك فسوف نرحب ونشجع اي تقدم حقيقي وذي قيمة .. اكرر حقيقي وذي قيمةquot;

وشدد موسى على ان الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم في هذه المفاوضات مؤكدا quot;لم نقل للجانب الفلسطيني اذهب انت وربك فقاتلاquot; مؤكدا ان quot;القضية قضيتنا جميعا والتضامن حولها سيكون له دور فاعلquot; وquot;سياسة هل من مزيد من تنازلات الجانب العربي انتهت ولن تجديquot;.

وتابع ان quot;التطورات خاصة ما يتعلق بالاستيطان الإسرائيلى سوف تظهر قبل نهاية هذا الشهر، وما يتضح سيكون حاسما فيما يتعلق بهذا المسار وسيكون هناك موقف عربى إما إيجابى للايجابى أو سلبى للسلبى ولا يجب أن تترك فلسطين لمصيرهاquot;.

ويشكل الخلاف بشأن الاستيطان اكثر المسائل الضاغطة في المفاوضات الجارية مع اقتراب انتهاء سريان قرار التجميد الجزئي لاعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة في 26 ايلول/سبتمبر.

وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الصحافيين الخميس في رام الله بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان quot;الوقت صعب والظروف صعبة والادارة الاميركية معنية بالوصول الى السلام الذي لا بديل عنه من خلال المفاوضات لذلك لا مجال امامنا الا ان تستمر الجهود في هذه الظروفquot;.

واعلنت كلينتون قبل اجتماعها مع عباس ان الولايات المتحدة quot;مصممةquot; على التوصل الى اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة يحقق quot;طموحات الشعب الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية مستقلةquot;. وكشف مسؤول فلسطيني كبير رفض ذكر اسمه الخميس ان quot;اجتماع عباس ونتانياهو (الاربعاء في القدس) شهد خلافات عميقة جدا حول قضيتي الاستيطان والحدود وان هوة الخلافات لا زالت عميقة رغم محاولة تدخلquot; وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل.

واوضح المسؤول الفلسطيني ان نتانياهو quot;لا زال متعنتا في مواقفه بخصوص الاستيطان حيث ابلغ الرئيس عباس انه ليس باستطاعته تجميد البناء وانه سيواصل البناء بعد انتهاء فترة التجميدquot;. وتابع المسؤول الفلسطيني ان quot;المفاوضات صعبة وشاقة وان الجانب الفلسطيني يريد التركيز على قضية الحدود لحل قضية الاستيطان بحيث اذا اتفق مع الجانب الاسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية خلال فترة الثلاثة اشهر التي اقترحتها الادارة الاميركية يتوقف بعدها الاستيطان نهائيا في اراضي الدولة الفلسطينية المقبلةquot;.

وقال ان quot;الادارة الاميركية تريد وقف استيطان شاملا في الاراضي الفلسطينية بينما اسرائيل تريد الاستمرار في التجمعات التي تريد ضمها الى اسرائيلquot;. من جانبه، دعا الرئيس المصري حسني مبارك، في حديث للتلفزيون الاسرائيلي بث التلفزيون المصري مقتطفات منه الخميس، رئيس الوزراء الاسرائيلي الى تمديد تجميد الاستيطان quot;لثلاثة او اربعة اشهرquot; مؤكدا انه على ثقة من ان نتانياهو quot;يستطيع اتخاذ قرارات صعبةquot; من اجل السلام.

واعتبر موسى ان المفاوضات الجارية حالية quot;فرصة اخيرة للسلامquot; لاقامة السلام. وبدا ان موسى دعا الى اعطاء المفاوضات فرصة بالنظر الى الرهانات الدولية التي تحيط بها اذ اكد ان quot;مصداقية الديبلوماسيات العالمية على محك خطرquot; في اشارة الى الديبلوماسية الاميركية.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما القى بثقلة الشخصي في المفاوضات باستضافته حفل اطلاقها في الثاني من ايلول/سبتمبر الجاري في واشنطن. بل ان اوباما، الذي يخوض حزبه الديموقراطي بعد شهرين انتخابات غير سهلة للتجديد النصفي للكونغرس، جعل من الوصول الى تسوية للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي هدفا استراتيجيا لادارته.

واكد الرئيس الاميركي الجمعة الماضي ان احياء المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية quot;كان ينطوي على مجازفة بالنسبة الينا لكنها مجازفة تستحق ان نقوم بهاquot; معتبرا ان احلال السلام الى الشرق الاوسط quot;سيبدل على المدى البعيد المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسطquot; بطريقة تساعد واشنطن على التعامل مع برنامج ايران النووي ودعمها للمجموعات الناشطة ضد اسرائيل. وقال quot;نحن لا نفعل ذلك لنرضي انفسنا بل لان الامر سيساعد في ضمان امن اميركا ايضاquot;.